"إيلاف" من بيروت: يُعتبَر الرمّان من الفاكهة الجميلة اللذيذة والمفيدة، ومن حباتها الوردية المرصوفة يمكن استخراج ما يُعَرف بـ "دبس الرمان" أو "ربّ الرمان"، وهو سائل معروف كثيرًا في دول المشرق العربي، تسلل منها عبر المتوسط شمالًا حتى وصل إيطاليا وإسبانيا.
ودبس الرمان سائل سميك قاتم اللون، يمزج الحلو والحامض في طعمٍ واحد، وهو السرّ الذي يكتنزه هذا السائل دون غيره. وهو أحد المكونات الغذائية عالية الأهمية في المطبخ العربي، وتحديدًا في المطبخين اللبناني والسوري، إذ يدخل في تحضير الكثير من الأطباق بفضل نكهته الحامضة المحببة، التي تجعل منه بديلًا لعصير الليمون الحامض. فما أطيب التبولة أو الفتوش أو السلطة الخضراء محمضة بدبس الرمان، وما أطيب ورق العنب والكوسا والقرع مطبوخًا بدبس الرمان، وما أطيب البيض المقلي والمضاف إليه دبس الرمان، أو النقانق العربية وكبدة الدجاج المقلية أو اللحوم المشوية والمغطسة جميعًا بدبس الرمان! هذا غيض من فيض ما يمكن أن يدخل دبس الرمان في تحضيره، لذا وجود تلك القنينة القاتمة اللون في المطبخ أساسي وضروري جدًا.

فوائده
إلى هذه الاستخدامات "الغذائية" الكثيرة، يؤدي دبس الرمّان دورًا كبيرًا في تعزيز الصحة، فحموضته عضوية غير مضافة، وهذا يجعل منه واقيًا طبيعيًا من مرض النقرس لأنه قادر على هضم الكوليسترول الضار في الدم، ومنع تبلّر حصى الكلى، والحدّ من الأمراض التي تصيب اللّثة. وبما أنه يبطئ عملية تكدّس الكوليسترول والشحوم في الشرايين الدقيقة، فهو يقلل من خطر تشكل الجلطات الدموية، ويؤدي دورًا أساس في برامج التنحيف عند تناول نصف كوب منه قبل كل وجبة طعام.

هذا ويسكّن دبس الرمان الآلام ويخفّض الحرارة ويوقف النّزيف ونزيف البواسير ويعالج الصّداع وضعف النظر ويهدئ نوبات السعال ويعالج سرطان غدة البروستات ويقوي القدرة الجنسية عند الرجال بفضل غناه بمضادات الأكسدة التي تزيد فاعلية الدم في الأعضاء الجنسية.