بمشاركة أكثر من 30 فنانًا من المغرب ومصر وتونس والإمارات العربية المتحدة، تحتضن مدينة مراكش (جنوب) الدورة الرابعة لمهرجان الطبخ، خلال الفترة الممتدة من 26 إلى 29 أبريل الحالي.

إيلاف من الرباط: يشكل مهرجان الطبخ بمراكش منصة ثقافية وسياحية ملهمة تحتفي بتنوع واختلاف الأطباق المغربية، وتسعى إلى تسويق الطبخ المغربي، الذي يعتبر منذ القدم من أكثر المطابخ تنوعًا في العالم.

صورة ثقافية وتراثية
حول فكرة هذه التظاهرة وأهدافها، يقول جواد آيت المعلم، المدير العام لمهرجان الطبخ، في اتصال مع "إيلاف المغرب": "شهدنا أخيرًا تسويق أنواع مختلفة من الموسيقى التراثية المغربية على نطاق واسع، وحان الوقت من أجل أن يحظى المطبخ المغربي بالمكانة التي يستحقها خارج حدود الوطن، بهدف تسويقه على المستوى السياحي كصورة ثقافية وتراثية للمملكة، وذلك بحضور فنانين برزوا بشكل ملفت في الآونة الأخيرة، فضلًا عن جيل الرواد الذي بصم في الساحة الفنية المغربية والعربية عمومًا، ليشكلوا سفراء خارج حدود المغرب يعرفون بالتظاهرة لمعجبيهم ومحبيهم الذين يتابعون أخبارهم عن قرب".

يتميز مهرجان هذه السنة بحضور دول صديقة وشقيقة، وهو اختيار يعبّر عن الانفتاح المغربي على مختلف بلدان المعمور، مما يمكنه من تأسيس قاعدة جماهيرية عريضة من المتتبعين، خاصة أنه يستضيف خلال هذه السنة أمهر الطهاة المحترفين، يمثلون كلًا من إسبانيا وأستراليا.

يعرف برنامج مهرجان الطبخ تنظيم مسابقتين في حفل الاختتام، بمشاركة 5 متسابقات تمثل كل واحدة منهن مدينة معينة، تم اختيارهن مسبقًا عن طريق"كاستينغ"، فضلًا عن مسابقة خاصة بنجوم الفن Moroccan Kitchen Celebritie's، تضم الشيف عبد الأحد، الفائز بلقب ماستر شيف المغرب خلال السنة الماضية، والممثلين زينب عبيد وربيع القاطي وهشام الوالي وحسن فلان، والذين يجتمعون من أجل إبداع طبق مغربي معروف، ويحضر كل من نهال عنبر وأميرة فتحي وباسم شرف من مصر، ومن المغرب، سهام أسيف ونجاة خير الله وهدى صدقي وفؤاد سعد الله وغيرهم.

مشاركة مكثفة
يشهد المهرجان مشاركة فنانين شباب مغاربة، أمثال ابتسام العروسي وفاطمة الزهراء لحرش وفاطمة الزهراء قنبوع وأسامة بسطاوي، والذين يسعون بدورهم إلى تسويق فعاليات المهرجان، خاصة أنهم يشكلون طاقات فنية واعدة، تمكنت من شق طريقها بثبات في الوسط الفني وإثبات مواهبها بحرفية ومهنية عالية.

وحول مشاركة فنانين مصريين بكثافة خلال الدورة الرابعة والدورات السابقة، قال آيت المعلم "نركز على جمهورية مصر العربية لأن فنانيها هم الأقرب للشعب المغربي، ويعتبرون الأوائل في صناعة السينما، بحكم متابعتنا للإنتاجات المصرية. سبق وتعرّضنا لانتقاد من طرف الممثلة المغربية القديرة نعيمة إلياس في تدوينة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول التركيز على فنانين أجانب، لكن من الضروي استضافة فنانين من خارج المغرب، وتحديدًا من مصر ودول عربية أخرى".

يتوخى منظمو المهرجان أن يصبح هذا الأخير بوابة للتنظيمات المهنية في قطاعي السياحة، ومهن الطبخ لعرض حصيلة عملها السنوية في الميدانين معًا، بغية تسويقها والانفتاح على أفكار وتجارب أخرى، ويهدف في الشق المتعلق بالورشات التكوينية إلى تشجيع الطاقات المحلية النسائية في مجال الطبخ من تطوير إمكانياتهم وقدراتهم المهنية والتعرف إلى أطباق وطرق جديدة وحديثة في الطبخ المغربي، الأمازيغي والعالمي على يد مكونين من أشهر الطباخين العالميين.

ويسعى مهرجان الطبخ بمراكش في دورته الرابعة إلى المساهمة في التنشيط الثقافي والاجتماعي والسياحي في المدينة ونواحيها، كمنارة سياحية بحمولتها التاريخية والثقافية الضاربة في القدم وتشجيع السياحة الداخلية، في أفق استثمار المؤهلات السياحية التي تزخر بها، عبر فقرات متنوعة يرتكز إليها البرنامج العام للمهرجان بمراعاته للجانب الثقافي والفني المتنوع الذي يزخر به المغرب.

الجدير بالذكر أن مدينة أغادير احتضنت الدورات الثلاث الأولى للمهرجان، قبل أن يتقرر نقله خلال الدورة الحالية إلى مراكش، لاعتبارات تنظيمية، تهم بالأساس إدارة المهرجان على الصعيد الفني والتقني.