وتُستخدم المركبات الكربونية الفلورية الهيدروجينية (أو الهيدروفلوروكربونية) على نطاق واسع في المبرّدات وأجهزة التكييف وعبوات الآيروسول.

واتفقت الوفود المجتمعة في العاصمة الرواندية، كيغالي، على إدخال تعديل معقد على معاهدة مونتريال التي ستشهد تخفيض دول غنية استخدام المركبات الهيدروفلوروكربونية بداية من عام 2019.

غير أن مراقبين يقولون إن الحل الذي تُوصل إليه ربما يكون تأثيره دون المتوقع.

اتفاق ثلاثي الوسائل

وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الذي ساهم في التوصل إلى الاتفاق عبر سلسلة من الاجتماعات في العاصمة الرواندية، إن الاتفاق انتصار كبير لكوكب الأرض.

وأضاف كيري لبي بي سي أن "الاتفاق خطوة كبيرة إلى الأمام، وعلى الرغم من أنه يلبي احتياجات كل دولة على حدة، إلا أنه سيمنحنا الفرصة للحد من الاحتباس الحراري للكوكب بواقع نصف درجة كاملة."

وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، حث الوفود على التوصل إلى اتفاق طموح

وسيشهد الاتفاق الجديد تبني ثلاث سُبل لجميع الدول على اختلافها.

وستبدأ الدول الغنية، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرها من الدول، في الحد من استخدام المركبات الهيدروفلوروكربونية خلال سنوات قليلة، وستقلص استخدامها بما لا يقل عن 10 في المئة بداية من عام 2019.

كما ستجمّد الصين وعدة دول نامية، مثل دول أمريكا اللاتينية والدول الواقعة على جزر، استخدام تلك المركبات بداية من 2024.

أما الدول النامية الأخرى، لا سيما الهند وباكستان وإيران والعراق ودول الخليج فلن تبدأ تجميد استخدامها قبل عام 2028.

ولن تبدأ الصين، أكبر منتج لمركبات الهيدروفلوروكربونية، فعليا في الحد من الإنتاج أو الاستخدام قبل عام 2029.

وحدات تكييف الهواء كانت ضرورية في المؤتمر المنعقد في كيغالي عندما امتدت المفاوضات إلى الليل

وفي وقت لاحق، ستبدأ الهند في أول خفض لها من المركبات الهيدروفلوروكربونية البالغ 10 في المئة عام 2032.

وقال دارود زيلكا، من معهد التنمية الحكومية والمستدامة، الذي شارك مرارا في محادثات معاهدة مونتريال، إنه " بالتأكيد يوم تاريخي."

وأضاف: توصلنا إلى التخلص من نصف درجة من الحرارة خارج النظام، وسنمضي إلى أبعد من ذلك بتحقيق 90 في المئة من اتفاقية كيغالي."

وفي حال تنفيذ الاتفاقية كاملة، فثمة فارق كبير في حل مشكلة الاحتباس الحراري.

ويقدر خبراء أن تنفيذ الاتفاقية سيزيل قرابة 90 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون من الجو بحلول 2050.

ويقول بينسن أيريري، كبير مستشاري السياسات في منظمة المعونة المسيحية: "المركبات الهيدروفلوروكربونية تشكل تهديدا مباشرا للمناخ بسبب استخدامها المتزايد، وقدرتها العالية على التسبب في ارتفاع درجات الحرارة بقدر يفوق ثاني أكسيد الكربون آلاف المرات."

الاتفاقية الجديدة توضح أن أجهزة التبريد الجديدة (ثلاجات) ستستخدم غازات تبريد أقل ضررا في المستقبل

وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري: "أشعر بالتفاؤل الشديد بشأن ما توصلنا إليه."

ويقول مؤيدون إن اتفاق كيغالي سيعتمد على الأسس التي وضعها اتفاق المناخ في باريس، الموقع من قبل أكثر من 190 بلدا في ديسمبر الماضي، والذي يدخل حيز التشغيل في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني القادم.