يستخدم الطب حاليًا تقنية&الميتوكوندريا حيث&يأتي الحمض النووي للمولود المقبل من طرف ثالث، وتهدف التقنية تلك الى تجنيب الجنين حمل&أمراض الميتوكوندريا الوراثية من الأم، والتي قد تصيب&الطفل بأمراض قاتلة&.



بقلم الدكتورة مونيكا شاولا*: &يعدّ التبرع بالميتوكوندريا، (ويشار إليها أحياناً بتكنولوجيا التلاعب بالميتوكوندريا أو MMT أو العلاج بنقل الميتوكوندريا)، شكلاً من أشكال الإخصاب داخل المختبر، حيث يأتي الحمض النووي للمولود المقبل من طرف ثالث. وتستخدم هذه التقنية في الحالات التي تحمل فيها الأمهات أمراض الميتوكوندريا الوراثية ولا تنجح معهن التقنيات التقليدية للتخصيب داخل المختبر. أمراض الميتوكوندريا غالبًا ما تنطوي على قضايا إنتاج الطاقة داخل خلايا الجسم، وغالباً ما يؤدي الأمر للكثير من الحالات المتعلقة بالعضلات لدى الأشخاص المصابين.
الميتوكوندريا هي مصانع إنتاج الطاقة داخل الخلايا وتكون منفصلة عن الحمض النووي الذي يحدد الصفات الوراثية للطفل، ولكن حدوث الطفرات في الميتوكوندريا من الممكن أن يكون مدمراً ويؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة والقاتلة التي تضر بالأعصاب والعضلات والمخ والقلب والكبد والعضلات والهيكل العظمي والكلى والغدد الصماء والجهاز التنفسي، وغالباً ما تقتل الأطفال خلال السنوات القليلة الأولى من حياتهم.&

طريقة عمل التقنية
تتمثل التقنية التي أدت لولادة أطفال أصحاء في نقل الحمص النووي من بويضة للأم، التي تعرضت لتحور الميتوكوندريا، ومن ثم وضع ذلك الحمض النووي في بويضة صحية تبرعت بها إحدى المانحات. بذلك تحتوي البويضة الصحية، غير المصابة بأمراض الميتوكوندريا، على الحمض النووي الجيد من الأم، ومن ثم يمكن البدء في تخصيبها بالطرق التقليدية داخل المختبر.&

المعايير الأخلاقية
التقنيتان الأكثر شيوعاً في التبرع بالميتوكوندريا هما "نقل البرونوكلير" و"نقل مغزل الأمومة". يتكون الجنين من الحمض النووي لكل من الآباء والأمهات، بالإضافة إلى بعض الحمض النووي من أحد المتبرعين الأصحاء الذين يمتلكون ميتوكوندريا سليمة. لا تزال تلك التقنية مثيرة للجدل إلى حد كبير في ما يتعلق بمبادئ ومعايير الطب الأخلاقي كما هو الحال مع العديد من العلاجات الجينية الأخرى. تعد حالياً تقنيات التبرع بالميتوكوندريا قانونية في المملكة المتحدة.&

في فبراير 2016 صدر تقرير عن "إدارة الغذاء والدواء الأميركية" يعلن أن إجراء المزيد من الأبحاث في التبرع بالميتوكوندريا هو أمر جائز أخلاقياً. كما أعطت الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم موافقتها في نظرية لنقل الميتوكوندريا بغرض الوقاية من الأمراض. على الرغم من ذلك منع الكونغرس الأميركي "إدارة الغذاء والدواء الأميركية" من السماح بإجراء أي من العلاجات التجريبية التي تتعلق بهذا الأمر.

الأسئلة التي لا تتوافر إجابة عليها:

1.&& &تم الحمل بطفل ذكر بواسطة تقنية مثيرة للجدل تقوم على مزج الحمض النووي لثلاثة أشخاص مختلفين، وقد تصدرت أنباء ذلك الحدث عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم. ولكن قد تم ذلك من دون أي وسيلة للتحقق لأن المتخصصين وراء هذا الإجراء لن يصدروا أية بيانات أو معلومات حتى أكتوبر الجاري، وبسبب ذلك فإن بعض الباحثين يشككون في أخلاقيات الإجراء بشكل عام. وعلى وجه الخصوص، لماذا قرر فريق طبي مقره الولايات المتحدة اختيار المكسيك لإجراء العملية، وهي الدولة التي تعد الرقابة فيها أقل وضوحاً في ما يتعلق بتعديل جنين بشري، وذلك على سبيل المثال بالمقارنة بالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.&

2.&& &من بين الأمور المجهولة هو احتمال أن تتسبب تلك التقنية في نقل بعض الميتوكوندريا المريضة من الأم إلى البويضة المانحة ومن ثم إلى نوى الخلايا، ووفقاً لبعض الدراسات، فإن 5% من الحمض النووي للميتوكوندريا يُحمل بواسطة نوى خلايا الأم، كما أشارت بعض عينات الحمض النووي المأخوذة من الأطفال بعد الولادة الى أنها تختلف في الأنسجة وتضمنت احتمالية وجود نسبة خطأ في الحمض النووي بلغت 1.6% على أقصى تقدير.
3.&& &تعد مسألة السلامة بطبيعة الحال قضية أساسية لأي تقنية طبية جديدة، ولا سيما لتلك التي تنطوي على الوسائل الإنجابية. ثبت أن التقنيات تكون ناجحة على الفئران والقردة، ولكن النماذج الحيوانية لا يمكن أن تكون بالضرورة مطابقة لظروف البشر.
4.&& &في عام 2000 بالولايات المتحدة الأميركية تسبب إجراء ينطوي على الحقن بالسيتوبلازم لعلاج العقم لدى النساء الأكبر سناً، في ولادة 17 طفلاً. وبسبب مخاوف تتعلق بالسلامة سحبت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الترخيص الخاص بها، كما وردت أنباء من الصين بإجراء محاولة لاحقة لم تسفر عن أي ولادة حية. وهذا هو الآن ولكن بعد 15 عاماً ، سيقوم المشروع على مراقبة الحالة الصحية للأطفال الباقين على قيد الحياة، لذا فإن متابعة الحالة الصحية المستقبلية وعلى المدى الطويل للأطفال الذين تم إنجابهم بواسطة أي من التقنيات الجديدة هو أمر حيوي لإثبات سلامة تلك التقنيات.&
5.&& &يشمل التبرع بالميتوكوندريا نقل المادة الوراثية وليس المواد النووية للخلايا، وهو ما أدى إلى عدم اليقين بشأن ما إذا كان ينبغي تنظيم تلك العملية في ما يتعلق على سبيل المثال بالتبرع بالبويضات والتبرع بالأنسجة. تلعب الميتوكوندريا دوراً هاماً في العديد من العمليات الجسدية، وبالتالي فإن المساهمة الوراثية للمتبرع قد تكون كبيرة، كما أن هناك تفاعلات معقدة بين الحمض النووي والحمض النووي الخاص بالميتوكوندريا. وقد أثار ذلك الكثير من المخاوف.&
6.&& &من الناحية الوراثية، سيكون لدى الطفل بالتأكيد الحمض النووي من ثلاثة أشخاص مختلفين، ولكن كل الأدلة العلمية المتاحة تشير إلى أن الجينات التي تسهم في تشكيل الخصائص الشخصية والصفات تأتي فقط من الحمض النووي للنواة، والذي سوف يأتي فقط من والدة ووالد الطفل المفترضين. لن يؤثر الحمض النووي للميتوكوندريا الذي تم التبرع به على تلك الخصائص والصفات. ولكن يمكن أيضاً أن تكون تلك المسألة معقدة ومربكة.
7.&& &القضايا المحيطة التي تتعلق بالهوية الحقيقية للطفل.&
8.&& &في حين أن المناقشات تدور حول الهوية والمتبرعين، تركز علاقات الطفل في المقام الأول حول التأثير الشخصي الناتج عن تلك التقنيات، كما برزت العديد من المخاوف بشأن التداعيات على مستوى المجتمع.
9.&& &القضايا المتعلقة بالتعديلات الجينية والوراثية للجنين.
10.&& &التبرع بالبويضات وتأجير الأرحام غير قانوني داخل الإمارات العربية المتحدة، لذلك لا يبدو أنه المرجح أن تكون هذه الأساليب والتقنيات مسموحاً بها هنا في المستقبل القريب.&


•&& &الدكتورة مونيكا شاولا هي اخصائية في مجال الخصوبة، وهي تعمل في مجال معالجة العقم، والغدد الصماء الإنجابية (كاختصاص ثانوي) منذ أكثر من 16 عامًا. كما أن الدكتورة مونيكا خبيرة في الجراحة بواسطة مناظير البطن الرحمية والمهبلية، والطب الإنجابي والعقم، وحالات الحمل العالية المخاطر والأمراض النسائية الجراحية.&
&