تتمثل الطبيعة البشرية بأن تحدث خلافات بين الأخوة وتشاجر ثم مصالحة تجري على أساسها الامور على طبيعتها من جديد. لكن حين تصل الخلافات الى أشدها يتطلب الأمر معالجة جدية حسب رأي الطب.


نهى احمد من سان خوسيه: يقول الدكتور خوسيه راما من سان تياغو دي تشيلي العاصمة التشيلية الاخصائي في المعالجة النفسية للاطفال والمراهقين انه من الضروري التدخل بين الأشقاء لمعرفة أسباب الخلافات الحقيقية التي قد تؤدي الى قطيعة وأحيانا الى الأذية . 

ويوضح، يأتيه يوميا أولياء أمر حائرون يتحدثون عن مشاكل من هذا النوع ويخشون عواقبها بالاخص لدى أطفال ما دون الـ15 عام. حتى ان إحدى الأمهات قالت بان لديها أربعة أطفال لكن إثنين منهم ( 10 و12 سنة) في شجار دائم حتى لأتفه الأسباب الى درجة انها وزوجها تخشى تركهما لوحدها من المنزل خوفا من ان يؤذي الواحد الآخر فقد سبق وتسبب الأصغر في شج رأس أخيه، وتنعكس تصرفاتهما على بقية إخوتهم الذي بدأوا بتقليدهم، رغم محاولة الوالدان افهام الطفلين بخطورة ما يفعلانه لكن دون فائدة.

ويقر الطبيب المعالج بوجود مشاكل صعبة تحدث بين الأخوة مثل تدبير المكائد او العنف الجسدي والاهانة وهي حالات يجب مواجهتها لأنها تؤدي الى صدامات خطيرة يحمل تبعاتها الاخوة عند الكبر مثل المقاطعة الدائمة.

تأثير علاقة الوالدين 
والأسباب التي تؤدي الى تنامي مشاعر العداء والغيرة بين الأخوة كثيرة منها علاقة الوالدين مع بعضهما، فقد تكون العلاقة متوترة دائما تنعكس على الاولاد الاكثر حساسية وعلى تصرفهما. 
كما وان تفضيل أحدهما أو كليهما طفلا عن الآخر إما لأنه مريض أو عانى من مشاكل صحية عند الولادة او يشبه الوالد او الوالدة، يسبب اثارة مشاعر البغض والحسد، يضاف الى ذلك الغيرة الناتجة عن تفوق او بروز أخ على أخيه وتشجيع الوالدين له، فهذا يشعره بانه أقل أهمية وقد يصب مشاعر غضبه تجاه أحد الوالدين عليه.

ومن النصائح التي قدمها الطبيب تساعد مثل هذه الحالات:

محاولة الوالدين تفهم الأسباب الفعلية التي تؤدي الى الشجار من أجل تقديم حلول عملية لانهاء المشاكل منها تحدث الوالد مع كل طفل على حدا وتفهم مشاكله. دراسة الوالدين سلوك الولدين بعمق، فقد يمارس أحدهما التسلط على أخيه و يعمد الى استفزازه وإغاظته حتى يدفعه لفقد اعصابه والاعتداء عليه، ويظهر وكانه ضحية بينما هو في الواقع من بدء بالمشكلة عندها يجب قصاصه بدون عنف.

تجنب الحماية الزائدة للطفل الأصغر او الاضعف لان على جميع الأطفال ان يتعلموا احترام حقوق الآخر والمشاركة والتعاون.

عدم إجبار الولد الاكبر على تحمل مسوؤلية أخيه الأصغر، كما ينبغي التأكيد على ان تقويم سلوك أحد الأخوة هو مسؤولية الأبوين لا الشقيق الأكبر.

الابتعاد عن أية معاملة لأحد الولدين توقع الغيرة في قلب الولد الآخر ومعاملة كل الأولاد بالتساوي، وعدم مناداة أحد منهم بألفاظ لطيفة او السخرية منه اذا ما اقترف خطأ ما، وعدم إعطاء واحد نقودا أكثر من الآخر او التسلية معه واللعب وإهمال الآخر.
المساواة في المعاملة والمشاعر 
على الوالدين العمل كي يشعر كل طفل بانه محبوب ومميز بطريقته الخاصة وتجنب مقارنة الولد باخيه الاكثر نجاحا، ومساعدة الأقل تفوقا على ان يجد لنفسه مجالا يتفوق فيه.
تجاهل الخلافات البسيطة بين الأخوين حتى يتعلم الصغار كيف يحلون مشاكلهم بانفسهم.

يجب التقليل ما أمكن من الملكيات المشتركة في الأغراض والألعاب حتى لا تكون هنا مجالات واسعة للاحتكاك بين الاخوة، وعند تعذر ذلك على الوالدين تحديد وقت معين لكل طفل لاستخدام اللعبة المشتركة او لاستعمال الهاتف وان مشاهدة التفاز.

وضع نظام واضح يحدد المسؤوليات والأعمال المطلوبة من الابناء بحيث يتناوب عليها الطفلان حتى لا يتصور احدهما بانه يقوم بالمهمة الاسوء. عدم تشجيع سلوك النميمة او الوشاية فالقاعدة ان لا يخبر احد الاخوية والديه بكل خطأ يصدر عن شقيقه الا في حالات المخالفات الكبيرة كالضرب او السرقة او ما شابه ذلك.

تحديد وقت لاجتماع كل العائلة مرة في الاسبوع لمناقشة وتبادل الأراء وسماع الشكاوى والبث في الخلافات في جو من الاحترام والعدالة. 
يجب تعليم الاطفال وتدريبهم على التعبير عن غضبهم بأسلوب بعيد عن العنف ومن دون توجيه الشتائم والاهانات او السخرية الهدامة وعلى عدم اللجوء الى العنف لتسوية الخلافات.
إعطاء هدية للولدين عندما يحسنان التصرف لكن معاقبتهما اذا ما تشاجرا بشكل حاد وحرمانهما من اللعبة التي تشاجرا بسببهما أو منعهما من مشاهدة التلفاز على ان لا يسمح لهما ذلك إلا بعد ان يحلا خلافهما ويتصالحا معا.

والأهم من كل ذلك حرص الوالدين على ان تكون علاقتهما نموذجا لأولادهما في التعاطف والاحترام والمشاركة، فاذا لم تنجح كل هذه النصائح يجب استشارة طبيب نفساني قبل تعمق الكراهية بين الأخوة.