يعتزم المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة في بريطانيا، المعروف اختصارا باسم NICE (نايس)، التوصية بحظر عمليات زرع الشبكات المهبلية، التي تهدف لعلاج تدلي أعضاء الحوض عند النساء، في انجلترا.

وعلمت بي بي سي أن مسودة قواعد إرشادية من معهد نايس تقول إن تركيب الشبكة يجب أن يكون لأغراض البحث، وليس عمليات جراحية اعتيادية.

وتؤدي بعض عمليات زرع الشبكة إلى تمزيق المهبل، ما يخلف ألما دائما لدى النساء، وعدم قدرة على المشي أو العمل، أو ممارسة الجنس.

وقال أحد الخبراء إنه من المرجح بقوة أن تأخذ هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا بتلك التوصية.

لكن الهيئة غير ملزمة بتطبيق توصيات المعهد.

ورفض كل من الهيئة والمعهد ووزارة الصحة البريطانية التعليق على الموضوع.

"تداعيات تؤثر على نمط الحياة"

وقال معهد نايس في الوثيقة، التي تنشر بعد مشاورات في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، إن هناك "مخاوف خطيرة ومعترف بها تماما بشأن السلامة، وإن هناك أدلة على أن فعاليتها غير كافية، من حيث الجودة أو الكمية على المدى الطويل".

وقالت امرأة تدعي مارجي مغواير تبلغ من العمر 41 عاما، لبي بي سي، إنها لا تستطيع أن تحمل مجددا، أو أن تمشي دون مساعدة، وذلك بسبب الضرر الناتج عن الشبكة.

بينما قالت كيت لانغلي إنها دخلت إلى المستشفى 53 مرة من أجل إنهاء الألم الذي تعانيه، لكنها مثل كثير من النساء لم يتسن لها إزالة الشبكة بالكامل، لأنها قريبة للغاية من العصب.

 

 

كيت لانغلي

 

BBC

 

تعاني كيت لانغلي من الألم الدائم، بسبب زرع الشبكة المهبلية

 

وتصنع شبكات المهبل البلاستيكية من مادة البولي بروبلين، وهي نفس المادة المستخدمة في صناعة عبوات بعض المشروبات، وتصنع من جانب شركات مختلفة.

وتزرع تلك الشبكات بهدف دعم بعض الأعضاء الضعيفة مثل المهبل والرحم والأمعاء والمثانة أو الحالب، والتي تتدلى عقب الولادة.

وفي أبريل/ نيسان الماضي، علمت بي بي سي أن أكثر من 800 امرأة بريطانية تحرك دعاوى قضائية، ضد هيئة الخدمات الصحية الوطنية ومصنعي شبكات المهبل.

وتشير وثائق معهد نايس إلى أن "بيانات التجربة العشوائية المضبوطة أثبتت أنه لا مقارنة بين فوائد زرع شبكة المهبل وبين إصلاح الأنسجة الأصلية في الجسم".

ووفقا لبيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية، فإنه في الفترة ما بين أبريل/ نيسان 2007 ومارس/ آذار 2015، أجرت لأكثر من 92 ألف امرأة عملية زرع شبكة المهبل في انجلترا.

وأشارت البيانات إلى أن واحدة من بين كل 11 امرأة عانت مشكلات.

يذكر أن زرع الشبكة المهبلية، بهدف علاج تدلي أعضاء الحوض أو السلس البولي، محظور بالفعل في اسكتلندا.

وتستخدم الشبكة أيضا بشكل اعتيادي في علاج الفتق، على الرغم من المخاوف من أنها تخلف آلاما مزمنة، لدى كثير من المرضى.