توفي بيتر مانسفيلد الذي رسب في اختبارات المدرسة قبل أن يشق طريقه ليصبح واحداً من رواد تكنولوجيا التصوير بالرنين المغناطيسي ويفوز بجائزة نوبل للطب - عن عمر يناهز 83 عاماً.

وفي السبعينات من القرن الماضي، قاد مانسفيلد، الذي مُنح لقب السير في بريطانيا، فريقا بحثيا طوّر التصوير بالرنين المغناطيسي، والذي يعد من أهم الاختراعات في الطب الحديث.

وترك مانسفيلد المدرسة وهو في سن الخامسة عشرة قبل أن يعود لاحقا ليشغل وظيفة في جامعة نونتغهام. وقال رئيس جامعة نونتغهام البروفيسور السير ديفيد غرينوي إن "عمله غيّر عالمنا للأفضل".

رسب في امتحانات مدرسية

وتعطي فحوصات الرنين المغناطيسي صوراً ثلاثية الأبعاد لأعضاء الجسم الداخلية مع تجنب الضرر المحتمل للأشعة السينية، وذلك باستغلال حقول مغناطيسية وموجات راديو قوية.

ونال مانسفيلد جائزة نوبل في الطب في عام 2003 مناصفة مع بول لاوتربر البروفيسور الأمريكي في علم الكيمياء الذي اخترع هذا الأسلوب في التصوير.

ويعود لمانسفيلد الفضل في تطوير تكنولوجيا التصوير بالرنين المغناطيسي، إذ أظهر إمكانية تحليلها وتفسيرها رياضياً، وإجراء مسوح تستغرق ثوان وليس ساعات، وتوليد صور أكثر وضوحا.

وروى مانسفيلد في سيرته الذاتية عن نشأته في منطقة لامبث بجنوب لندن، وذكرياته مع الحرب العالمية الثانية. وقد رسب في امتحانات مدرسية، لكنه استأنف الدراسة لاحقا.

وعمل مانسفيلد مساعداً في مطبعة حتى أدى اهتمامه بعلم الصواريخ إلى نيله وظيفة في برنامج حكومي للصواريخ. وأكمل الخدمة الوطنية وعمره 21 عاما، والتحق بالمدرسة بدوام جزئي، قبل أن يحصل على شهادة في علم الفيزياء من جامعة لندن.

زوج وأب محب 

عمل محاضراً في مادة الفيزياء في جامعة نونتغهام في عام 1964، وبقي هناك حتى تقاعده بعد 30 عاماً. وقالت عائلة مانسفيلد في بيان صدر عبر جامعة نونتغهام إن "السير بيتر فضلاً عن كونه عالماً بارزاً ورائداً في مجاله، كان محباً ومخلصاً كزوج وأب وجد".

وفي عام 1978، تجاهل مانسفيلد التحذيرات الطبية من دخوله جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، ليصبح أول شخص يقوم بذلك ويُجرى اختبار عليه. وقالت جامعة نونتغهام إن تطوير مانسفيلد لتقنية المسح السريع دعم أكثر تطبيقات التصوير بالرنين المغناطيسي تعقيدا في الاستخدام السريري.

وأضافت الجامعة أن مجهودات مانسفيلد "طورت علم الأعصاب وعلم وظائف الأعضاء وذلك من خلال فتح آفاق جديدة على عمل الدماغ والجسم، فضلاً عن مساعدة الأطباء على اكتشاف السرطان والنظر في النشاطات غير الطبيعية في دماغ الإنسان خاصة لأولئك الذين يعانون من نشاط فرط الانتباه وانفصام الشخصية ومرض الزهايمر".