تمكنت النجمة البريطانية أديل من الفوز بخمس جوائز خلال حفل توزيع جوائز غرامي، وكذلك كان الأمر بالنسبة لمواطنها الراحل ديفيد بووي الذي طالما تجاهلته الجائزة الموسيقية الأكثر شهرة في العالم. واستمر الفنانون الأميركيون في توظيف حفلات توزيع الجوائز لتوجيه انتقادات حادة للسياسة الحمائية والانعزالية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
اكتسحت النجمة البريطانية أديل حفل جوائز غرامي الموسيقية أمس الأحد ففازت بأكبر ثلاث جوائز وهي أفضل ألبوم وأفضل أغنية مسجلة وأغنية العام، وحققت انتصارا تاريخيا مفاجئا على المغنية الأمريكية بيونسيه في ليلة تخللتها تصريحات ومواقف سياسية، وتأبين لفنانين رحلوا عام 2016، بعضهم كان حاضرا بين الفائزين.

وفازت أديل (28 عاما) بجوائز غرامي الخمس التي رشحت لها بما في ذلك عن ألبومها "25" وأغنيتها الناجحة (هالو). وأصبحت بذلك أول فنان يفوز بالجوائز الثلاث الكبرى مرتين في تاريخ غرامي بعد أن فازت بها في 2012 عن ألبومها "21".

كانت بيونسيه (35 عاما) قد قادت ترشيحات غرامي بتسع جوائز عن ألبومها الناجح (ليمونيد) الذي يتناول قضايا العرق والمساواة بين الجنسين والخيانة، لكنها فازت بجائزتين فقط أمس مما أحبط آمالها في الفوز بجائزة غرامي أفضل ألبوم في العام للمرة الأولى في تاريخها.
وبدت أديل التي حصدت خلال مسيرتها الفنية 15 جائزة غرامي في المجمل مذهولة وقالت للصحفيين خلف الكواليس إنها تشعر "بأن هذا هو وقتها (بيونسيه) لتفوز".
وقالت أديل لبيونسيه لدى تسلمها الجائزة "ملكتي ومحبوبتي هي الملكة بي. أعشقك".
"لا يسعني قبول هذه الجائزة وأشعر بالتواضع الشديد والامتنان. لكن فنانة حياتي هي بيونسيه. وهذا الألبوم بالنسبة لي -ألبوم ليمونيد- عمل ضخم".
وكان الفائز الكبير الآخر في الحفل هو نجم الروك البريطاني الراحل ديفيد بووي الذي فاز بخمس جوائز غرامي عن ألبوم (بلاكستار) وهو آخر ألبوماته. ولم يحصل بووي أثناء حياته على أي جائزة غرامي عن ألبوم أو أغنية منفردة.
وفاز المغني دريك بجائزتي غرامي عن أغنيته (هوتلاين بلينج) لكنه لم يحضر الحفل لأنه يقوم بجولة غنائية في إنكلترا.
توقف العرض

وحازت بيونسيه وأديل أيضا على أكثر التعليقات عما قالتاه أثناء الحفل. وفي أول ظهور لها منذ إعلانها المفاجئ قبل 12 يوما أنها في انتظار ميلاد توأمين ارتدت بيونسيه ثوبا ذهبيا لامعا شفافا وغنت مزيجا من الأغاني الراقصة العاطفية مثل (لوف دروت) و(ساندكاسلز). وظهرت بيونسيه مرة أخرى في فيديو أثناء الحفل وهي جالسة على مقعد ومحاطة بالنباتات وكانت ترتدي ثوب سباحة (بيكيني) ذهبي اللون.

وبعد ذلك بلحظات أوقفت أديل العرض حرفيا بعدما أخطأت في بداية كلمة ألقتها عن المغني البريطاني الراحل جورج مايكل. وقالت "آسفة. أعلم أن هذا بث تلفزيوني مباشر". وتوقفت عن غناء (فاست لوف) لمايكل وطلبت أن تبدأ الأغنية من جديد قائلة "لا يمكنني أن أفسد له هذا الأمر".
وقدمت فرقة (ذا تايم) والمغني برونو مارس عروضا بعد ذلك للاحتفاء بالمسيرة الفنية لمغني الروك الأمريكي الراحل برنس.

تصريحات سياسية
وعلى غرار حفلات توزيع الجوائز الأخرى في هوليوود مؤخرا لم يدخر الفنانون جهدا للحديث عن السياسة. وارتدت المغنية كاتي بيري شارة على ذراعها كتبت عليها كلمة (بيرسيست) أي "اصمد" وأدت أغنية (تشايند تو ذا ريذم) وخلفها كتبت عبارة (وي ذا بيبول) وهي الجملة الافتتاحية في الدستور الأميركي.

واستغل فنانو راب عدة حفلة توزيع جوائز غرامي الموسيقية الأمريكية للتنديد بسياسة الهجرة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد أدت فرقة "إيه ترايب كولد كويتس" الشهيرة لموسيقى الراب ومغنيا الهيب التجريبي أندرسون .باك وبوستا رايمز أكثر العروض المشحونة سياسيا خلال السهرة مساء الأحد. ووصف بوستا رايمز دونالد ترامب بأنه "عامل برتقالي" في إشارة مزدوجة إلى سحنة الرئيس الجمهوري والأضرار والدمار التي خلفها مبيد الأعشاب هذا الذي استخدمه الجيش الأمريكي كسلاح في حرب فيتنام.

وقال لدى تسلمه الجائزة "أريد فقط أن أشكر الرئيس العامل البرتقالي الذي ينشر كل الشر" وصرخ قائلا "إننا نرص الصفوف نحن الناس!" فيما كان فنانون يمرون عبر جدار في إشارة إلى الحائط الذي ينوي دونالد ترامب تشييده عند الحدود مع المكسيك.

وقد مشى بصمت على المسرح خلال العرض عشرات الأشخاص وقد تحجب بعضهم. وحصد عرض "إيه ترايب كالد كويست" الكثير من التعليقات أيضا. فقد اختتم رواد الراب كلمتهم على المسرح بقولهم "قاوموا! قاوموا ! قاوموا!" بعدما رفع فنانون سود قبضتهم ومر أشخاص بلباس شرطة يذكر بالنازيين.