قال 81% من قراء "إيلاف" أنهم يستقون أخبارهم من وسائل التواصل الإجتماعي والمواقع الإخبارية الإلكترونية، فيما يستقي 12% أخبارهم من التلفزيون و7% من الصحف.


إيلاف – رانية الأخضر: ما عاد خافيًا على أحد أن رصيد الإعلام يصب في صالح الصحافة الإلكترونية، حتى وصل الأمر مرحلة باتت تهدد الصحف الورقية من مغرب الأرض إلى مشرقها. إلى ذلك، يرى كثيرٌ من المحللين أن الصحف الورقية في مرحلة الموت السريري.

أي إعلام تعتمد؟
في استفتائها الأسبوعي، سألت "إيلاف" قراءها: :عبر أي وسيلة إعلامية تتابع الأخبار اليومية؟" أتت الإجابات لترجح كفة الإعلام الإلكتروني على الشكل الآتي: يستقي 69 في المئة أخبارهم من الصحافة الإلكترونية، ويستقي 12 في المئة من القراء أخبارهم من التواصل الإجتماعي، و12 في المئة من التلفزيون، و7 في المئة من الصحافة الورقية.
إن دلت هذه النتائج على شيء فهي تدل على أن مواقع التواصل الاجتماعي ما زالت دون مستوى "الوسيلة الإخبارية" بالنسبة إلى القارئ، بل تبقى منبرًا للتواصل الاجتماعي وحلقات النقاش السياسي وغيره، على الرغم من توفيرها قنوات إخبارية، أما التلفزيون فصار نافذة ترفيهية تسلي المشاهد وتجذبه من خلال برامج مسابقات وتلفزيون الواقع والمباريات الغنائية والرياضة وغيرها.
الوسيلة الأكثر رواجًا في الإخبار هي الصحافة الالكترونية، إذ تحل في طليعة الوسائل الإعلامية التي يقصدها المتلقي. ففي لحظة ما ومكان ما، يتحول الحدث إلى خبر عاجل تتناقله المواقع الإخبارية الإلكترونية بسرعة، حتى باتت تطرق شاشاتنا الذكية من دون استئذان أو محاولة للبحث عنها. وهذا واقع يهدد الخبر الورقي ومستقبله.

إيصال الخبر
تعددت الدراسات في السنوات الأخيرة في شأن سطوع نجم الصحافة الإلكترونية وتأثيرها في الصحافة الورقية. كما تنوعت الآراء عن أهمية الوسيلتين في إيصال الخبر، ففريق يرى أن التطور التقني لوسائل الاتصال والإعلام سيكون السبب في اختفاء الصحف الورقية في المستقبل. ويرى فريق آخر أن الصحف الورقية ستشهد تطورًا مستقبليًا كبيرًا، ما يجعلها وسيلةً إعلاميةً تؤدي دورًا كبيرًا في مجالات الحياة المختلفة، على الرغم من التطور الكبير الذي شهدته الصحافة الإلكترونية على مستويي الشكل والمضمون.
رأت دراسات سابقة أن عدد متتبعي الصحف الإلكترونية في ازدياد مستمر. ويوضِّح تقرير صادر أخيرًا عن مركز بيو للأبحاث تناول تحديات الصحافة الورقية والإلكترونية ومستقبلها، أن مزيدًا من الأميركيين يتجهون إلى الإنترنت لمعرفة الأخبار، في مقابل انخفاض قراء الصحف المطبوعة أو الورقية.

ثورة ذكية
إن معان النظر في طفرة الأجهزة الذكية وتأثيرها على دور الصحف الالكترونية يؤكد أن الثورة الذكية ساهمت في تفعيل دور الصحف الالكترونية وسهلت تصفحها.
ففي وقت كان المرء يحتاج فيه إلى أجهزة كمبيوتر لتصحف الأخبار إلكترونيًا، صار ذلك ممكنًا في أي مكان أو زمان، فما عاد العامل الزمني أو الجغرافي عائقًا أمام الوصول إلى المعلومة.
يضاف إلى ذلك ميزة تضمين الخبر مقطع فيديو، ما يجعل من تغطيته ذات أهمية وميزة لا تتوافر في الإعلام المكتوب، فضلًا عن تفاعل القارئ المباشر مع الخبر.
نتيجة لذلك، أوقفت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" إنتاج نسختها الورقية (بعد انخفاض هذا الإنتاج إلى 200 ألف نسخة)، والاكتفاء بنسختها الإلكترونية (يتجاوز زوَّارها مليون قارئ). أما "لوموند" الفرنسية فوصلت إلى حافَة الإفلاس (وصلت ديونها إلى 150 مليون يورو العام الماضي)، في حين تحقق نسختها الإلكترونية نجاحات متواصلة بين الشعوب الناطقة بالفرنسية.
ولولا دخل الإعلانات المرتفع في صحيفة "الرياض" السعودية لتوقفت بدورها، إذ توزِّع 260 ألف نسخة ورقية مقابل 1,2 مليون زائر يوميًا يلجون نسختها الإلكترونية. ونذكر هنا بصحيفة "السفير" العريقة في لبنان التي توقفت عن الصدور بسبب مصاعب مالية، وبصحف ورقية أخرى واقعة في أزمات مالية أثقلت كاهلها، منها "النهار" اللبنانية العريقة.

لماذا تشتري الجريدة
مما لا شك فيه أن العامل الاقتصادي يؤدي دوره في عزوف القارئ عن شراء الصحف الورقية، في وقت يستطيع تصفح الخبر بشكل شبه مجاني وفي أي وقت يريد، من أي مكان على شاشة هاتفه الذكي.

بدورها رأت إحدى الدراسات الأميركية أن نحو نصف القراء يشترون الصحيفة لقراءة الأخبار المحلية في مدينتهم، و21 في المئة يشترونها بسبب الكوبونات الموزعة معها للحصول على حسم عند شراء السلع من المحلات التجارية المعلنة في تلك الصحيفة، و14 في الئمة يريدون قراءة الأخبار الوطنية أو الدولية و7 في المئة بسبب العادة، و3 في المئة لمعرفة الوفيات، و2 في الئمة فقط لقراءة الأعمدة والتعليقات. أما 7 في المئة الباقية فعائدة إلى أسباب أخرى متفرقة. لكن دراسة أخرى وجدت أن الصحافة الورقية تعاني نقصًا في الإعلانات والدخل، وتراجعًا في التوزيع والبيع، وارتفاعًا في التكاليف، وهو ما يجعل من صورتها المستقبلية ضبابية بعض الشيء.