أظهرت دراسة حديثة نتائج أشارت إلى أن هناك "أدلة محدودة على غير المتوقع" لوجود ضرر من تناول النساء القليل من المشروبات الكحولية.

وقالت باحثون بريطانيون إنهم اكتشفوا، من خلال مراجعة الدراسات التي أجريت في هذا الموضوع منذ الخمسينيات من القرن العشرين، عدم وجود أي أدلة علمية على أن كأسا أو كأسين من الخمور أسبوعيا قد يضر بالأجنة.

لكن فريق بحث في جامعة بريستول أكد أن عدم وجود دليل لا يعني أن تناول القليل من الكحوليات للمرأة الحامل يعد أمرا "آمنا تماما".

وأضاف أن على المرأة الحامل أن تتأكد أن الكميات القليلة من الشراب لن تضر بالجنين.

تناول الكحوليات أثناء الحمل

وحدثت سالي دايفيز، أستاذة الطب وكبيرة مسؤولي الرعاية الصحية في بريطانيا، الإراشادت الطبية التي تقدمها للناس والتي صدرت العام الماضي، والتي تضمنت ضرورة الامتناع الكامل عن تناول الحوامل الكحوليات.

وقبل ظهور هذا التحديث، كانت النساء الحوامل ينصحن بأنه يمكنهن تناول كمية صغيرة من الخمور، تعادل كأسا أو اثنين، أسبوعيا. ولكن لا توجد كمية يمكن وصفها بالآمنة من الشراب، يمكن للمرأة أن تتناولها أثناء الحمل، مع ثبوت الأضرار البالغة للإفراط في الشراب أثناء الحمل بالأدلة العلمية.

فالإفراط في الشراب حتى الثمالة، أو المشاركة في احتفالات تتضمن تناول الشراب بكميات كبيرة، يزيد من خطر الإجهاض، والولادة المبكرة، التي قد تؤدي إلى مشكلات عقلية ونفسية يعاني منها الأطفال، وغيرها من المشكلات المعروفة باسم "متلازمة الجنين الكحولية".

ولاتزال المخاطر التي قد تنتج عن تناول النساء الحوامل كميات قليلة من الخمور، في المقابل، غير واضحة حتى الآن. وقالت لويزا زوكولو، أستاذة الطب هي وزملاؤها في الفريق البحثي من جامعة بريستول، إنها تحققت من 26 دراسة تناولت هذا الموضوع. وأثبتت مراجعة الفريق لتلك الدراسات أنه لا دليل علمي على وجود ضرر قد ينتج عن تناول الحوامل للمشروبات الكحولية.

لكنها أشارت إلى أن سبعة من تلك الدراسة أشارت إلى أن هناك مخاطرة بنسبة 8.00 في المئة بأن تنجب الحامل طفلا أصغر حجما، إذا تناولت القليل من الكحوليات أثناء الحمل، مقارنة بمن لم تتناول الخمور طوال فترة الحمل.

زوال "الشعور بالذنب"

وأسفرت مراجعة الدراسات السابقة أيضا عن وجود خطر حدوث ولادة مبكرة، وهذا من بين الأضرار التي أشارت إليها تلك الدراسات التي تناولت مدى خطورة تناول القليل من الشراب أثناء الحمل.

وأعربت لويزا زوكولو عن أملها في أن تساعد النتائج التي توصلت إليها دراستها النساء الحوامل على اتخاذ القرار بشأن تناول الشراب أثناء الحمل أو عدم تناوله.

وقال دايفيد سبيغلهولتر، أستاذ الطب بجامعة كامبريدج: "لا يزال الحذر منطقيا، لكن لحسن الحظ، يمكن لتلك النتائج أن تقضي على الشعور بالذنب والقلق لدى النساء اللاتي يتناولن كأسا أو ما شابه من الخمر بين الحين والآخر أثناء الحمل".

وينصح روسل فاينر، الأستاذ بالكلية الملكية لطب وصحة الأطفال للنساء: "نصيحتي ألا تتناولي المشروبات الكحولية إذا كنت تعتزمين الحمل أو لديك حمل بالفعل".

وأضاف أن "الشراب بصفة دورية، ولو بكميات صغيرة، قد يكون ضارا، وينبغي لك أن تتجنبيه، وفقا للحذر اللازم اتباعه أثناء الحمل".