نددت الحكومة في ألمانيا باختبارات موّلتها شركات صناعة سيارات ألمانية، وتشير تقارير إلى أنها شملت استنشاق البشر والقردة لعوادم وقود الديزل.

وبحسب وسائل إعلام ألمانية، فإن أبحاث قياس تأثير العوادم على الصحة أجرتها مجموعة البحوث الأوروبية المعنية بالبيئة والصحة في قطاع النقل، والممولة من شركات فولكسفاغن ودايملر وبي إم دبليو.

وقالت الحكومة الألمانية إن مثل هذه الاختبارات لا يمكن تبريرها، وطالبت بإطلاعها على جميع التفاصيل.

كما وصفت وزيرة في الحكومة الاختبارات بأنها "مقيتة".

ونددت شركة دايملر هي الأخرى بالاختبارات.

وكانت فولكسفاغن قد تورطت في فضيحة استخدام برامج تقدم بيانات مغلوطة عن معدلات العوادم المنبعثة من السيارات.

وفي عام 2015، اعترفت فولكسفاغن بتثبيت برامج "تحايل" في سيارات بالولايات المتحدة تظهر محركاتها أقل تلوثا مما هي عليه في الحقيقة.

عوادم السيارات
AFP
شركات السيارت تحاول تقليل خسائرها بسبب السمعة السيئة لعوادم وقود الديزل

وفي العام الماضي، حلّت شركات السيارات الألمانية مجموعة البحوث الأوروبية المعنية بالبيئة والصحة في قطاع النقل.

وقال ستيفن شيبيرت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل "الاختبارات على القردة أو حتى على البشر لا يمكن تبريرها أخلاقيا بأي صورة".

ووصفت وزيرة البيئة، باربرا هندريكس، الاختبارات بأنها "مقيتة" وأعربت عن صدمتها من موافقة العلماء على إجرائها.

ووصف السياسي البارز في الحزب الديمقراطي الاجتماعي، ستيفان ويل، وهو عضو في مجلس رقابي بشركة فولكسفاغن، الاختبارات بأنها "سخيفة ومرفوضة"، وأضاف أن "التكتل لا يمكن أن يبرر على الإطلاق مثل هذه الاختبارات".

ما الذي نعرفه عن الاختبارات؟

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية يوم الخميس الماضي بأن الأبحاث كانت مصممة بهدف دحض قرار اتخذته منظمة الصحة العالمية في عام 2012 بتصنيف عوادم وقود الديزل ضمن المواد المسرطنة.

وفي عام 2014، عرّضت مجموعة الأبحاث 10 قرود لعوادم من عدة سيارات داخل غرفة محكمة الغلق، بحسب الصحيفة. وجرى الاختبار في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية.

وأفادت وسائل إعلام ألمانية في مطلع الأسبوع بأن 19 رجلا و6 نساء استنشقوا عوادم الديزل في اختبارات أخرى أجرتها مجموعة الأبحاث.

وخلال شهر من التجارب بمعمل بغرب ألمانيا، تم تعريضهم لمستويات متباينة التركيز من عوادم الديزل، والذي يحتوي على أكسيد النيتروجين السام. ولم تتمكن بي بي سي من الاطلاع على الدراسة، لكن وسائل إعلام ألمانية أفادت بأنها نُشرت في عام 2016.

ما هو رد الشركات؟

من جهتها، قالت دايملر، التي تصنع سيارات مرسيدس-بنز، يوم الأحد "إننا فزعون بمدى اختبارات مجموعة الأبحاث الأوروبية وتطبيقاتهم. ندين الاختبارات بأشد العبارات".

أما فولكسفاغن، فردت على تقرير نيويورك تايمز في تغريدة بموقع تويتر، قائلة إن الشركة "تنأى بنفسها بوضوح عن كافة أشكال الإساءة للحيوانات".

وأضافت "نعرف أن الأساليب العلمية التي استخدمتها مجموعة الأبحاث الأوروبية كانت خاطئة، ونعتذر بصدق عن هذا".

وأعلن مجلس الإشراف في الشركة اعتزامه إجراء تحقيق.