فوجئ الشقيقان كات وايدي أبراهام بعدم تطابق نتائجهما في اختبار نسب جيني أجرياه سويًا أخيرًا، حيث اتضح أن 13 % من نسب كات الجيني مستمد من إيطاليا واليونان، في حين أن تلك النسبة لدى إيدي تقدر بـ 23 %، بحسب الاختبار.

إيلاف: علقت كات على ذلك الاختبار بقولها "أردت أنا وشقيقي إيدي أن نقدم نتائج ذلك الاختبار كهدية إلى والدنا، الذي يعتبر مؤرخ العائلة، ورأينا أنه سيستمتع بالتعرف إلى نتائج اختبار كهذا، خاصة وأن أسرة والدي لبنانية، وأسرة والدتي تتبع الكنديين البيض. وقد توقعنا أن تُظهِر النتائج أن نصفنا شرق أوسطي، ونصفنا الآخر أوروبي، ورغم اكتشافنا ذلك في جزء كبير، لكن نتائجنا لم تأتي متطابقة تمامًا".

اختلافات في الحمض النووي
هذا وعادة ما يشعر الناس بحالة من الارتباك لدى استخدامهم اختبارات مماثلة، من بينها AncestryDNA, 23andMe أو Geno kit الخاص بمجلة ناشيونال جيوغرافيك. فبعد هذا كله، عادة ما يرث الأطفال نصف حمضهم النووي من كلا أبويهم: 50 % من الأم (من خلال البويضة)، و50 % من الأب (من الحيوان المنوي).

لذا كيف يمكن لأشقاء بيولوجيين أن يحصلوا على نتائج مختلفة في اختبارات النسب الجينية؟. الإجابة أكدتها مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" في تقرير مطول لها بهذا الخصوص، حيث أوضحت أن عدم التطابق هذا ليس لكونه سرًا خفيًا، وإنما لوجود اختلافات طفيفة في الحمض النووي الخاص بالبويضة والحيوان المنوي.

تابعت المجلة بقولها إنه حين يُنتِج الجسم سائلًا منويًا أو بويضات، فإن الخلايا تنخرط في عملية إعادة تشكيل تعرف باسم إعادة التركيب الجيني، وتُقَسِّم تلك العملية عدد الكروموسومات التي تحتويها الخلايا العادية إلى نصفين – من 46 إلى 23 – لذا حين يجتمع الحيوان المنوي بالبويضة أثناء الإخصاب، فإنهما يشكلان حزمة وراثية كاملة. 

مشكلة بيانات
للقيام بهذا التشذيب الجيني، تصطف الكروموسومات الموجودة في الخلايا على هيئة أزواج، وتتبادل قطعًا من المواد الجينية قبل تكوين خلية حيوان منوي أو بويضة. ثم يصير لكل سائل منوي أو بويضة ناضجة مزيجها الخاص من الجينات، ما يعني أن النسل سيرث مجموعة مختلفة قليلًا من الحمض النووي من كل والد.

أوردت المجلة عن ميغان دينيس، التي تدرس علم الوراثة البشرية في جامعة كاليفورنيا، قولها: "الأمر كله مرتبط بعلم الأحياء. وكلما كانوا أسلافك الجدد أكثر تنوعًا، كلما كانت آثار إعادة التركيب الجيني أكثر وضوحًا. 

وأشار ميغيل فيلار الذي يشغل منصب مدير قسم العلوم في المشروع الجينوغرافي التابع لمجلة ناشيونال جيوغرافيك إلى أن "الأمر يرجع إلى وجود مشكلة في قواعد البيانات التي تستخدمها جميع الشركات الكبرى. فنحن نعلم الكثير جدًا عن أوروبا، ولا نعلم سوى القليل عن باقي الأماكن، ولسد الفجوة، سنكون بحاجة إلى بناء علاقات لاجتذاب الناس الذين يعيشون في جميع أنحاء العالم، ومن ثم بلورة قواعد البيانات وتحسين دقة النتائج".

أعدت "إيلاف" المادة نقلًا عن مجلة "ناشيونال جيوغرافيك"، الرابط الأصلي أدناه:
https://news.nationalgeographic.com/2018/03/dna-ancestry-test-siblings-different-results-genetics-science/