أجرى باحثون في بلجيكا أول تجربة من نوعها لاستخدام برنامج كمبيوتر يمكنه رسم خريطة لبنية دماغ الإنسان، لمساعدة مرضى الأورام والتنبؤ بتأثير هذه الأورام على قدرة الدماغ على الاتصال.

وقام باحثون من جامعة غينت، بعمل نماذج من أدمغة 25 مريضا بالورم و11 شخصا آخرين لا يعانون من أمراض كمجموعة ضابطة للتجربة.

ووجد الباحثون من خلال مقارنة النتائج أن البرنامج يمكنه التنبؤ بدقة بتأثيرات الورم على قدرة الدماغ على الاتصال.

استخدام فيروس شائع في مكافحة سرطان المخ

إشعاعات الهاتف المحمول العالية "تسببت في أورام لذكور الجرذان"

جراحة بالليزر لتحديد مكان سرطان الدماغ بدقة

ويأمل الأطباء في الجمع بين بيانات التصوير العصبي ونماذج الدماغ الافتراضية لتحسين الخطط الجراحية ونتائج علاج أورام الدماغ في المستقبل.

وقال الباحث المشارك في الدراسة دانييل مارينازو، لبي بي سي: "يمكننا بالتالي التفكير في إجراء (عملية افتراضية)، أو إزالة أجزاء من الدماغ أو قطع الروابط بينها، ومعرفة ما إذا كان يمكننا التنبؤ بما يحدث بالفعل، وكذلك معرفة كيف يتغير التوازن الديناميكي للدماغ على نطاق واسع".

وقبل إجراء العملية للمريض، يستخدم الجراحون نتائج مسح وتصوير الدماغ لتخطيط أفضل طريقة لإزالة الورم.

ومع ذلك، من الصعب التنبؤ بنتيجة الجراحة وتأثيرها المستقبلي بسبب تعقيد الدماغ البشري.

"بحث رائع"

وتجري محاكاة ورسم الدماغ باستخدام برمجيات معروفة باسم "الدماغ الافتراضي"، بما يسمح للباحثين بفهم كيفية تأثير الأورام على عملية الاتصالات داخل الدماغ.

ويمكن أن يسمح هذا للأطباء بالتخطيط للجراحة والتي قد تعطي أفضل فرصة لإزالة الورم مع الحفاظ على بقية أنسجة الدماغ سليمة ودون تأثير.

والإجراء التقليدي لرسم خرائط الأورام هو استخدام تقنيات التصوير الخارجي للدماغ دون الدخول إلى مكان الورم، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

وقال نيلز جانسن، عالم الأعصاب في جامعة لا لاغونا في جزيرة تينيريفي :"إن هذا بحث رائع يُظهر كيف يمكن للنماذج النظرية للدماغ أن تكون مفيدة في الممارسة".

وأضاف :"نحن حقا بحاجة إلى هذا البحث لأنه يمكن أن يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات جراحية أفضل وتحسين حياة المرضى."

وتم نشر البحث في مجلة مي نيرو الصادرة عن جمعية علم الأعصاب.

-----------------------------------------

يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.