يقول خبراء صحة إن جرثومة تسمى "الميكوبلازما التناسلية" (Mycoplasma genitalium)، وتعرف اختصارا بـ "إم جي"، قد تتحول إلى "جرثومة المستقبل الخارقة" ما لم يتحل الناس بمزيد من الحذر واليقظة إزاءها.

كما يقولون إنها لا تمتلك أعراضا في الغالب، لكنها تسبب التهابا في الحوض وهو ما قد يؤدي إلى العقم لدى النساء.

وتعكف الجمعية البريطانية للأمراض الجنسية ونقص المناعة المكتسبة (الإيدز ) على صياغة إرشادات صحية جديدة بشأن هذه الجرثومة التي قد تطور مقاومة للمضادات الحيوية إذا ارتُكب خطأ في تشخصيها ولم تعالج بطريقة صحيحة.

وتركز التوجيهات الصحية الجديدة على الرصد الأمثل للجرثومة وعلاجها.

ما هي الميكوبلازما التناسلية؟

هي نوع من البكتيريا يتسبب في التهاب القضيب لدى الرجال، وخروج إفرازات منه وعندها يصبح التبول مؤلما.

أما لدى النساء، فيمكن أن يسبب التهابا في الأعضاء التناسلية، كالرحم وقناة فالوب، كما يمكن أن يسبب الحمى والنزيف في بعض الأحيان.

لكن الواقي الذكري إذا استخدم بشكل جيد يمكنه الحيلولة دون الإصابة بهذه الجرثومة، لذا تعد إجراءات الوقاية ضرورية عند ممارسة الجنس مع شخص مصاب بها.

وتقول الجمعية البريطانية للأمراض الجنسية إن الأمر "مقلق" بالفعل، إذ لا تُظهر الجرثومة أعراضا على المصابين بشكل دائم، كما يصعب على الأطباء رصد بعض من أعراضها، كما يمكن حدوث خطأ في تشخيصها وخلطها بأمراض أخرى تنتقل عبر الجنس، مثل الكلاميديا.

وفي الآونة الأخيرة، وُضعت اختبارات لتشخيص الجرثومة، لكنها غير متاحة في جميع العيادات على الرغم من أن الأطباء يمكنهم إرسال العينات إلى معامل هيئة الصحة العامة في انجلترا للحصول على النتائج التشخيصية للاختبار.

ويمكن علاج الجرثومة بالمضادات الحيوية، لكن العدوى تطور مقاومة لبعض تلك العقاقير.

الواقي الذكري

وتتراجع، عالميا، معدلات القضاء على العدوى بتناول المضادات الحيوية، المسماة"ماكروليد"، إذ تقدر نسبة مقاومة هذه المضادات في المملكة المتحدة بنحو 40 في المئة، وفقا للإرشادات الجديدة.

لكن مجموعة أخرى للمضادات الحيوية، تسمى أزيثروميسين، لا تزال تعمل بطريقة جيدة في غالبية الحالات.

وحثّ بيتر غرينهاوس، مستشار الأمراض الجنسية في جامعة بريستول وعضو الجمعية البريطانية للأمراض الجنسية ونقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، الناس على اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر.

قائلا إن المرض سبب آخر وجيه لاستخدام الواقي الذكري فعليا.

"خارج عن السيطرة"

وقال بادي هورنر، الذي شارك في صياغة الإرشادات: "الإرشادات الصحية الجديدة جرى تحديثها لأننا لا نستطيع تحمل الاستمرار في النهج الذي اتبعناه على مدار 15 عاما ماضية، فهذا سيؤدي دون شك إلى حالة طوارئ صحية عامة إذا أصبحت الجرثومة جرثومة خارقة".

وتابع: "إرشاداتنا تنصح المرضى الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة بتشخيصها بالخضوع لاختبار دقيق، ثم التأكد من أنهم عولجوا بشكل كامل".

وشدد على "ضرورة توفير الموارد اللازمة لضمان توفير اختبار المقاومة البكتيرية والتشخيص المناسبين للمرض لدى للنساء المعرضات لخطر الإصابة بالعقم بدرجات عالية".

وتقول هيئة الصحة العامة في انجلترا إن الاختبارات متوفرة لتشخيص الجرثومة وأي أعراض أخرى لمقاومة العقاقير.

ورحّبت هيلين فيفر، استشارية الأمراض البكتيرية في هيئة الصحة العامة، بالإرشادات الجديدة.

وأضافت: "إذا ظهرت عليك أي أعراض للأمراض التي تنقل عبر الجنس، ننصحك بالخضوع للاختبار في عيادتك المحلية للأمراض الجنسية".