الفجيرة: وجّه الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة كلمة عبر مجلة "درع الوطن" بمناسبة اليوم الوطني الثالث والأربعين . .
وفي ما يأتي نص الكلمة..

اليوم تدخل الإمارات عامها الثالث والأربعين، وهي تضع نصب عينيها تحقيق إنجازات غير مسبوقة، بفضل قيادة حكيمة ولحمة اجتماعية قل نظيرها، وهو ما يجعل من يوم الاتحاد العظيم مناسبة لاستذكار الجهود الكبيرة التي قدمها الآباء المؤسسون، والعمل على ترسيخ مفهوم الاتحاد في كل إنجاز نقوم به مع مطلع الشمس في كل يوم.

إن ما حققته دولة الإمارات العربية المتحدة من إنجازات عظيمة، وما سجلته دولتنا من سمعة طيبة وما تبوأته من مكانة مرموقة بين الدول، تدفعنا جميعاً للعمل الجاد، حفاظاً على المكتسبات، وترسيخاً لروح الاتحاد التي تمنحنا الثقة أننا نسير على درب الريادة والتميز بخطوات واثقة ورؤى واضحة.

في هذا اليوم المبارك وفي الذكرى الثالثة والأربعين لقيام الاتحاد أتقدم بخالص التهاني وأطيب التبريكات إلى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وإلى شعب الإمارات الوفي.

الثاني من ديسمبر تاريخ نستحضر فيه ذكرى من أرسوا دعائم التلاحم والتعاون وعملوا بجد وتفانٍ وسهروا على بنيان الاتحاد، ليكون أساساً متيناً، نقف عنده وقفة المتأمل لكل الأحداث التي مر بها الاتحاد، وكيف كان البدء من أبسط نماذج النمو إلى أرقى نماذج التطور في بناء الإنسان والعمران.

هو تاريخ يذكر على مر الأجيال والعصور نباهي فيه بتجربتنا الوحدوية القاصي والداني، ونجدد العهد والولاء بأن نواصل المسير على نهج مؤسسي الاتحاد بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لنكمل ما بدأوا ولنحافظ على قصة النجاح التي حققناها في سنوات قليلة مملوءة بالجد والعمل والإخلاص.

أينما توجهت أنظارنا نبصر إنجازات شامخة ونجاحات مميزة في مختلف المجالات مما جعل دولتنا تحتل مكانة مرموقة بين الدول المتقدمة تنموياً وحضارياً، والفضل الكبير في ذلك يرجع إلى قيادة الإمارات الحكيمة التي مضت على نهج الوالد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في سائر مواقفه الخالدة وأعماله الجليلة.

تطلعاتنا وطموحاتنا لتنمية وطننا لا حدود لها . . نحن حريصون على التطوير المستمر وتعميق مفهوم التنمية المستدامة التي وضع استراتيجيتها رئيس الدولة، استراتيجية ركزت على تنفيذ خطط التنمية الشاملة والاستثمار في العنصر البشري، فقد بُذلت جهود كبيرة في بناء الإنسان وتثقيفه من أجل تنشئة أجيال واعية قادرة على مواكبة متطلبات العصر والتفاعل الإيجابي مع التحديات التي يفرضها فقد أصبح التعليم هاجساً ملحاً للارتقاء بالوطن والمواطن.

لقد عقدنا العزم على أن نكون فاعلين في المجتمع الدولي، باتباع سياسة خارجية عززت مكانة الإمارات الدولية المرموقة انطلاقاً من حرصها الصادق على إرساء مبادئ الحق والعدل وسعيها الدؤوب لمد جسور التواصل والتعاون التي من شأنها الأمن والسلام العالميين وإشاعة مقومات التقارب والمودة بين الأمم والشعوب. ختاماً نسأل الله عز وجل أن يمن على وطننا الغالي بالعزة والمنعة، وأن يسدد خطى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ويمنّ عليه بالصحة والعافية، وأن يتغمد والدنا المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى.