شهد الملك المغربي محمد السادس وحكام الامارات وأولياء العهود حفل "سعدك يا وطن" في مركز ابوظبي الوطني للمعارض تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، احتفالا باليوم الوطني الـ 43 لقيام اتحاد الإمارات.


دبي :&عمّت الاحتفالات الصاخبة اليوم أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة من منفذ الغويفات، الذي يعتبر أقصى نقطة على حدود إمارة أبوظبي إلى أقصى نقطة تطل على الخليج العربي في الفجيرة، وذلك مرورًا بإمارات الاتحاد السبع أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة.
وكانت الاحتفالات جوية وبحرية وبرية، وفي الميادين والشوارع الرئيسية والكثير من المعالم التاريخية للدولة بحضور المواطنين والكثير من المقيمين الذين شاركوا أبناء الإمارات فرحتهم بيومهم الوطني رقم 43 لاتحاد الإمارات السبع تحت راية واحدة.
تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أقيم اليوم الحفل الوطني الإماراتي الاستعراضي"سعدك يا وطن"، أمام منصة الاستعراض في مركز أبوظبي الوطني للمعارض بمناسبة احتفالات الدولة باليوم الوطني الثالث والأربعين لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.&
شهد الاحتفال الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وحكام الإمارات، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي.&
بالإضافة إلى نخبة من الشيوخ والمسؤولين في الدولة، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة وجمع غفير من المواطنين والأسر الإماراتية.&
وعكس الحفل فرحة شعب الإمارات بالذكرى الوطنية المجيدة لليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وبمنجزاتها الحضارية والتنموية التي تحققت على مدى أكثر من 4 عقود مضت في ظل قيادة حكيمة قادت سفينة الاتحاد إلى العزة والتقدم والازدهار.
&
الطريق للإستقلال والإتحاد
سنة 1968 أعلنت بريطانيا عن رغبتها في الانسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها شرق المتوسط في نهاية سنة 1971. وهو ما كان يمكن أن يسبب خللًا سياسيًا واستراتيجيًا في المنطقة، لو لم يستعد أبناؤها لاستلام زمام الأمور وبالصورة الصحيحة، وبدأت تتبلور فكرة الاتحاد في اجتماع عقد بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم في قرية السميح الحدودية في 18 فبراير 1968.&
واتفقا على أن أفضل السبل أن يقوم اتحاد بينهما وأن يدعوا الإمارات الخليجية إلى هذا الاتحاد، وهو ما تم بالفعل، وقد وجهت الدعوة بالإضافة إلى الإمارات السبع إلى كل من إمارتي قطر والبحرين. وتمت الدعوة لاجتماع في دبي لبحث مسألة إنشاء اتحاد بينهم. وانعقد الاجتماع ووافق الجميع على أن تشكل لجنة لدراسة الدستور المقترح.
لكن ما لبثت أن فشلت هذه المحاولة، وأعلنت كل من قطر والبحرين عن استقلالهما معلنتين عن سيادة كل منهما على أراضيها. وبالفعل نالت كل دولة منهما الاعترافات العربية والدولية. لكن مشكلة الإمارات بقيت قائمة. وقد حاول قطبا الاتحاد، الشيخ زايد والشيخ راشد، مرة أخرى ضم الإمارات السبع إلى بعضها. غير أن تلك المحاولة كان مصيرها الفشل أيضا. فحاولا من جديد، إذ اجتمع الشيخ زايد والشيخ راشد وقررا أن يشكلا اتحادا بينهما وكلفا عدي البيطار المستشار القانوني لحكومة دبي بكتابة الدستور. وعند إتمامه تتم دعوة حكام الإمارات الباقية للاجتماع، وفي هذا الاجتماع يقررون الانضمام إليه إذا شاؤوا. أما هما فكانا قد اتخذا قرارا بالاتحاد بين دبي وأبوظبي ولم يبق إلا التنفيذ.
&
قيام دولة الإتحاد في 2 ديسمبر 1971
أقرّ دستور الإمارات الاتحادي بشكل مبدئي مساء يوم 1 ديسمبر عام 1971. وفي صباح اليوم التالي بتاريخ 2 ديسمبر1971 اجتمع حكام سبع إمارات في قصر الضيافة في دبي. ووافق أربعة من حكام الإمارات مشاركة إمارتي أبوظبي ودبي في هذا الاتحاد في حين لم يوافق حاكم رأس الخيمة في حينها. ووقع حكام أبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة وأم القيوين وعجمان على الدستور مانحين الشرعية لقيام الاتحاد بينهم والاستقلال عن بريطانيا.
خرج أحمد خليفة السويدي "مستشار الشيخ زايد"، وقد عين وزيرا للخارجية في أول تشكيل وزاري للدولة، ليعلن أمام رجال الإعلام عن قيام الاتحاد. ورفع علم الدولة في قصر الضيافة في دبي الذي يعرف اليوم باسم "بيت الاتحاد".
ترأس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبوظبي، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم إمارة دبي نائبا لرئيس الدولة وشكل المجلس الأعلى للاتحاد من الرئيس ونائبه وباقي حكام الإمارات الموقعة على الدستور. وشكل مجلس وزراء الإمارات برئاسة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم.وبدأت الدول بالاعتراف بها. ولكن كان لا بد من بعض الإجراءات التي تتخذها الدولة لتثبيت وجودها دوليا. وفي هذا الإطار، انضمت الإمارات إلى جامعة الدول العربية في 6 ديسمبر سنة 1971، ثم انضمت إلى الأمم المتحدة في 9 ديسمبر من نفس العام لتصبح العضو رقم132. كما قامت بإنشاء المجلس الاستشاري الاتحادي في يوليو 1971 ليعقد أولى جلساته في13 ديسمبر سنة 1972. ولكن في العام 1975 تمت إعادة إنشائه تحت مسمى المجلس الوطني الاتحادي.
في 23 ديسمبر 1971 أرسلت رأس الخيمة خطابا للمجلس الأعلى للاتحاد طالبة الالتحاق بالدولة. فانضمت فعليا إلى الاتحاد في 10 فبراير عام 1972 وانضمّ حاكمها إلى المجلس الأعلى للإتحاد.
&