&
&
وأخيراً، انهار معسكر وادي الضيف وطردت قوات الأسد وميليشياته ممّا كان يعتبر رمزاً لصمود النظام في محافظة إدلب. وهذا الانهيار سيكون له ما بعده، إذ إن هذه الهزيمة وقعت فيما كانت قوات الأسد تخوض معركة تعتبرها على جانب من الأهمية في منطقة حندرات في حلب لمحاصرة المعارضة في المدينة المقسّمة بين الطرفين، فإذ بتلك القوات تفقد طريق إمداد رئيسياً مع الساحل السوري ودمشق.

سيطرت «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» وفصائل إسلامية أخرى أمس، على مركز القيادة في وادي الضيف والحواجز المنتشرة هناك كما تمت السيطرة على معسكر الحامدية، وفرضت القوات المهاجمة فجر امس سيطرتها الكاملة على وادي الضيف وعلى 14 حاجزا لقوات الأسد فيه، ثم تقدمت وسيطرت على تجمع الحامدية وتجمع الناصح على مشارف بلدة بسيدا، وعلى أوتوستراد معرة النعمان. وفرَّ عناصر الأسد إلى خارج المنطقة بعد خلعهم البزات العسكرية وارتدائهم زياً مدنياً، فيما قتل الثوار وأسروا العشرات من عناصر وضباط الأسد، وغنموا كامل العتاد العسكري الموجود في تلك الثكنات والحواجز العسكرية، بما فيها السلاح الثقيل من دبابات وعربات مدرعة ومدافع.
&
ومساء أمس تمكنت جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وتنظيم جند الأقصى من السيطرة على قرية بسيدا بشكل كامل، عقب اشتباكات مع قوات النظام التي انسحبت باتجاه قرية معرحطاط، حيث قامت جبهة النصرة بنصب حواجز في محيطها، منعاً لأي جهة من التسلل وتهريب قوات النظام التي توارت في مزارع الزيتون والمغاوِر الموجودة في القرية ومحيطها إلى خارج القرية، وعلم المرصد أن مكالمة التقطت على أجهزة اللاسلكي بين قوات النظام تعتزم فيها الانسحاب نحو قرية أبو دالي بريف إدلب الجنوبي الشرقي.&
&
ونفذت طائرات النظام الحربية والمروحية 34 غارة على الأقل على أماكن في منطقة وادي الضيف، بينها 25 غارة للطيران الحربي و9 براميل ألقتها الطائرات المروحية على المنطقة.

أسر 120 جنديا&
وقتل حوالى مئتي جندي سوري ومعارض خلال اربع وعشرين ساعة لدى سيطرة جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) على معسكرين للجيش السوري النظامي الاثنين في شمال غرب سوريا على ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء.
وقال المرصد ايضا ان ما لا يقل عن 120 جنديا سوريا في القوات النظامية وقعوا في قبضة جبهة النصرة.
&
وإثر هذا الهجوم الذي بدأته الجبهة يوم الاحد "قتل اكثر من 100 عنصر من الجيش النظامي و80 "جهاديا" خلال المعارك وعمليات القصف وانفجار الالغام التي زرعها الجنود في كلا المعسكرين" حسبما اكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس.
واضاف مدير المرصد ان 120 جنديا سوريا وقعوا في قبضة الجبهة فيما فر نحو مئة جندي على متن سيارات او على الاقدام نحو بلدة مورك في محافظة حماة (وسط) الواقعة جنوب محافظة ادلب.
&
حسم في ساعتين
وكانت قوات الجيش الحر حاولت مرات عديدة من قبل السيطرة على هذه المراكز العسكرية المهمة في غضون السنتين الماضيتين، لكنها فشلت في ذلك، فيما تمكن تحالف بين «النصرة» وكتائب أخرى من إنجاز المهمة في وقت قياسي، بحيث دامت المعركة الحاسمة مدة لا تتجاوز الساعتين.
&
ويقع معسكر وادي الضيف شرق مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي استولى عليها الجيش الحر في التاسع من تشرين الاول 2012، بينما يقع معسكر&الحامدية المحاذي لقرية الحامدية جنوب المدينة على طريق دمشق ـ حلب.
وتسبب سقوط معرة النعمان بقطع طريق اساسي للامداد بين دمشق وحلب على القوات النظامية. ومنذ ذلك الوقت، حاولت القوات النظامية مرارا استعادة المدينة، فيما سعت مجموعات من المعارضة المسلحة على مدى عامين الى اسقاط المعسكرين، من دون ان تنجح في ذلك.
&
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس": «سيطرت جبهة النصرة وتنظيم جند الاقصى وحركة احرار الشام على معسكر الحامدية بشكل كامل عقب اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي انسحبت باتجاه بلدتي بسيدا ومعرحطاط» جنوبا.
&
كما ذكر المرصد في بريد الكتروني ان المهاجمين تمكنوا «من أسر 15 عنصرا من قوات النظام بينهم ضابط على الاقل».
واعلنت جبهة النصرة على احد حساباتها على موقع «تويتر» سيطرتها على المعسكر، لكنها شددت على انها «الفصيل الوحيد المشترك في تحرير وادي الضيف»، مشيرة الى ان مقاتليها يفككون الغاما في المعسكر و»يطاردون» الجنود السوريين الذين غادروه.
&
ونقل التلفزيون التابع لنظام الأسد في شريط اخباري عاجل عن مصدر عسكري قوله ان «وحدات من الجيش تخوض معارك عنيفة في منطقة الحامدية في ريف ادلب بعد تنفيذها اعادة انتشار في منطقة وادي الضيف".
وبدأ هجوم جبهة النصرة وحلفائها على معسكر وادي الضيف الاحد، وتمكنت قوات النظام من صد الهجوم في بدايته، وقد تخلل ذلك اشتباكات عنيفة قتل فيها بحسب المرصد السوري 31 جنديا نظاميا و12 من المهاجمين.
&
وأكد مصدر في "حزب الله" الذي يقاتل الى جانب الجيش السوري في عدة مناطق من سوريا في تصريح لصحافيين امس ان معسكر وادي الضيف سقط في ايدي جبهة النصرة وكتائب اسلامية اخرى بعد هجوم «شارك فيه اكثر من ثلاثة الاف مسلح».
&
وفي السياق ذاته ذكر المرصد السوري ان «طائرة مروحية هبطت بعد منتصف ليل الاحد ـ الاثنين في منطقة معسكر الحامدية (...) ونقلت عددا من الضباط والقادة في معسكر الحامدية قبل تمكن مقاتلي جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الاسلامية وتنظيم جند الاقصى من استكمال سيطرتهم عليه" صباح امس.
&
تعقيد مهمة قوات النظام
ويرى خبراء ان سقوط المعسكرين امس سيصعب على القوات النظامية استعادة معرة النعمان والتقدم نحو الشمال السوري من وسط البلاد وتحديدا حماه، بينما ستفسح السيطرة عليهما الطريق امام جبهة النصرة، لتوسيع نفوذها في هذه المنطقة التي تفرض سيطرتها عليها تدريجيا منذ اسابيع.
كما ان خسارة المعسكرين الاستراتيجيين قد تعبد الطريق وفقا للخبراء امام الجبهة والكتائب الاسلامية الاخرى للتقدم نحو مدينة ادلب، وهي المدينة الوحيدة المتبقية تحت سيطرة النظام في هذه المحافظة، او حتى حماه جنوبا.
&
ويرى توماس بييريه الخبير في الشؤون الاسلامية في جامعة ادنبره ان القوات النظامية تحاول «التقدم نحو الشمال (...) وصولا الى قواتها المتمركزة جنوب حلب»، الا ان خسارتها لهذين المعسكرين «سيدفعها الى التخلي عن طموحاتها هذه» بالسيطرة على طريق طويل من حماه في الوسط الى حلب شمالا.
&
ويضيف ان خسارة المعسكرين «رمزية ايضا كونهما يقعان (...) في قلب» المنطقة الأهم في سوريا والتي «يدعي النظام السيطرة عليها».
&
كما ان هذه الخسارة تمثل بحسب بييريه «هزيمة شخصية للضابط (العقيد) سهيل الحسن» الملقب بالنمر والذي تصفه حسابات في شبكات التواصل الاجتماعي مؤيدة للنظام بانه «الجندي المفضل» لدى الرئيس السوري الاسد، بعدما تمكن الجيش بقيادته من فتح الطريق المؤدّي الى حلب قبل نحو عام.
&
ويقول المحلّل في مركز بروكينغز الدوحة تشارلز ليستر ان هذه الأحداث «تحمل أهمية استراتيجية كبرى كونها قد تؤدي الى تعبيد الطريق امام هجوم كبير على (مدينة) ادلب وشمال حماه» من قبل جبهة النصرة وحلفائها.
&
&