فُتحت قنوات التواصل الأمني بين تيار المستقبل وحزب الله، وخفت حدة الخطابات بينهما، وتم البدء بتطبيق الخطة الأمنية في طرابلس، فهل يكون السبب الرئيس فتح قنوات الحوار بين إيران والسعودية؟.

بيروت: هدأت حدة الخطابات بين حزب الله والمستقبل، وبوشر التنفيذ بالخطة الأمنية بنجاح في طرابلس، هذا الهدوء المستجد داخليًا هل يعود إلى التفاهم الإيراني السعودي المستجد بمباركة أميركية؟

يرى النائب نضال طعمة (المستقبل) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن الجميع مقتنع بضرورة أن ينأى لبنان بنفسه عن الأحداث السورية، وسياسة النأي بالنفس جدية ويجب تطبيقها على الأرض، ومع الحكومة اللبنانية الجديدة، ومجلس نواب عاد إلى حيويته التشريعية، ومحاولة لإنتخابات جدية، وليست بالطبع محصورة بالداخل اللبناني، فالقرار خارجي، كلها أمور مجتمعة أدت إلى الهدوء وفرضته في داخل لبنان، مع تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس وقريبًا في البقاع، والضاحية وبيروت، كلها أمور فرضت على القيادات السياسية في البلد نوعًا من الهدوء، قد يطول مع انتخابات رئاسية أو قد يعود لا سمح الله إلى نقطة الصفر.

في هذا الصدد، يقول النائب عبد المجيد صالح (التحرير والتنمية) لـquot;إيلافquot; إننا منذ أكثر من 10 أعوام بحوار ساخن بين حزب الله والمستقبل، ولكن في نهاية المطاف لكل شيء نهاية، وأفضل سبيل هو صنع الإستقرار في البلد وتجنيب الساحة اللبنانية كل التعقيدات من الملف السوري، وكذلك مواجهة أعداد المهجرين السوريين في لبنان، من خلال وضع سياسي وأمني مضطرب في لبنان، فعلى الأقل يفترض أن يلامس الحوار القضايا الأولية من أمن وإستقرار، وهو منطلق يتوافق عليه اللبنانيون بعد تشكيل الحكومة، وكان لبنان على شفير الهاوية، ونحن مع كل حوار يؤسس إلى مرحلة طويلة، وليس ابن ساعته لمواجهة استحقاقات معينة.

تقارب إيراني سعودي

هل بدأت فعليًا مرحلة جديدة من الاتصالات الإيرانية السعودية بتشجيع أميركي وبمشاركة إماراتية؟

يرى طعمة أن اليوم بدأت فعليًا هذه المرحلة، وكل الأمور مرتبطة بالخارج ومنها الاستحقاق الرئاسي، هو استحقاق دولي تدخل فيه مصالح الدول، هناك اتصالات وحوارات أممية إذا جاز التعبير، كلها تؤثر على الوضع في لبنان.

حول هذا الموضوع يقول صالح :quot;ما كان من المستحيل في السابق، أصبح ممكنًا، اذ لم يكن هناك أفق لتشكيل الحكومة، إلا أن الحوار المستجد بين إيران والسعودية قلب المعادلة، وقد يكون هذا الحوار صامتًا أو تحت الطاولة، إلا أن هناك وساطات وخيوطاً بين الطرفين، كقمة الكويت، والدور الذي لعبته عمان، فليس التوتر والحروب هما الخيار الأفضل، أو الأنسب في المنطقة.

ويبدو أن الأمور في سوريا تتغيّر، وهناك تغيير على مستوى التعاطي، وخفت حدة وقوة الفريق المسمى بأصدقاء سوريا.

مصير الأسد

هل هذه المرحلة من الاتصالات ستكون على حساب بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم؟

يرى طعمة أن الأسد لا يستطيع البقاء في الحكم حتى لو أجمعت كل الدول على بقائه، فمن يقتل شعبه ويشرد الأطفال والنساء، ولا يهاب شيئًا في سبيل الكرسي، لا مجال أن يبقى ويحكم، فسوريا الحضارة ومحور الثقافة أين هي اليوم؟

يخالف صالح هذا الرأي ويؤكد أن هناك تحاوراً ومسلماته أن لا بديل بالمفهوم السياسي أو العسكري والأمني إلا بوجود الاسد في الحكم، والدول التي كانت تتوقع سقوط الأسد بأسبوع وشهر وعام لم تستطع تحقيق أحلامها، ويجب الإتفاق على بقاء الأسد، وعلى أن الشعب السوري يستطيع إبقاء قادته.

تحييد لبنان

هل يثمر هذا الحوار الإيراني السعودي تحييدًا للبنان عن أحداث سوريا؟

يؤكد طعمة ذلك، ويشير إلى أن ما نشهده اليوم من خطة أمنية في طرابلس وحلحلة الأمور كله عائد إلى التقارب الإيراني السعودي، هناك قرار دولي بتحييد لبنان عن الأزمة السورية، وبانتخاب جدي لرئيس الجمهورية.

يرى صالح أن هناك دوراً على اللبنانيين بتحييد أنفسهم، وتشكيل الحكومة فتح الحوار بين المستقبل وحزب الله، والتصريحات تقرب البعيد، وما كان يبدو مستحيلاً، أصبح ممكنًا، لأن السياسة مجموعة مصالح وكل شيء ممكن من خلالها، وهناك تغييرات تفرض نفسها في واقع المنطقة والواقع الداخلي، وقد اتفق الجميع على محاربة الإرهاب.