إيلاف محجوبة في سوريا منذ 13 عامًا، لكنها موجودة في قراءات المعارضين السوريين، الذين يشيدون بدورها، ويؤكدون ريادتها، وكسرها احتكار الأنظمة المعلومة وتغييب الحقائق.


بهية مارديني: لـ"ايلاف" في سوريا قصة أخرى، قد تختلف عن بقية الدول العربية. فقد تم حجبها في سوريا منذ ولادتها بسبب تقرير عن لقاءات بين ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، والاسرائيليين. فلم يحتمل نظام دمشق الكلمة والمعلومة، وكان أسهل الأمور عليه الحجب، رغم أننا لا نبالغ إن قلنا إن مسؤولين كبارًا وجنرالات في أجهزة النظام السوري كانوا أول شيء يفعلونه صباحا هو مراقبة ما يخطه مراسلو ايلاف وملاحقة من استطاعوا إليه سبيلًا منهم.

واستطاع السوريون متابعة "إيلاف" في الداخل عبر مواقع تتخطى الحجب، ليتمتعوا بقراءته بحرية ومعرفة مايجري. وعندما بدأت الثورة السورية، كانت "ايلاف" حاضرة في تغطيتها المستمرة، ووقفت مع الشعب السوري كما وقفت مع شعوب الربيع العربي.

صحيفة كاملة

قال المعارض السوري كمال اللبواني إنه قارئ دائم لـ"ايلاف"، لمتابعة الأخبار ويفضلها على التلفزيون حيث يطلع بشكل مفصل على المواضيع التي تشده في الوقت الذي يريد. وعن عوامل الجذب فيها، أجاب اللبواني: "إنها إخبارية وتحليلية، أي صحيفة كاملة، وجريئة لا تخضع للرقابات المعهودة". وأضاف: "في العادة أقرأ أخبار سوريا والشرق الأوسط السياسية فقط".

و"ايلاف" من وجهة نظره واسعة الانتشار، يصفها بأنها جيدة وغير محسوبة على جهة سياسية كما هي الصحف الممولة عادة من جهات تفرض عليها اتجاهها، لافتًا إلى أن دور الصحافة الالكترونية في دعم التواصل مع شباب الوطن العربي مهم جدًا مع انتشار الانترنت بشكل واسع، ومع قيام الربيع العربي معتمدًا على هذه التكنولوجيا التي تتجاوز القمع والمنع.

حافظت على الريادة

ويرى اللبواني أن "إيلاف" تمكنت من لعب دورها في هذا الإطار بشكل جيد، لكن أقل من الممكن وبأقل من قدراتها وامكانياتها، إلا أنها تحافظ على ريادتها.

وقال اللبواني إن الفوضى أمر طبيعي في عملية التغيير الثوري، ومرحلة لا بد منها بسبب غياب المؤسسات، في رأي صريح حول قدرة الصحافة الإلكترونية على اختراق الجدار السلطوي العربي، ونجاح ايلاف في تعميق الديمقراطية أو مساهمتها في نشر الفوضى. اضاف: "لا بد من التنوير الثقافي وتشجيع الانفتاح العقلي وخاصة الديني".

وحول انعكاسات موجة التغيرات العربية على الاعلام العربي، يؤكد اللبواني أن عددًا هائلًا من الاعلاميين و الناشطين دخلوا حقل الاعلام العربي إثر موجة التغييرات الاخيرة".

محوريًا أو ضعيفًا

من جانبه، قال عمار قربي، أمين عام تيار التغيير الوطني، بأنه قارئ دائم لـ"إيلاف"، يقرأها لأنها تجعله متابعًا لما يجري في العالم في كل المجالات، اضافة إلى التحليلات وسهولة التصفح. أضاف: "يعجبني في ايلاف التحديث المستمر، والمواضيع السياسية الشرق أوسطية، ودأبت على قراءتها منذ العام 2006، واضعها في المكانة الاولى في الصحافة الالكترونية".

وأما تصنيفها في الصحافة العربية فوضعها في المركز السابع دون مزيد من التفاصيل. واعتبر أن دور الصحافة الالكترونية في دعم التواصل مع شباب الوطن العربي "رئيس ومهم وجوهري خاصة في هذه الفترة الحساسة".

ورأى أن "إيلاف"، عبر تقديم المعلومة وكشفها، استطاعت دعم التواصل كما رسمت الوضع العربي للغرب على حقيقته وبمهنية.

ويرى قربي أن الصحافة الإلكترونية لم تنجح في تعميق الديمقراطية ولا ساهمت في نشر الفوضى، "بل ساهمت في كسر احتكار الانظمة للمعلومة وتغييب الحقائق"، موضحًا أن الدور الاعلامي لـ"ايلاف" يختلف من بلد لآخر، فكان محوريًا في تونس وسوريا، وضعيفًا في مصر. وقال: "إن الحرية غير المنضبطة وهي ما يعاني منه اعلام اليوم".