في عيد "إيلاف" الثالث عشر، شهد نخبويون عراقيون في مصداقيتها ونوّهوا بموضوعيتها ومهنية العاملين فيها، فقالوا إنها صحيفة إلكترونية ترقى للعالمية، ساهمت جديًا في توصيل صوت الاحتجاج العربي.

بغداد: يرتبط الكثير من العراقيين بـ "ايلاف" برابطة المحبة والتواصل، لا سيما منهم الصحافيون والاعلاميون، الذين يذهبون اليها يوميًا. وهذا يؤكده اعتماد الصحافة العراقية المختلفة في النشر على ما تنشره ايلاف، ولا يخفي الصحافيون العراقيون انهم يحرصون على متابعتها يوميًا، ويشيرون إلى الدور الكبير الذي تلعبه الصحافة الالكترونية في الكثير من القضايا والاحداث، موضحين أن الريادة في هذا المجال تميز لايلاف.

مجلة شاملة
&
قالت الكاتبة والاعلامية رشا فاضل: "لا اذكر بالضبط التاريخ المحدد الذي بدأت فيه بمتابعة ايلاف، لكني اذكر تمامًا أن متابعتي كانت منذ بداية استخدامنا للنت بشكل واسع، وقد بدأ الاصدقاء يتناقلون الاخبار ولمصداقيتها كانت الاولى في التغطيات وفي مقدمة الوكالات التي تعتمدها الصحف والمجلات، لأنها مجلة شاملة، ومن الامور التي تحسب لهذه الصحيفة هو تغطياتها الشاملة لكل مستجدات الساحة العربية وعدم اقتصارها على الشأن العراقي فقط، ما أدى إلى انتشارها عربيًا".
&
أضافت: "شخصيًا، اطالع القسم الثقافي فيها والادبي مرورًا بآخر المستجدات في كل جوانب الحياة فموضوعيتها تجذب المتصفح والقارئ لانها تعيدنا إلى ذلك الزمن الجميل الذي نتصفح فيه صحف الصباح مع فنجان قهوة، ويمكن القول إنها تعيد صياغة تلك الصحف المعتقة بأوراقها الكبيرة بشكل حداثوي معاصر يتماشى مع لغة العصر التي تعتمد الصورة والخبر السريع والمواكبة السريعة للأحداث، بعكس الصحف الورقية التي تنتظر يومًا كاملًا لتطلع على الجديد".
&
عززت إحتجاج المواطن
&
تابعت فاضل: "لمصداقية الاخبار في هذه الصحيفة الاثر الكبير في انتشارها ايضًا، كونها من اوائل الصحف الالكترونية التي اتخذت منهجًا احترافيًا في نقل الخبر، وتناول الموضوعات المختلفة، وهي أشبه بمؤسسة اعلامية لها مراسلوها في كل مكان، يرفدونها بالاخبار التي تصلنا بسرعة وسهولة في متصفح سريع. انها المواكبة الحقيقية للثورة المعلوماتية التي يعتبر التطور الصحافي احد سياقاتها المهمة، في نقل وتداول المعلومة والخبر اولًا بأول حتى تصدرت نقل الخبر والمعلومة".&
&
وأوضحت: "عززت الصحافة الالكترونية صوت المواطن العربي في التعبيرعن رأيه، وهو الذي عانى على مر الوقت من الانظمة الدكتاتورية، واصبح بمقدوره أن ينتقد أعلى السلطات، وفكرة الثورة التي انتقلت إلى الشارع كانت شرارتها من خلال احدى قنوات الاتصالات الالكترونية، واتسعت كما تتسع النار في الهشيم، وهذا التطور التقني سلاح ذو حدين، اذ لا يخفى على الكثير أن هنالك دخلاء على الصحافة والكتابة، وامتهنوا الكتابة الصحافية بلا اية معايير ومصداقية، ووظفوا هذه القنوات الالكترونية لتحقيق اهداف وغايات معينة، فهي الحرية التي تحاول البلدان العربية استيعابها وتعلم كيفية التعامل معها بالتدريج، فهي في النهاية بلدان ترزح حتى هذه اللحظة تحت متاريس الخوف ومن الطبيعي أن تتعامل بشيء من الفوضوية حيال اي هامش حرية يتاح لها".
&
إخترقت الجدار
&
وقال الكاتب والاعلامي علي رستم إن نقاط قوة "إيلاف" في الفضاء الالكتروني هو اتساع مساحة متابعة الاخبار وتنوعها والمشاركة في صناعة الحدث، "وانا القارئ الذي لا يفوتني يوم دون أن اذهب اليها واتابع ما ينشر فيها، والسبب في ذلك المعلومات واستثمار مقال الرأي وعن آخر التطورات في الشرق الاوسط والعالم في اعداد البرامج السياسية، أذهب اولًا إلى مقال الرأي أطالعه، ومن ثم اتصفح الصفحات السياسية، قبل أن اتحول إلى الاخبار، ومن ثم امرّ على جميع المواضيع انظر العناوين واقرأ التفاصيل، وفي الحقيقة إن هذه المتابعة بدأت عندي منذ العام 2003 ولا زلت، ولا آتي بجديد إن قلت إن مكانتها في الصحافة الالكترونية هي الافضل".
&
أضاف: "للصحافة الالكترونية دور كبير في دعم التواصل مع شباب الوطن العربي، ومؤكد أن التواصل والنشر في قضايا محايدة والتنوع المستمر يمنح متابعة، ومن هنا أجد أن إيلاف تمكنت من لعب دورها في هذا الإطار، مع أدوات أقلها مهنية التحرير، ساهمت بمنحها التطور وقوة الجاذبية".
&
وتابع: "اعتقد أن ايلاف استطاعت رسم الوضع العربي للغرب من خلال تقارير تفصيلية تقدمها، والغرب يهتم بمتابعتها كونها الرائدة في هذا المجال، وارى من خلالها أن الصحافة الإلكترونية استطاعت اختراق الجدار السلطوي العربي، ونجحت في تعميق الديمقراطية في بعض الاحيان، كما ارى في ما يخص انعكاسات موجة التغيرات العربية على الاعلام العربي، انه في الصورة الاعم الاعلام متباين في وجهات سياسية من توجهه لكن ايلاف فيها جزء جيد من الحيادية، والاهتمام متنوع".
&
تتصدر الصحافة العربية
&
وأكد الصحافي صالح الشيباني، صلته بـ"إيلاف"، وهو يرى أن نقاط قوة إيلاف في الفضاء الالكتروني تتمثل في انها قوية حد الصدارة، "تجذبني إليها حرفية من يكتب فيها وشكلها وهيكليتها، وأتابع فيها على وجه الخصوص التقارير والاخبار الفنية والوثائقية والثقافية، وهذا التواصل مستمر منذ العام 2007".&
&
أضاف: "مكانتها مميزة، تتصدر الصحافة العربية مع 7 منابر اعلامية أخرى تقريبًا، وهذا يؤكد لي أن دور الصحافة الالكترونية في دعم التواصل مع شباب الوطن العربي بارز، من خلال التعليق على الاخبار او المنشورات، وهذا يتيح فضاءات واسعة من التواصل والنقاش بين شباب الوطن العربي، وقد تمكنت إيلاف من لعب دورها في هذا الإطار من خلال نشر ما يثير وجدان المتلقين على اختلاف مشاربهم".
&
وتابع: "على الرغم من أن إيلاف سلطت الضوء على الواقع العربي، الذي لم يكن مشرقًا دائمًا، إلا أنها نقلت صورة صحيحة عما يحدث، واعتقد جازمًا أن إيلاف هي أول جريدة إلكترونية عربية، ولها الريادة في هذا المجال، وهذا يؤكد أن الصحافة الإلكترونية عمقت الديمقراطية في البلدان العربية، وساهمت بلا قصد في اثارة بعض المتطرفين الذين ينهلون من معين الفوضى، ولولا الاعلام الالكتروني، لما كان للربيع العربي ملامح، ولا يسعني الا أن اقول في مسألة انعكاسات موجة التغيرات العربية على الاعلام العربي، ينبغي أن يظل الاعلام محايدًا، ولكن الواقع يقول عكس ذلك، والممول احيانًا يفرض خطابات اعلامية معينة، وهذا الامر حدث قبل موجة التغيرات العربية وبعدها".
&
دون حذر
&
من جهته، قال الصحافي والفنان التشكيلي فهد الصكر إن موقع "إيلاف" صار مصدرًا للصحافة المقروءة، في رفد صفحاتها بالأخبار بمجمل ما تنشره من متغيرات الواقع اليومي، "وانا قارئ دائم لإيلاف، وهي الموقع الذي يصاحبني مع قهوة الصباح، كونها تقدم لي مصداقية المعلومة الصحافية، والجديد في عالم السلطة الرابعة، باعتبارها تتعامل مع عنصر الأثارة اليومي من الأخبار والمعلومات الخبرية، واجدها تجذبني إلى عالمي الصحافي والفني والسياسي، وأزعم أني أتعامل معها دون حذر لمصداقيتها".
&
أضاف: "لأنني أعمل في المشهد الثقافي والتشكيلي، تصبح مواضيع الثقافة هي هدفي الأول، وانا متواصل في قراءتها منذ أول ضوء للصباح في مكتبي الصحافي، لأن مكانتها في الصحافة الالكترونية كما ازعم تحتل المكانة الأولى، ما يجعلنا نصوت لها بالاولى هو الصدق، وهذا صار نادرًا في عصر الصحافة الفضائحية والاثارة، واعتقد أن دور الصحافة الالكترونية في دعم التواصل مع شباب الوطن العربي يكمن في التواصل اليومي عبر هذه الشبكة المعلوماتية وباتت تغير الكثير من وجهات النظر التي خفيت عن شباب في جغرافية العالم، و تمكنت إيلاف من لعب دورها في هذا الإطار من خلال الوضوح والأقتراب من فضاء الحقيقة، وهنا لا بد من أن يكون لها دورها في موضوعة الحداثة الصحافية، وايلاف استطاعت رسم الوضع العربي للغرب، لانها تدرك جيدًا أن الغرب يعتمد وضوح المعلومة، وقد تمكنت من رسم حقيقة ما يجري بالعالم العربي وقراءته وإعادة أكتشافه للقارئ الغربي الذي ينتمي لفضاءات الحقيقة".&
&
أزاحت سطوة الدكتاتوريات
&
وتابع الصكر: "إيلاف أول جريدة إلكترونية عربية، ومن هنا يمكن القول إنها الرائدة في هذا المجال، وأعتمادا على ذلك صارت تحمل شارة الريادة بامتياز، وهذا يؤكد أن الصحافة الإلكترونية استطاعت اختراق الجدار السلطوي العربي، ونجحت في تعميق الديمقراطية، لذا نجد بصماتها في العديد من الثورات التي أجتاحت الواقع العربي، بل وأثرت في أختراق أقوى الدكتاتوريات العربية وأزاحت سطوتها لتأتي بالتغيير".
&
أضاف: "هذا يشير إلى أن دور الاعلام الإلكتروني في رسم ملامح الربيع العربي واضح على ملامح السياسة العربية، التي باتت تخشى الاعلام الالكتروني، وتحصي سكناته لأنه سبب في تغيير معالم سطوتها".
&
وختم الصكر حديثه بالقول: "يظل الاعلام هو القرار القوي والتحدي الكبير في كل تغيير ممكن في جسد السلطات التي لا تؤمن بالاعلام، ولذا تجد الكثير من الحروب الآن والقادمة تستمد ملامحها من الاعلام كونه أداة تغيير ولا بد منه".&
&
ترقى للعالمية
&
يعتقد الناقد التشكيلي صلاح عباس أن نقاط قوة ايلاف تكمن في كونها صحيفة يتم تحديثها باستمرار، وتحرص على نشر المواضيع الموثوق بمصادرها اذا كانت خبرية ام فنية ام ثقافية، "وانا من متابعي ايلاف واقرأ كل المواضيع الفنية والثقافية، ويهمني أن انشر في هذا الموقع لانه يساير المنهج الليبرالي الحر والمتجرد عن الاغراض النفعية او الدعائية او الاعلانية، لذا فان ايلاف من المواقع التي ترقى للعالمية، وهو افضل موقع عربي بلا منازع.
&
اما المخرج عزام صالح فقال: "الصحافة الالكترونية دعامة اساسية لنشر الوعي الديمقراطي، وقد نجحت نجاحًا ساحقًا وغيرت الكثير من المفاهيم الفردية التي انتهجتها الحكومات، وخير دليل على ذلك التظاهرات في العراق وسوريا ومصر والسعودية وتونس وغيرها، وانا من خلال متابعتي المستمرة لايلاف اجد انها رائدة في هذا المجال، وتختلف عن الكثير من الصحف الالكترونية والمواقع بشكلها وتبويبها المميز، وانا وان كنت اهتم بالفن والثقافة فأجد فسحة من الوقت تجذبني إلى متابعة صفحات اخرى واخرى مواضيع تهتم بالاخبار العراقية والعربية والدولية، واعتقد أن هذا التنوع فضلًا عن التحرير الصحيح للاخبار يجعلني اقضي وقتًا اطول مع ايلاف".
&
وقال الشاعر الدكتور حسين القاصد: "ايلاف جريدة رصينة مواكبة لأهم الاحداث، لا تتخلف عن احياء اية مناسبة او ذكرى، فضلًا عن مواضيعها السياسية واخبارها الدقيقة، الا أن اهم متابعاتي لها تتركز على الجانب الثقافي والابداعي وهي سباقة لكل جديد، وفي ذكرى انطلاقتها اقول شكرا إيلاف التي تجمعنا بمنتهى الالفة، في زمن اصبحت الصحافة الالكترونية هي السلطة الاقوى".
&