قال المعارض السوري ميشال كيلو لـ"إيلاف" إن الأمر الواقع لا تفرضه انتخاباتٌ نظمت تحت إشراف أجهزة قتلت مئات آلاف السوريين، وإن النظام كاذب، ولا تنتهي القضية إلا بسقوطه.

باريس: في حوار مع ميشال كيلو، عضو إتحاد الديمقراطيين السوريين وعضو الإئتلاف السوري المعارض، تناول آخر المستجدات على الساحة السورية، قال لـ "إيلاف": "الأمر الواقع لا تفرضه انتخاباتٌ نظمت تحت إشراف أجهزة قتلت مئات آلاف السوريين، وجرحت وشرّدت وطردت ملايين السوريين. هذا لا يعطي شرعية لأحد، هذه الانتخابات لا تُعطي شرعية".
&
وأكد كيلو أن النظام السوري كاذب، "فكيف يقولون إن الانتخابات جرت في كل مكان في ريف حلب المحررة، وفي ريف حمص المحررة، وفي ريف حماه المحررة، وفي منطقة إدلب وريفها، وفي منطقة الحسكة التي ريفها محرر، ومنطقة دير الزور التي ريفها محرر". وأضاف: "النظام يعيش على الكذب، وسيبقى يكذب إلى أن يسقط".
&
وبالنسبة إليه، الأزمة السورية لن تُحلَ إلا بإحدى قضيتين: إما أن تتوقف الثورة نهائيًا أو أن يسقط الأسد ونظامه نهائيًا.
&
وفي زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، يعتقد كيلو أن الأميركيين بدأوا يفكرون بطريقة مختلفة. قال: "أصبحوا الآن خائفين، يعتقدون أن الجيش السوري الحر يدافع فعلًا عن سوريا وعن الحرية، وعليهم تأييده ومساندته".
&
في ما يأتي نص الحوار:&
&
كيف تنظر المعارضة للانتخابات الرئاسية التي جرت في سوريا، والتي وفقًا لمراسلي وكالات الأنباء الدولية، شهدت إقبالًا كثيفًا؟
&
نحن لا نقيم وزنًا فعليًا لهذه الإنتخابات، لأننا نعرف تمامًا كيف تجري الإنتخابات في سوريا. هذه المرة، كان النظام السوري يريد أن يقول للعالم إن لديه شرعية وشعبية، لذلك ضغط أكثر من شهر على كل الأوساط السياسية والإجتماعية، وقام بإرسال المسلحين إلى منازل المواطنين وأجبرهم على النزول إلى الساحات للمشاركة في ما أسموه العرس الوطني.
&
لم يترك النظام رقعة في سوريا خاضعة له إلا وأخضعها لضغوط شديدة طيلة فترة طويلة جدًا، والقصد هو أن يقول للعالم إن لديه شرعية شعبية، وإنه ليس نظامًا بلا شرعية لأن العالم يعتبره نظامًا فقد شعبيته.
&
المسألة الثانية هي أنه أراد أن يقول للعالم أنا فرضت الحل السياسي الذي أريده، أنتم في جنيف قلتم إن عليّ أن أتنحى وستحلّ مكاني هيئة حاكمة إنتقالية تُنتجُ مرحلة إنتقالية تأخذ سوريا للديمقراطية، وأنا أقول لكم اليوم إنه لا مكان في سوريا لأحد غيري، لا هيئة حاكمة انتقالية ولا انتقال إلى الديمقراطية. هذه بالمختصر معاني الانتخابات الرئاسية التي جرت في سوريا.
&
النظام كاذب
&
الأسد رئيس سوريا الجديد لسبع سنوات. ما هو التحرك المقبل للمعارضة السورية؟
&
الأمر الواقع لا تفرضه انتخاباتٌ نظمت تحت إشراف أجهزة قتلت مئات آلاف السوريين، وجرحت وشرّدت وطردت ملايين السوريين. هذا لا يعطي شرعية لأحد، هذه الانتخابات لا تُعطي شرعية.
&
وإذا كان الأسد بحاجة لأصوات السوريين فلماذا يقتلهم، وإذا كان يقتلهم فبأي حق يقول إنهم يؤيدونه، وإن انتخابه شرعي. هذه الإنتخابات لا تعطي أي شرعية ولا يتوقف عليها أي شيء. كل شيء في سوريا يتوقف فعليًا على ميزان القوى على الأرض، على استمرار الشعب في الصراع كي يسقط النظام.
&
وتعلمون أنه منذ ثلاث سنوات، بشار الأسد كان منتخبًا وكان رئيسًا وكان معترفًا به، ولم يكن في المرحلة الأولى من الثورة من يطالب بإسقاطه أو بإزالته، لكنه اليوم يصارع ويقاتل من أجل أن ينتج لنفسه شرعية كذب وشرعية ضغط على الناس وشرعية استبداد.
&
التطورات الميدانية تعزز موقف النظام، علمًا أن الانتخابات جرت في ثلاث عشرة محافظة من أصل المحافظات الأربع عشرة، ما يعتبر إنجازًا اليوم؟
&
هذا ليس كلامًا صحيحًا على الإطلاق. لم تُجرَ الإنتخابات في إدلب. واي إنتخابات تُجرى في درعا إذا النظام السوري شنّ عشرات الغارات على درعا البلد يوم الاقتراع، وأي انتخابات جرت في حمص التي لا يوجد فيها سكان على الإطلاق، ليس فيها إلا الأحياء الموالية للنظام، وأي انتخابات جرت في دير الزور إذا كانت بكاملها خارج يد النظام.
&
كيف يقولون إن الانتخابات جرت في كل مكان في ريف حلب المحررة، وفي ريف حمص المحررة، وفي ريف حماه المحررة، وفي منطقة إدلب وريفها، وفي منطقة الحسكة التي ريفها محرر، ومنطقة دير الزور التي ريفها محرر. النظام يعيش على الكذب، وسيبقى يكذب إلى أن يسقط.
&
يبصق في وجه العالم&
&
وليد المعلم اعتبر أن مسار الحل السياسي في سوريا يبدأ بالانتخابات الرئاسية. ماذا تقول المعارضة اليوم؟
&
يريد النظام أن يقول للعالم: أنا أفرض الحل السياسي، تعالوا وخذوا وزارتين أو ثلاث وزارات، هذا هو الحل السياسي، فبالتالي لن يكون هناك إنتقال ديمقراطي ولا يتنحى بشار الأسد ولا يسقط النظام. بالتالي، هذا هو معنى الانتخابات الرئاسية، وهذا معنى الكلام الذي قاله المعلم، الذي يؤكد أيضًا أن النظام السوري يتحدّى كل العالم، ويبصق في وجه العالم، الذي قرر حلًا سياسيًا، توافق عليه الروس والأميركيون والفرنسيون والبريطانيون والصينيون، ونال موافقة إجماعية من مجلس الأمن الدولي عبر القرار 2118، والذي ينص على أن الحل السياسي في سوريا يبدأ بتشكيل هيئة حاكمة انتقالية، ولا يبدأ بإعادة انتخاب بشار الأسد.
&
أين نجح الأسد وأي فشلت المعارضة؟
&
لا هو نجح ولا نحن فشلنا. يكون قد نجح لو أن الشعب السوري توقف عن المقاومة. يريد أن يقول للعالم إن الإنتخابات أعطته شرعية، هذه نكتة. الأزمة السورية لن تُحلَ إلا بإحدى قضيتين: إما أن تتوقف الثورة نهائيًا أو أن يسقط الأسد ونظامه نهائيًا.
&
وهل يمكن القول إن الثورة ما زالت مستمرة نظرًا لما يحدث على أرض الميدان؟&
&
نعم. مستمرة، وتحقق إنجازات في أماكن كثيرة، وليس كما يقال إن النظام حسمها. قال النظام حتى الآن ست مرات أن القضية انتهت وأن الإنتصار بات ممكنًا، وها هم مستمرون في القتال، ولن يتوقف العشب السوري إلى أن يسقط بشار الأسد.
&
هذا خياركم!
&
التقيتم الرئيس الأميركي ووزير الخارجية في الولايات المتحدة. ما الذي سمعتموه من الإدارة الأميركية؟ وكيف فسروا للمعارضة عدم الإقدام على أي تحرك عسكري؟
&
لم تطلب المعارضة السورية منهم في أي يوم أن يتدخلوا عسكريًا بصورة مباشرة في سوريا، وكل ما طلبناه منهم أن يَمدوا الجيش السوري الحر الذي هو جيش معتدل وجيش خيار ديمقراطي ودولة مدنية بما يلزم لكي يدافع عن الشعب، وكي يقاتل النظام، عندها سيرون أن النتائج والحسم سيكونان سريعًا، لن تستمر المعركة سنوات في حال حدث ذلك.
&
الآن هناك ظاهرة إرهابية قوية في سوريا. إذا كنتم لا تريدون أن يسلحوا الجيش الحر لكي يدافع عن الشعب ويقاتل الإرهاب، فأنتم ستواجهون الإرهاب بعد فترة مباشرةً أو في بلدانكم، هذا هو الخيار المطروح، وأعتقد أنهم فهموا.
&
ما كان ردهم؟ هل بدأت المعارضة تستلم أسلحة نوعية من الولايات المتحدة؟
&
أعتقد أنهم بدأوا يفكرون بطريقة مختلفة. أصبحوا الآن خائفين، يعتقدون أن الجيش السوري الحر يدافع فعلًا عن سوريا وعن الحرية، وعليهم تأييده ومساندته كي يتمكن من ردع الأصوليين والإرهابيين وكل القوى التي تهدد الأمن والسلام، ليس فقط في سوريا، وإنما في العالم كله.
&