رفض عراقيون وصفهم بالشعب الاكثر تعاسة في العالم، مؤكدين أن الاحصائية التي اجراها معهد غالوب وتناقلتها وسائل الاعلام ليست صحيحة أبدًا. موضحين أن العراقيين من اكثر بلدان العالم حبا للنكتة والفرح على الرغم من الظروف العصيبة التي يعيشونها.

بغداد:&سخر عراقيون من الدراسة التي أعدها معهد "غالوب" الاميركي، وقال فيها إن العراقيين اكثر شعوب العالم تعاسة. وعبّر عراقيون لـ"إيلاف" عن اسفهم لأن العالم ما زال يجهل العراقيين وكيف يعيشون حياتهم.

&مشيرين إلى أن العراقيين يحبون الحياة والفرح والمرح والمزاح، وفي اصعب المواقف تجدهم يسخرون من الصعوبات، ويضحكون بقوة، بل انهم باتوا يطلقون النكات حتى على المسؤولين الحكوميين.
&
وكان معهد "غالوب" قام بدراسة صدرت هذا الأسبوع وصفت العراق بأنه البلد الأكثر حزناً وكآبة في العالم، وحسب الترتيب الآتي: العراق، ايران، مصر، اليونان، سوريا، سيراليون، قبرص، شمال قبرص، كمبوديا ولبنان.
&
وقام المعهد بقياس المشاعر السلبية في 138 بلداً في عام 2013 من خلال سؤال وجه للناس عما إذا كانوا قد شعروا بالغضب، والإجهاد، والحزن، والألم الجسدي والقلق في البلد المعني.&
&
وحسب الدراسة فانه كلما أجاب الأشخاص بـ"نعم"، كلما سجلت "غالوب" النتائج كونها "سلبية" لتصبح مؤشراً لكل بلد. وكلما ارتفعت درجة الحزن والعواطف السلبية، كلما تصدر البلد المعني القائمة .
&
احصائية مغرضة
&
المحامي برهان حسن، يؤكد أن الاحصائية مغرضة وغير صحيحة واصحابها لا يعرفون شيئا عن طبيعة المواطن العراقي.
&
وقال حسن: "الشعب العراقي يحب الحياة والفرح، ولو كان حزينا كئيبا لأصابه الجنون، كونه يعيش عذابات لاكثر من 45 عاما ما بين حروب وحصارات وارهاب، وهذا الشعب هو اكثر شعوب العالم حبا للضحك والفرح. لذلك ترى العراقي يبحث عن النكتة اينما كان. ولا يمكن ان تسجله كأكثر الشعوب الكئيبة".
&
وتابع مشيراً إلى صفحات العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي: "فايسبوك مليء تحشيشات للضحك".
&
أما سائق سيارة الأجرة حسن فلح، فقد ضحك كثيرًا عندما تم سؤاله حول رأيه بنتائج الدراسة، وقال: "العراقي يضحك في اقسى الظروف، ولكن لانه انسان فعنده حزن وفرح لكنه يحب الفرح أكثر احيانا يقيم طقوس الحزن، لكنه يخرج منها بعد قليل، يرتدي السواد وحينما يدخل بيته ينزعه ويغني، فحزنه وقتي بسيط".
&
&واضاف: "في اغلب المآتم تجد المواطن العراقي بعد دقيقتين فقط يبحث عن الضحكة والنكتة والحكاية الظريفة، وانا كسائق اجرة لا اتذكر شخصا استقل سيارتي دون ان نتبادل &الضحك، يا اخي العراقي صاحب نكتة وروحه شفافة مثلما يقال".&
&
ابتكار الاحزان
&
الى ذلك استغرب الدكتور حسين القاصد، الاستاذ في جامعة القادسية، ما جاء في دراسة المعهد، وقال: "للعراق حكاية مع الحزن تختلف عن الآخرين. فمن من شعراء العالم استطاع ان يخلد نهرا صغيرا اسمه بويب، العراقيون يبتكرون احزانا لابداعهم اذا شحت الاحزان، وحتى اغانيهم حزينة وان كانت الحانها راقصة".
&
ومن جهته رفض الكاتب والصحافي مهدي عباس ما جاء في الاحصائية، وقال: "على العكس.. العراقيون اكثر شعب في العالم بحثا عن الفرح بمختلف انواعه".
&
اما الشاعر ريسان الخزعلي، فقال: "لم توضح المعلومة الكم الاحصائي ولا النوع كما تتطلب أي دراسة احصائية... وكلامهم هذا لا يخلو من دس سياسي في توسيع اثر العامل النفسي الذي نعانيه من تاثيرات الوضع الامني، وعلينا ان نبتكر موضوعات تخفف الألم العراقي لا ان نتناغم مع اشارات الآخر المتفرج".
&
واضاف: "المهم لا نستجيب لمعزوفتهم...واعمق رد ان نشعرهم بعدد الطلبة الخريجين والمهرجانات الادبية والفنية والاقبال على الانتخابات والانتاج النفطي...الخ ..هذا لا يتم ونحن حزانى...الحزن هو التخلي عن ممارسة الدور".
&
كل اثنين من العراقيين ثالثهم النكتة
&
من جانبه، سخر جمال راضي، استاذ علم الاجتماع، من دراسة المعهد الأميركي، مؤكدًا انها وهمية، وقال: "صحيح ان العراق يعيش في حالة حزن مستمرة منذ عشرات السنوات إلا أن المواطن العراقي استطاع ان يتأقلم مع الظروف ويتغلب عليها بالسخرية، والضحك، والتنكيت، لذلك لا تجد جلسة بين اثنين إلا وكانت النكتة ثالثتهما، والمواطن يعشق الكوميديا لذلك عاش مسلسلا مثل (تحت موس الحلاق) لخمسين عاما لأن الناس تحب الترفيه عن نفسها بالنكتة الحلوة والضحكة، وطوال عمره يحاول ان يهزم الحزن بكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة".
&
&واضاف: "هذه الاحصائية غير دقيقة ومغرضة، والا كيف تحتل مصر المركز الثالث وشعبها معروف عالميا بحبه للفرفشة والضحك والتحشيش، وكذلك لبنان الجميل بشعبه الرائع المحب للحياة، لذلك انا لا اصدق وأقول لهم ان الشعب العراقي يضحك كثيرا حتى في احلك الظروف وعلى اصحاب هذا المعهد زيارة العراق والجلوس في أي مقهى حتى يعرفوا مقدار الضحك وحب الحياة، ان هؤلاء لديهم غرض معين حين ادرجوا العراق ومصر ولبنان ضمن اول القائمة".
&