قال رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي إن الانهيارات الأمنية التي يشهدها العراق حاليًا سببها القرارات الخاطئة لقيادة فاشلة وفاسدة وأكد أن البرلمان استجاب لكل طلبات الحكومة وخصّص خلال السنوات&الثلاث الماضية 41 مليار دولار لدعم القوات المسلحة وتسليحها مطالبا بقيادة جديدة تنقذ البلاد على اساس من المصالحة الحقيقية.


لندن: قال رئيس المؤتمر الوطني العراقي أحمد الجلبي في مؤتمر صحافي في بغداد اليوم تابعته "إيلاف" ان الانسحابات في الجيش لا تقع على عاتق الضباط وانما على سياسات خاطئة لقيادة فاشلة. وحذر من ان العراق يمر حاليا بأخطر وأدق مراحله وجوهر اخطار هذا& الوضع الراهن يتمثل بالانهيار الامني والعسكري وسقوط الموصل وصلاح الدين والفلوجة ومدن وقصبات اخرى بأيدي القوى الظلامية والتكفيرية".

وأشار إلى أنّ الحكومة والشبكة الأمنية والعسكرية التي تديرها غير قادرة على ادراك المخاطر والمدى الذي يمكن ان تذهب اليه. يذكر أنّ رئيس الوزراء نوري المالكي هو القائد العام للقوات المسلحة ويتولى ملفي وزارتي الدفاع والداخلية. وتدعو قوى عراقية حاليا إلى تشكيل حكومة انقاذ وطني رشح لتشكيلها الجلبي.

وشدد احمد الجلبي على ان الاحداث الاخيرة اثبتت عجز مفهوم الامن الذي اعتمدته الحكومة خلال& السنوات الثماني عن تحقيق الاستقرار والامن ولذلك فإن ما جرى من تداعيات وانسحابات عسكرية لا تقع مسؤوليتها على عاتق ضباط ومراتب الجيش وانما على القرارات الخاطئة اتخذتها قيادة فاشلة وفاسدة.

وأشار إلى أنّ مجلس النواب لم يألُ جهدا في دعم وتعزيز القوات المسلحة حيث وافق خلال السنوات الماضية على تخصيص الاموال التي طلبتها الحكومة في ميزانيات الامن والدفاع حيث بلغ مجموع ما خصصه المجلس للامن والدفاع خلال السنوات الثلاث الماضية 50 ترليون دينار عراقي أي ما يعادل 41 مليار دولار.

ودعا الجلبي إلى وضع خطة عملية وسريعة وفعالة لحماية العاصمة بغداد وضواحيها وحماية جميع المراقد المقدسة في انحاء العراق وبالاخص في محافظتي كربلاء والنجف.. وطالب بجمع افراد القوات المسلحة المنسحبة من المناطق الشمالية وتجميعها في معسكرات لإعادة تأهيلها وتسليحها.

وشدد على ضرورة اتخاذ الاجراءات الضرورية لاستعادة مناطق صلاح الدين وديإلى ونينوى بالتعاون مع القوى المحلية والعشائرية وقوات اقليم كردستان معتبرا ان ضمان نجاح ذلك يتطلب وضع قيادة جديدة فاعلة ونزيهة وغير متلوثة بالفشل والفساد.

وأكد الجلبي ان الامن في العراق لن يتحقق بالسلاح والقتال فقط وانما بشراكة سياسية ومصالحة حقيقية بين ابناء الشعب العراقي وقواه الوطنية. وفي وقت سابق اليوم وضعت السلطات العراقية خطة أمنية جديدة تهدف إلى حماية بغداد من أي هجوم محتمل وتشمل تكثيف انتشار القوى الأمنية فيها حسبما اعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن.

وقال معن "وضعنا خطة جديدة لحماية بغداد" مضيفا "اليوم الوضع استثنائي وأي علمية تراخٍ قد تسمح للعدو بأن يحاول مهاجمة بغداد& ويجب أن يكون هناك استعداد".

وكان دبلوماسيون قد ذكروا أن مسؤولا كبيرا في بعثة الأمم المتحدة في العراق قد أبلغ مجلس الأمن الدولي بأنه لا يوجد خطر مباشر لامتداد العنف إلى بغداد لكن هجوم المتشددين الإسلاميين في الشمال يشكل تهديدا كبيرا للسيادة في البلاد.

وأطلع رئيس بعثة الأمم المتحدة السياسية في العراق نيكولاي ملادينوف مجلس الأمن من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة على التقدم المفاجئ في شمال العراق هذا الأسبوع لمقاتلي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام المنشقة عن تنظيم القاعدة.

وكان ملادينوف واثقا تماما من أن بغداد محمية بشكل جيد وأن الحكومة مسيطرة ومن ثم... لا يوجد خطر مباشر لامتداد العنف اليها لكنه أشار إلى أن هناك مخاوف لامتداد العنف خارجها إلى شمال البلاد.&

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق للصحافيين في نيويورك على هامش جلسة سرية لمجلس الأمن نوقش فيها الوضع في العراق إن المجلس "عبر عن قلقه من الوضع الخطير قائلا إن استمرار العنف في مناطق في العراق هو التهديد الأكثر شدة لأمنه منذ سنوات".