يعد المرجع اية الله العظمى السيد علي السيستاني الذي دعا العراقيين لحمل السلاح، أعلى زعيم ديني شيعي في البلاد واحد ابرز رجال الدين في العالم الاسلامي، حيث يقلده ملايين الشيعة حول العالم، ولا يعرف كثيرون اللغز الذي يقف وراء قدرة السيستاني على تحشيد الملايين.


بغداد: يدين الملايين من ابناء الطائفة الشيعية في العالم بالولاء للمرجع اية الله العظمى السيد علي السيستاني، وقد اعطت دعوته للقتال ضد الجهاديين الذين استولوا خلال الاسبوع الماضي على مناطق شاسعة من البلاد دفعة قوية للاقبال على التطوع لقتال هؤلاء.

قتال الإرهابيين

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء "على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الارهابيين دفاعا عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم التطوع والانخراط بالقوات الامنية لتحقيق هذا الغرض المقدس".

واعلن ان "من يضحي منكم في سبيل الدفاع عن بلده واهله واعراضه فانه يكون شهيدا".

وشن تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" وجماعات متحالفة معه هجوما في بداية الاسبوع تمكنوا خلاله من فرض سيطرتهم على مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوى بالكامل بالاضافة الى مناطق واسعة اخرى من محافظتي صلاح الدين وكركوك.

وفشلت القوات العراقية في صد الهجوم وفر بعض الجنود وخلع اخرون بزاتهم العسكرية وانسحبوا من مواقعهم.

ورد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على هذا الوضع بدعوة المواطنين الى التطوع وحمل السلاح، فاستجاب الاف الشباب للانخراط في صوف الجيش، قبل ان يطلق السيستاني دعوته تلك.

لا يحب السياسة

ولد السيستاني في ايران في مدينة ارشاد عام 1930 وبدا دراسته الدينية وفي في عمر الخامسة واصبح اعلى مرجع ديني شيعي في العراق في العام 1992.

وعلى الرغم من كثرة اتباعه الا انه بقي بعيدا عن الانخراط المباشر بالسياسة، وتدخلاته في الوضع السياسي كانت نادرة منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

ودعا الزعيم الكبير بصورة متكررة خلال فترات العنف الطائفي في البلاد بين عامي 2006 و 2008 الى التهدئة ودعم بشدة اجراء الانتخابات الديموقراطية.

وفي اواخر عام 2003 دعا السيستاني العراقيين الى المشاركة الكبيرة في الاستفتاء على الدستور، الذي اعقبه تشكيل اول حكومة انتقالية منبثقة من الشعب.

ضد الفتنة

وبعد مرور عام على ذلك، تدخل السيستاني مرة اخرى لانهاء المعركة بين جيش المهدي الذي قاده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات الاميركية في عام 2004.

وكان السيستاني الذي يعيش في منزل متواضع في مدينة النجف القوة الدافعة وراء تحالف عموم الشيعة في البرلمان، بعد ان دفعت الولايات المتحدة بقوة الى اجراء انتخابات ديموقراطية بعيد العام 2003.

وكان لمكانته الدور الكبير لدفع الغالبية الشيعية الى التوجه بقوة للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات البرلمانية.

صانع قرار... لغز

ورغم ذلك لا تزال قدرات السيستاني على صنع القرار لغزا، وقليلون هم الذين يعرفون حقيقة ما يجري في منزله الذي يقع في زقاق قديم يخضع لحراسة مشددة في مدينة النجف الشيعية المقدسة، حيث يعيش في عزلة فعلية بعد سنوات الاقامة الجبرية خلال حكم الدكتاتور صدام حسين.