أبلغ دبلوماسي عربي "إيلاف" أن وزراء الخارجية العرب سيطرحون خلال اجتماعهم المقرر غدًا في جدة مشروعًا لحكومة وفاق وطني في العراق أو تقديم مساعدات لمن يسمونهم بالثوار، الذين يقاتلون القوات الحكومية العراقية، محذرًا من وضع شبيه بسوريا يهدد العراق حاليًا.


لندن: توقع دبلوماسي عربي تحدث مع "إيلاف" أن يشهد الاجتماع المقرر عقده في جدة يومي الاربعاء والخميس المقبلين لوزراء خارجية دول الجامعة العربية، لمناقشة "الخطوات المطلوب اتخاذها" في مواجهة "الأوضاع الخطيرة" في العراق، موقفًا عربيًا موحدًا ضد نظام بغداد، مؤكدًا أن المواقف العربية الآن تختلف تماماً عن سابقاتها قبل تفجر الاحداث الاخيرة في العراق، وذلك على صعيد التعامل مع بغداد. ويمثل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بلاده في الاجتماع.

وأضاف الدبلوماسي العربي، الذي طلب عدم ذكر اسمه،&&أن الوزراء العرب سيؤكدون على ضرورة انبثاق حكومة وفاق وطني في العراق تمثل جميع القوى والاطياف العراقية تمثيلاً حقيقيًا تكون بديلة لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي بدأت الحكومات العربية تتهمه صراحة بالسبب في الدفع بإتجاه تدهور الاوضاع العراقية الحالية وتعريض البلاد إلى التقسيم.

وأوضح الدبلوماسي العربي أن الحكومات العربية عازمة هذه المرة في حال عدم الاستجابة لدعوة حكومة الوفاق الوطني على تقديم دعم تسليحي ومالي للجماعات العراقية المسلحة من غير تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش"، من رجال العشائر والعسكريين السابقين ومناهضين آخرين لحكومة بغداد.

وأشار الدبلوماسي العربي إلى أنّ اجتماع المندوبين الدائمين للدول العربية في جامعة الدول العربية بالقاهرة الاحد الماضي شهد موقفًا عربيًا رافضًا بشدة لسلوكيات الحكومة العراقية وموقفها من القوى الوطنية في البلاد، حيث ظهرت إشارات بإمكانية دعم المسلحين في حال عدم انبثاق حكومة جديدة في العراق، الامر الذي هدد خلاله مندوب العراق الدائم في الجامعة قيس العزاوي باستدعاء الصحافيين للكشف عن بعض المواقف التي اعتبرت أنها تصب بالضد من مجريات الامور في بلاده.

وأشار الدبلوماسي إلى أنّ الاجتماع شهد انسحاب الامين العام المساعد للجامعة العربية "عن العراق"، فاضل جواد، من الاجتماع من دون الدفاع عن مواقف بلاده إزاء الاتهامات التي وجهها مندوبو الدول العربية لحكومته وتحميلها مسؤولية انهيار الاوضاع الامنية والسياسية في العراق بهذا الشكل الخطير الذي بدأ يهدد وحدته وسيادته.

وتوقع الدبلوماسي العربي صدور بيان عن الاجتماع يدين "الارهاب" بشكل عام لكنه سيشدد على الدعوة لتوافق وطني عراقي تهيئ له حكومة جديدة تقود البلاد نحو شراكة وطنية حقيقية وتنقذها من الاوضاع الخطيرة التي تواجهها حاليًا، والتي تنذر بتقسيم البلاد إلى اقاليم قومية وطائفية& وتدخلها في مهب التدخلات الاقليمية والدولية.

وأمس أوضح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن وزراء خارجية الدول العربية سيجتمعون الاربعاء والخميس "لبحث تطورات الأوضاع الخطيرة في العراق والخطوات المطلوب اتخاذها للتعامل مع الوضع الخطير هناك". وقال إن الجامعة العربية التي تتخذ مقرًا لها في القاهرة "تعبر عن قلقها البالغ من تصاعد العمليات الإرهابية ضد العراقيين واستهداف عدد من المدن العراقية".

وقد اعربت دول عربية عدة خلال اليومين الماضيين عن قلقها البالغ لتطورات الأحداث في العراق، مؤكدة أنها ما كانت لتحدث لولا السياسات الطائفية والإقصائية التي مورست في العراق خلال الأعوام الماضية والتي هددت أمنه واستقراره وسيادته.

يأتي ذلك في وقت دخل الهجوم الذي تشنه مجموعات مسلحة في العراق اسبوعه الاول وسط معارك ضارية مع القوات الحكومية للسيطرة على مناطق عدة من البلاد، فيما يستعد وزراء الخارجية العرب للاجتماع هذا الاسبوع لمناقشة "الاوضاع الخطيرة" في هذا البلد.

ودفعت التطورات الامنية المتسارعة في العراق واشنطن إلى الاعلان عن ارسال تعزيزات امنية إلى محيط سفارتها في بغداد ونقل موظفين إلى مواقع أخرى.
&&&