أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يوم الخميس يوم حداد عام في البلاد مع تنكيس الأعلام على المؤسسات الرسمية 3 أيام، فيما لا تزال عمليات ملاحقة مرتكبي اعتداء "شارلي إيبدو" مستمرة، في وقت دعا ساركوزي إلى عدم المزج بين "الإرهابيين" المتطرفين ومسلمي فرنسا بشكل عام.


باريس: وقف نواب البرلمان الاوروبي صباح الخميس دقيقة صمت ترحما على ارواح ضحايا الاعتداء على مجلة شارلي ابدو الفرنسية وتنظم ظهر اليوم فعاليات اخرى في المؤسسات الاوروبية التي نكست اعلامها.

وشارك مئات البرلمانيين والموظفين في هذا التكريم في ساحة البرلمان "تعبيرا عن التضامن مع المواطنين الفرنسيين والسلطات وضحايا الاعتداء الدامي" كما قال رئيس البرلمان مارتن شولتز.

وكتب شعار "انا تشارلي" بالاضواء على واجهة البرلمان.

وامام مقر المفوضية الاوروبية تم تنكيس 28 علما للدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي باللون الازرق والنجوم الصفراء الاثنى عشر، وطلب من الجميع الوقوف دقيقة صمت عند الظهر (الساعة 11 تغ) في كل مباني المفوضية الاوروبية وقاعة الصحافة.

كما وقف موظفو المجلس الاوروبي ايضا دقيقة صمت.

وفي ريغا وخلال حفل تولي لاتفيا رئاسة الاتحاد الاوروبي صباح الخميس، وقف المفوضون الاوروبيون وفي مقدمتهم رئيس المفوضية جان كلود يونكر دقيقة صمت للمناسبة قبل اجتماع عمل مع حكومة لاتفيا.

كما تجمع أكثر من مئة ألف شخص في باريس والعديد من المدن الفرنسية الأخرى مساء الأربعاء تنديدًا بالاعتداء الذي استهدف صحيفة شارلي إيبدو وأوقع 12 قتيلًا و11 جريحًا في العاصمة الفرنسية.

وتجمع الاف الاشخاص مساء الاربعاء في العديد من المدن الاوروبية مثل بروكسل وبرلين ومدريد ولندن تضامنًا مع ضحايا الاعتداء على صحيفة شارلي ايبدو في باريس. ففي فرنسا بلغ عدد المشاركين في التجمعات اكثر من مئة الف شخص في العديد من المدن من باريس الى تولوز الى ليون الى مارسيليا الى نانت وغرونوبل وستراسبورغ، ما دفع مدنًا اوروبية عدة الى الاقتداء بالمدن الفرنسية.

أوروبا تتضامن مع نفسها
في برلين تجمع نحو 500 شخص حسب الشرطة عصر الاربعاء امام مقر السفارة الفرنسية تلبية لدعوة اطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وحمل المتظاهرون قرب بوابة براندبورغ الشموع ولافتات كتب عليها "انا شارلي"، حسب ما افاد صحافيو فرانس برس. وهتف عدد من الالمان بالفرنسية: "عاشت حرية الصحافة، عاشت الرسوم الكاريكاتورية".

في بروكسل تجمع مئات الاشخاص في مكانين من العاصمة البلجيكية: نحو 200 شخص امام القنصلية الفرنسية ونحو 1500 شخص امام البرلمان الاوروبي حيث حملوا اقلامًا تضامنًا مع حرية الصحافة واشعلوا شموعاً تحت لافتة كتب عليها "انا شارلي". كما تجمع اكثر من 200 شخص في مدينة لياج البلجيكية، حسب ما اعلنت وكالة بلجا للانباء.
في ساحة الطرف الاغر في قلب لندن تجمع مئات الاشخاص بينهم فرنسيون، وحملوا ايضًا لافتات كتب عليها "انا شارلي".

في مدريد تجمع مئات الاشخاص امام السفارة الفرنسية بحضور السفير جيروم بونافون، وهم يهتفون "حرية تعبير حرية تعبير"، قبل ان ينشدوا المارسيياز، النشيد الوطني الفرنسي. وفي سويسرا تجمع نحو 500 شخص في جنيف والعدد نفسه تقريبًا في لوزان. اما في العاصمة برن فكانوا نحو 200 متضامن مع ضحايا حرية الاعلام في باريس.
وفي فيينا تجمع نحو 350& شخصًا امام مقر السفارة الفرنسية بحضور السفير الفرنسي باسكال تيكسيرا دا سيلفا.

فجعت فرنسا ظهر أمس بعمل إرهابي لم تعرف مثيلاً له منذ تسعينات القرن الماضي، أوقع 12 قتيلاً بينهم رجلا شرطة، وأربعة جرحى في حالة الخطر الشديد، فضلاً عن 7 جرحى آخرين. وأكد وزير الداخلية برنار كازنوف، عقب اجتماع أمني استثنائي في قصر الإليزيه برئاسة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن 3 مهاجمين شاركوا في الهجوم صباح أمس، بعد تضارب أولي حول عددهم.

تدريب محترف
وأشار خبراء أمنيون، بحسب ما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" في عددها الصادر اليوم، إلى أنه من الواضح أن الشخصين اللذين ظهرا في الفيديو «يتمتعان بتدريب عالي المستوى»، الأمر الذي يتبدى من كيفية الإمساك بأسلحتهما وبالهدوء الذي ميز تصرفهما. ونقلت أن عاملين في القسم الفني من المجلة الساخرة أفادا بأن الرجلين أخطآ بالعنوان ودخلا القسم الفني بداية، ثم انتقلا بعدها إلى قسم التحرير الواقع على بعد أمتار من الموقع الأول، وهناك صعدا إلى المكاتب وفتحا النار باتجاه الصحافيين الموجودين.

وأفادت صحافية عاملة في المجلة، تدعى كورين راي، بأنه بعد أن هددها المسلحان منحتهما الرقم السري لدخول المبنى. وقتل من هؤلاء أربعة بينهم رئيس التحرير وثلاثة من كبار العاملين في المجلة. وكان لافتًا أن الرجلين ارتديا الثياب السوداء وغطيا وجهيهما بقناع وحملا رشاشات نوع كلاشنيكوف وجعبة يظن أنها للذخيرة.

ومع اقتحام المسلحين اجتماع تحرير المجلة الاسبوعي في الساعة الحادية عشرة وعشرين دقيقة صباحًا، ابيدت هيئة تحرير «شارلي إيبدو»، مع مقتل اكبر رساميها وهم شارب وكابو وتينيوس ولينسكي، الأكثر شهرة في فرنسا، اضافة الى الخبير الاقتصادي بارنار ماريس الذي يعمل ايضًا في اذاعة فرنسا الدولية. وبحلول الساعة الحادية عشرة ونصف تلقت الشرطة استغاثة من اطلاق نار في مقر المجلة حيث سارع رجال الأمن الى الموقع، لكنّ المسلحين استطاعا أن يفرا في سيارة كانت بانتظارهما.

حداد وتنكيس أعلام
للغاية دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء الى وحدة المجتمع، بعد الاعتداء الدامي الذي استهدف اسبوعية شارلي ايبدو الساخرة واوقع 12 قتيلاً و11 جريحًا، معلنًا الخميس "يوم حداد وطني" في فرنسا. وقال الرئيس الفرنسي في كلمة قصيرة للامة نقلتها شبكات التلفزيون: "سلاحنا الافضل هو وحدتنا. لا شيء يمكن أن يقسمنا، ولا شيء يجب أن يفرقنا"، موضحًا ايضاً انه سيتم تنكيس الاعلام لمدة ثلاثة ايام.

واضاف هولاند "اريد هنا، ان اعبّر باسمكم عن كل تقديرنا وامتناننا للاسر، للضحايا، للجرحى، للاقارب، لكل الذين ادماهم اليوم هذا الاغتيال الجبان". وتابع "انهم اليوم ابطالنا لذلك اعلنت أن غدًا سيكون يوم حداد وطني". وقال الرئيس الفرنسي: "سيتم الالتزام في الساعة الثانية عشرة (11 ت غ) بدقيقة صمت في جميع المؤسسات العامة وادعو الشعب كله الى الانضمام اليها.

واعلن الرئيس الاشتراكي ايضا انه سيجمع الخميس "رئيسي مجلسي البرلمان والقوى الممثلة فيه لاظهار حزمنا المشترك". وقال "اليوم الجمهورية كلها هي المعتدى عليها" مضيفًا "الجمهورية هي حرية التعبير، الجمهورية هي الثقافة، هي الابداع هي التعددية هي الديموقراطية". وشدد على ان "هذا هو الذي كان مستهدفاً". واكد هولاند ان "الحرية ستكون دائمًا اقوى من الهمجية (...) ولا شيء يمكن أن يجعلنا ننحني" داعيًا الى "التوحد بكل شكل من اشكاله".

واكد الرئيس الفرنسي أن 11 رجلاً وامراة واحدة قتلوا في الاعتداء. وكان مدعي عام باريس فرنسوا مولان اعلن في وقت سابق مقتل 12 واصابة 11 بدون المزيد من الايضاحات.

ساركوزي: لعدم الخلط
كما سارع مسؤولو الجالية المسلمة في فرنسا، وعلى رأسهم الدكتور دليل بوبكر، عميد مسجد باريس الكبير ورئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، إلى "التنديد الشديد" بالعملية التي وصفوها بالإرهابية. ونبّه رئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي إلى ضرورة عدم «الخلط» بين من ارتكبوا هذه الجريمة وبين مسلمي فرنسا الذين تتخوف أوساطهم من الانعكاسات السلبية على صورتهم ومن استغلال اليمين المتطرف لها، مما سيؤدي إلى ازدياد الشعور العنصري المعادي للعرب والمسلمين. وتزامن الهجوم مع يوم صدور كتاب بعنوان «الخضوع» لمؤلفه ميشال ويلبيك، الذي يتصور فيه فرنسا وقد وقعت تحت حكم رئيس مسلم في عام 2022.

أصابت العملية سكان باريس والفرنسيين بصدمة، إذ إن العملية التي دامت عشر دقائق حصلت في وضح النهار وداخل العاصمة، ونجح المنفذون في الفرار بعدما ارتكبوا مجزرة بأسلحة حربية. وتبين مقاطع فيديو التقطها هاوٍ لإثنين من القتلة وهما يعودان إلى السيارة التي كانت تنتظرهما والمتوقفة وسط شارع ضيق في الدائرة الحادية عشرة من باريس درجة تدريب المنفذين واستعدادهم للعملية. فقد كان المسلحان يسيران باتجاهها بهدوء كامل، ثم لاحظا وجود شرطي يركب دراجة هوائية في الشارع فعادا إليه، وأطلقا النار عليه، ثم عمد أحدهما إلى إطلاق رصاصة على رأسه. ولدى عودتهما إلى السيارة استعاد أحدهما فردة حذائه الرياضي التي كانت وقعت منه أرضًا وانطلقت بعدها السيارة بسرعة كبيرة.

وحتى مساء أمس لم تنجح الشرطة رغم «التعبئة العامة» التي فرضتها الحكومة على كل الأجهزة الأمنية في القبض على الفاعلين بعد فرارهم، ولا التمكن من توقيفهم مباشرة بعد العملية أو بعد فرارهم من داخل باريس إلى المتحلق الخارجي، حيث أوقفوا سيارة ثانية فروا بها إلى ضاحية بانتان الواقعة شرق العاصمة. ومن هناك ضاعت آثارهم. وتنفذ وحدة نخبة في الشرطة الفرنسية مساء الاربعاء عملية واسعة النطاق في رانس بشمال شرق فرنسا لاعتقال مشتبه بهم في الاعتداء الذي استهدف صحيفة شارلي ايبدو، وفق ما افاد ضابط وكالة فرانس برس. ودعا الضابط الصحافيين الموجودين في المنطقة الى التزام "اكبر قدر من الحذر".

إبطال 4 عمليات
وسريعا جدا امتدت أصابع الاتهام نحو المجموعات المتطرفة خصوصا بعدما بيّن شريط الفيديو أن أحد المهاجمين صرخ قبل عملية الفرار «الله أكبر.. لقد انتقمنا للنبي»، في إشارة على ما يبدو إلى الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة التي نشرتها مجلة «شارلي إيبدو» نهاية عام 2011 والتي أساءت الى الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وللمسلمين.

وخلال الأسابيع الماضية، زادت تحذيرات المسؤولين الفرنسيين من احتمال وقوع أعمال إرهابية على الأراضي الفرنسية أو ضد المصالح الفرنسية في الخارج. وأعلن هولاند أمس من أمام مقر المجلة الساخرة أن الأجهزة الأمنية «أبطلت» أربع عمليات إرهابية كان مخططا لها على الأراضي الفرنسية، لكن من غير إعطاء أي تفاصيل، مكررا بذلك ما قاله وزير الداخلية قبل أسبوعين حول المسألة نفسها. وتتخوف الأوساط الأمنية الفرنسية من تداعيات انخراط فرنسا في أكثر من عملية لمحاربة الإرهاب.

يذكر أن فرنسا قامت بعملية عسكرية واسعة لضرب المنظمات المتطرفة في مالي عام 2013، وتدخلت عسكريا في أفريقيا الوسطى عام 2014، كما كانت أول من انضم إلى التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة الأميركية لمحاربة تنظيم داعش في العراق. أما الخوف الأكبر للمسؤولين الفرنسيين فيتمثل في عودة المواطنين الفرنسيين أو المقيمين على الأراضي الفرنسية من ميادين القتال في سوريا والعراق. وتقدر المصادر الأمنية عدد الذين لهم علاقة بمنظمات متشددة مثل «داعش» و«النصرة» وخلافهما بأكثر من ألف شخص عاد منهم إلى فرنسا ما يزيد على المائتين.
&
آخر تغريدة لـ«شارلي إبيدو» تسخر من البغدادي
سخرت آخر تغريدة لمجلة شارلي ايبدو على حسابها على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي صباح أمس من أبي بكر البغدادي زعيم «داعش». وتظهر التغريدة التي أرسلت قبل ساعات قليلة من الهجوم عبارة بالفرنسية: «أطيب التمنيات للحقيقة»، ومعها رسمة للبغدادي وهو يقف عند منبر وخلفه عبارة «البغدادي يرغب أيضا»، وهو يقول: «وخصوصًا الصحة». والقصد من التغريدة كان رسالة تحية سخرية للعام الجديد وتمنيات بالصحة لقرّاء الصحيفة.

من جهة أخرى، أفادت وكالة «رويترز» بأن مقاتلًا في تنظيم «داعش» أشاد بالهجوم. ونقلت عن مقاتل سوري يدعى أبو مصعب في صفوف «داعش» عبر رسائل إلكترونية: «هؤلاء هم أسودنا. هذا هو أول الغيث.. والقادم أسوأ»، مضيفًا أنه ورفاقه من المقاتلين ابتهجوا بالهجوم.

يذكر أنه لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن. وقال أبو مصعب إنه لا يعرف المسلحين الذين نفذوا الهجوم لكنه أضاف: «إنهم يمشون على خطى (البغدادي). وشيخنا (زعيم تنظيم القاعدة المقتول أسامة بن لادن)». وذكر حساب على «تويتر» يسمى «المرصد» وهو يؤيد «داعش»: «أسودنا يصولون في شوارعكم».

استهداف رموز وشخصيات منذ 45 عامًا
وأشار تقرير لصحيفة الشرق الأوسط إلى أن المجلة الأسبوعية «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة، رمز الصحافة المتمردة التي تمت تصفية إدارتها أمس خلال هجوم دامٍ، تعد هدفًا في السنوات الأخيرة لتهديدات وحريق إجرامي بعد نشرها رسوماً مسيئة للإسلام.

تأسست الصحيفة، بحسب التقرير، عام 1970 بهدف التعبير عن الرأي الساخر أحياناً المتهجم على المسؤولين والنجوم والأديان. وعلى الرغم من مواجهتها مصاعب مالية أدت إلى توقفها عن النشر لأكثر من مرة، فإن المجلة تعد من المنابر الصحافية الفرنسية التي تتحدى السلطات المسؤولة بين حين وآخر. ولكن اشتهرت المجلة في السنوات الأخيرة خارج المحيط الفرنسي عندما قررت في فبراير (شباط) 2006 أن تعيد نشر 12 رسمًا مسيئًا للإسلام كانت نشرتها صحيفة «ييلاندس بوستن» الدنماركية، وذلك تحت شعار حرية التعبير. وتلقت المجلة تهديدات حينها، بينما أثارت تلك الرسوم المسيئة مظاهرات حول العالم، وأصبحت «شارلي إيبدو»، مثل «ييلاندس بوستن»، منذ ذلك التاريخ هدفًا لتهديدات متكررة من مجموعات متطرفة.

وكانت الصحيفة الأم لـ«شارلي إيبدو»، «هارا كيري» التي أسسها الكاتب فرنسوا كافانا والفنان الساخر جورج بيرنيي الملقب «الأستاذ شورون»، صدمت الفرنسيين عام 1970 بصفحة أولى ساخرة حول وفاة شارل ديغول، مما أدى إلى حظرها موقتًا. وعادت الصحيفة للصدور تحت عنوان «شارلي إيبدو». واعتادت الصحيفة رفع القضايا ضدها واضطرت للتوقف عن الصدور بين عامي 1981 و1992.

يذكر أن المجلة مهددة بالإفلاس وتعاني عجزًا، وتبيع نحو 30 ألف نسخة، وأطلقت في الآونة الأخيرة نداء لجمع تبرعات حتى لا تضطر للتوقف عن الصدور. وقال ريشار مالكا، محامي الصحيفة، أمس، لـ«إذاعة فرنسا الدولية»: «هناك تهديدات دائمة منذ نشر الرسوم» المسيئة للإسلام، مضيفاً: «منذ 8 سنوات ونحن نعيش تحت التهديد، ورغم الحماية، فإنه لا يمكن القيام بشيء ضد همج مسلحين بكلاشنيكوف». وتابع: «إنها مجلة لا تفعل ببساطة سوى الدفاع عن حرية التعبير والحرية بكل بساطة وحريتنا جميعاً. ودفع صحافيون ورسامون بسطاء اليوم ثمنًا غاليًا لذلك».

وكان القضاء الفرنسي برأ في 2008 المجلة من تهمة «الإساءة للمسلمين»، معتبرًا أن الرسوم المثيرة للجدل استهدفت «بوضوح قسماً»، هم الإرهابيون و«ليس المسلمين جميعهم».

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 ورغم التهديدات، فإن المجلة أصرت على موقفها، وأصدرت عددًا خاصًا تحت عنوان «شريعة إيبدو» مع رسم أيضًا مسيء للإسلام في الصفحة الأولى. وبيع من العدد 400 ألف نسخة. ويوم نشر هذا العدد تعرض مقر المجلة لحريق مفتعل. وتحدثت الحكومة حينها عن «اعتداء»، وأشارت بأصابع الاتهام إلى «مسلمين متطرفين».

&ووضع منذ ذلك التاريخ مدير المجلة والرسام ستيفان شاربونييه، 48 عامًا، المكنى «شارب» والمهدد بالقتل، تحت الحماية الأمنية، ليقتل أمس بين الضحايا الـ12. كما تعرض موقع المجلة على الإنترنت لعمليات قرصنة عدة في السابق.
&