أعرب الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، عن سعادته لزيارته الأولى لدولة الإمارات العربية المتحدة والمشاركة في الدورة السنوية الثامنة من القمة العالمية لطاقة المستقبل ضمن "أسبوع أبوظبي للاستدامة"، التي انطلقت صباح اليوم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، والتي ألقى فيها الكلمة الرئيسية.

محمود العوضي وأحمد قنديل من أبوظبي: أعرب الرئيس السيسي فى كلمته عن شكره لحكومة دولة الإمارات وشركة "مصدر" للجهود المتميزة لاستضافة وتنظيم هذه القمة العالمية، وقال "إن هذه القمة تبرز دور الإمارات الرائد على المستوى العالمي في تعزيز مفاهيم الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة".

وأشار الرئيس المصري إلى العلاقات التاريخية والروابط الراسخة بين بلاده والإمارات.&
&
وقال "إن هذه العلاقات أرساها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان موجهًا له التحية، والتي دعمها الموقف التاريخي لدولة الإمارات، حكومة وشعبًا، في مساندة مطالب وتطلعات الشعب المصري التي خرج من أجلها في ثورتين مجيدتين في الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، واللتين مهدتا الطريق إلى بداية عهد جديد في تاريخ الدولة المصرية".
&
وقال "يجمعنا اليوم في هذا المحفل الدولي، والذي يعد تجمعًا هامًا لبحث التحديات التي تؤثر على قطاعات الطاقة والمياه والتنمية المستدامة، ويمثل فرصة هامة للحوار والنقاش بين مختلف الأطراف لتبادل الرؤى والخبرات وطرح الحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه العالم".
&
وأضاف: "فقد تضاعفت معدلات الاستهلاك العالمي للطاقة خلال&العقود الاربعة&الماضية مع توقعات بتضاعف الطلب العالمي بحلول عام 2050 إضافة إلى وجود ما يزيد من 1,3 مليار نسمة على مستوى العالم بدون مصدر للكهرباء نصفهم في أفريقيا، الأمر الذي يستدعي تضافر الجهود من أجل مواجهة هذه المشكلة التي تعوق مسيرة التقدم للدول الأفريقية الشقيقة".
&
ونوّه الرئيس السيسي إلى أنه "على الصعيد العربي، تمر منطقتنا بتحديات مختلفة لا تقتصر على موضوعات الطاقة، حيث تفاقم الإرهاب وصار يمثل ظاهرة عالمية تبث مخاطرها وتنشر الدعاوى المغلوطة لتكفير المجتمعات، تستهدف ترويع الآمنين والإخلال بالسلام الاجتماعي، وهو الأمر الذي يتطلب تحركاً واعيًا من المجتمع الدولي ومواجهة لا تقتصر على المواجهة الأمنية والعسكرية، ولكن تمتد لتشمل الأبعاد التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك الابعاد الثقافية".
&
وأضاف "يتضمن ذلك تجديداً للخطاب الديني وتنقيته من أي أفكار مغلوطة قد تسمح للبعض باتخاذ العنف وسيلة للتعبير عن الآراء أو فرض التوجهات، ولا يمكننا أن نغفل أهمية الارتقاء بجودة التعليم وربطه بسوق العمل لمكافحة البطالة والحيلولة دون انتشارها بين أوساط الشباب".
&
وأشار إلى أن "الأمر يتطلب جهدًا عربيًا مضاعفاً، فالتطورات التي تشهدها بعض الدول العربية لا يمكن النظر إلى بعضها بمعزل عن الآخر، فما يحدث في إحدى دول الجوار العربية يؤثر بلا شك على أشقائها العرب، وفي هذا الإطار أؤكد أن مصر تعتبر أن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر، وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي.. وأشيد بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية الشقيقة للحفاظ على أمنها القومي كما أدعو إلى استمرار هذه الجهود وتكثيفها للتصدي لأي محاولات تستهدف النيل من أمن دول الخليج العربي واستقرارها".
&
وقال السيسي: "اسمحوا لي أن أخرج عن سياق الكلمة.. خلال اليومين الماضيين وأثناء لقائي مع وسائل الإعلام في دولة الإمارات، سئلت عن الرسالة التي أرغب في توجيهها، فقلت: "رسالتي هي حافظوا على بلادكم، إحنا بنقتل أنفسنا... وندمر أنفسنا.. ونخرب بيوتنا.. نحن من نصنع ذلك، لذا فيجب أن نحافظ على بلادنا.. أكبر نسبة لاجئين موجودة في العالم هي منا.. وأكبر مساعدات تقدم للاجئين تقدم لنا نحن، حافظوا على بلدكم.. هو تغيير ولا تدمير.. ربنا يحفظ بلادنا جميعا".
&
واشار إلى أنه "على المستوى الوطني وفي إطار السياسات التنموية التي تنتهجها مصر، يعد توافر الطاقة وإدارة الطلب عليها من الأولويات الرئيسية على أجندة التنمية المصرية، نسعى لتحقيقها من خلال إصلاح الدعم وتنويع مصادر الطاقة، وتبني خطط لترشيد وتحسين كفاءتها والتغلب على التحديات الناتجة عن الفجوة بين احتياجات الطاقة والمتاح منها".
&
وتابع: "تعمل مصر على تطوير استراتيجية وطنية للطاقة تفي باحتياجات السوق المحلية وتحقيق معدلات النمو المستهدفة للاقتصاد القومي، وتؤمن إمدادات الطاقة وتحافظ على معايير البيئة والتنمية المستدامة، تلك الاستراتيجية تقوم على عدة محاور تشمل تنويع مصادر الطاقة التقليدية المستخدمة في محطات توليد الكهرباء من خلال وضع مزيج متوازن يحقق الاستخدام المستدام والأمثل للموارد المتاحة، بحيث يشمل الاستخدام النظيف للفحم ومصادر الطاقة النووية إلى جانب الغاز الطبيعي والبترول، مع العمل على تحسين كفاءة الطاقة وتطوير حقول البترول والغاز الطبيعي".