عبّرت القيادة العراقية ممثلة بالرئيس معصوم ورئيس الحكومة العبادي عن أحر تعازيها لرحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ومتمنية استمرار العز للمملكة وشعبها وتطلعها الى المزيد من التقدم.. فيما توجه الى الرياض رئيس البرلمان سليم الجبوري للمشاركة في تشييع الراحل الكبير مؤكدًا أنّ الأمة لن تنسى دوره في نبذ الفرقة ومواجهة التطرف.


لندن: قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم في رسالة تعزية الى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: "نتقدم إليكم ومن خلال جلالتكم للعائلة الكريمة ولشعب المملكة العربية السعودية الشقيق بأحر مشاعر المواساة برحيل خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود.

وإذ نتضرع إلى البارئ عز وجلّ أن يلهمكم الصبر والسلوان وأن يسبغ على المغفور له بإذن الله واسع رحمته ويجعل مثواه الجنة، فإننا نبتهل إليه تعالى ليحفظكم ويديم عز المملكة العربية السعودية وشعبها وتطلعه إلى مزيد من التقدم.. دوام الذكر الطيب لجلالة الملك الراحل .. ولا حول ولا قوة إلا بالله".

وتوجه معصوم الى الرياض للتعزية بوفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

ومن جهته، بعث رئيس الوزراء حيدر العبادي الجمعة برقية تعزية الى المملكة العربية السعودية برحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقال التلفزيون الرسمي في خبر عاجل إن "رئيس الوزراء حيدر العبادي ارسل، اليوم، برقية تعزية الى السعودية بمناسبة وفاة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز".

كما عزى نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي بوفاة الملك عبد الله .. وقال في رسالة تعزية الى القيادة السعودية إنه "تلقى بالحزن والأسى نبأ وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود تغمده الله برحمته الواسعة وفي الوقت الذي يشيد فيه بالخدمات الجليلة التي قدمها المغفور له للأمتين العربية والاسلامية يبارك لخادم الحرمين سلمان بن عبد العزيز بيعته ملكًا للمملكة العربية السعودية ، وصاحب السمو الأمير مقرن بن عبد العزيز وليًا للعهد".

وتوجه النجيفي الى الرياض للتعزية برحيل الملك عبد الله والتهنئة بتولي الملك سلمان عرش المملكة.

رئيس البرلمان يمثل العراق في تشييع الملك عبد الله

وقد توجه الى الرياض رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري على رأس وفد يضم ممثلين عن كتله السياسية للمشاركة في مراسيم تشييع العاهل السعودي الراحل وتقديم العزاء نيابة عن الشعب والقيادة العراقية لرحيله. واكد الجبوري أن "الأمة لن تنسى مواقف خادم الحرمين في نبذ الفرقة ومواجهة التطرف ودوره الإنساني في العديد من القضايا والملفات في الشأنين العربي والدولي، إذ أنه عمل جاهدًا على وحدة الكلمة". وقال انه يتوجه إلى الرياض على رأس وفد برلماني رفيع للمشاركة في مراسم تشييع الراحل الكبير.

علاوي: العالم خسر واحدًا من أبرز قادته

ومن جهته وجه نائب الرئيس العراقي أياد علاوي رسالة تعزية الى الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود ملك المملكة العربية السعودية قال فيها "تلقينا بحزن بالغ نبأ وفاة جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته وبرحيل جلالته خسر العالم واحدا من ابرز قادته الذين تكللت مسيرتهم بالحكمة والشجاعة، كما فقدت الامتين العربية واﻷسلامية علما من اعلامها الذين تصدروا الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين".

واضاف علاوي مخاطبا الملك سلمان قائلا "نعزي جلالتكم وأسرة ال سعود الكريمة والشعب السعودي الشقيق بهذا المصاب الجلل متذكرين للفقيد العزيز مآثره التاريخية النبيلة سائلين الله له الرضوان والمغفرة، ولجلالتكم التوفيق في قيادتكم شعبكم الشقيق نحو الرفعة والكرامة".

ويأتي رحيل الملك عبد الله في وقت تشهد فيه العلاقات العراقية السعودية انفتاحًا ملحوظًا، حيث اتفق البلدان مؤخراً على اعادة فتح السفارة السعودية في بغداد، وذلك عقب لقاءات مشتركة بين وزيري خارجيتي البلدين العراقي ابراهيم الجعفري ونظيره السعودي الامير سعود الفيصل في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والذي بموجبه اتخذت الحكومة السعودية قرارها بفتح السفارة واعادة العلاقات بين البلدين.

وتناولت المباحثات ايضًا تحديد مكان السفارة السعودية في بغداد وكيفية توفير الحماية لها، اضافة الى التنسيق مع وزارة الخارجية العراقية لوضع الترتيبات اللازمة لاختيار وتجهيز المباني المناسبة للبعثتين تمهيدًا لمباشرتهما العمل في العراق في أقرب فرصة ممكنة.

ومن جهته، اعتبر المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي سعد الحديثي إعادة فتح سفارة السعودية في العراق دفعة قوية تعطي زخماً كبيراً للعلاقة بين البلدين وتؤسس لتوطيد أواصر الثقة المتبادلة وتعزز آلية التنسيق المشترك بينهما.

وقال الحديثي في تصريح صحافي تعقيباً على زيارة الوفد السعودي لبغداد من اجل اعداد ترتيبات فتح السفارة "إن الحكومة العراقية تتطلع بصدق وثقة نحو انفتاح كبير في العلاقات الإقليمية وبالذات مع دول إستراتيجية مثل المملكة العربية السعودية ودول أخرى". وقال إن وجود سفارة للمملكة في بغداد سيكون حلقة وصل بين الجانبين السعودي والعراقي وبوابة لمزيد من التعاون والتنسيق بين البلدين.

ومن جهتها، اشارت وسائل إعلام رسمية سعودية الى ان تحسن العلاقات بين السعودية والعراق سيؤدي إلى تعزيز تحالف إقليمي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي يسيطر على أراضٍ في العراق وسوريا.
&
وأغلقت السعودية سفارتها في بغداد عام 1990 عقب الغزو العراقي للكويت وكثيراً ما اتهمت الرياض العراق بالتقارب الشديد مع إيران المنافس الأساسي لها في المنطقة وبتشجيع التمييز الطائفي ضد السنة، وهي اتهامات تنفيها بغداد.

وقال عبد الله العسكر، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى السعودي، إن تحرك الرياض سيساعد على عودة العراق إلى الأمة العربية "بعد غياب منذ إسقاط نظام صدام حسين وتغلغل النظام الإيراني في مفاصل الدولة العراقية".

وعاشت العلاقات العراقية السعودية حالة من الفتور والتأزم منذ تولي رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي رئاسة الوزراء في عام 2006 إذ اتهمت السعودية في أكثر من مناسبة الحكومة العراقية ورئيسها بممارسة نهج طائفي في السلطة، فيما ظل المالكي وبعض القيادات الشيعية المنتمية للتحالف الوطني تتهم الرياض بالوقوف وراء أعمال العنف في العراق، وأكدت أن وجود مسلحين سعوديين في العراق يدل على هذا الأمر، فيما اتجهت تلك العلاقات إلى الانفراج بعد وصول رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى السلطة الذي أكد في أكثر من مناسبة على سعيه لإعادة جسور التواصل مرة أخرى مع جميع دول العالم لاسيما المجاورة، حيث زار وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري السعودية قبل زيارة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم اليها الشهر الماضي.