عرف التاريخ قادة وزعماء تولّوا مقاليد السلطة في سن مبكرة، وبعضهم نودي بهم ملوكاً وحكاماً وهم في مرحلة الطفولة. ويزخر الحاضر بشخصيات قيادية فتية تتولى مناصب رفيعة، تتحدث "إيلاف" عن أبرزها ضمن هذا الملف.

ليس هناك من خيار أو حل دائم لأية أزمة أمام "الوريث العظيم" إلا بالإعدام. فهذا الوريث هو أصغر رئيس في العالم، لا يتجاوز عمره 32 عامًا، وهو أيضًا لا يملك من الثقافة العامة سوى ثقافة القتل والإرهاب المحليّ والعالمي.

نصر المجالي: ورث كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، وُرِّث الرئاسة من جده ووالده وهو شخصيًا لا يتمتع بأي ميزة أو شيء حقيقي. فجميع مؤهلاته وعبقريته مكتوبة فقط على الورق. ففي كوريا الشمالية التي يتزعمها هذا "العبقري" الجاهل، لا معنى أو معالم أو حديث عن الحريات، وحقوق الإنسان كأن لم تخلق بعد.

لا يُعرف تاريخ الولادة الحقيقي لكيم جونغ أون، الزعيم الكوري الشمالي وابن الزعيم الراحل كم جونغ إيل، وحفيد الزعيم الراحل كيم أيل سونغ. قيل أنه ولد عام 1983، وقيل أنه ولد في السنة التي بعدها. منذ أواخر عام 2010، كان يُنظر إلى جونغ أون على أنه الوريث المفترض لزعامة الأمة، وهو الآن الزعيم الحالي لدولة كوريا الشمالية.

شباب يحكمون

&

وقيل إنه درس علوم الحاسب الآلي في كوريا سرًا، ودرس بمدرسة بيرني الدولية في سويسرا حتى عام 1998 تحت اسم مستعار، وأكد زملاؤه السابقون أنه حضر إلى نفس المدرسة.

كان من المتوقع أن يصبح كيم جونغ أون زعيمًا للبلاد بعد والده، بعد أن كان أخوه الأكبر غير الشقيق كين جونغ نام هو صاحب الحظ الأوفر في الزعامة، لكن سرعان ما تراجع حظ أخيه بعد أن أُعتُقِل في اليابان في 2001 بتهمة حمل جوازات سفر مزورة.

تاريخ الولادة الحقيقي لكيم جونغ أون غير معروف

&

رواية فوجيموتو

يقول كينجي فوجيموتو، الطباخ الشخصي السابق للرئيس الراحل كيم جونغ إيل، إن كيم جونغ أون كان مفضلًا عند أبيه أكثر من أخيه الأكبر كيم جونغ تشول، الذي كان يميل إلى الأنوثة أكثر من اللازم، بينما جونغ أون "مثل والده تمامًا".

يروي فوجيموتو حادثة حصلت عندما كان جونغ أون في سن 18، سأل نفسه بشأن حياته المترفة قائلًا: "نحنا هنا .. نلعب كرة السلة.. ونركب الخيول .. ونركب الزلاجات النفاثة البحرية.. ونستمتع سويًا.. ولكن ماذا عن حياة الأشخاص العاديين؟".

يتندر متابعو أخبار كوريا بتسع نوادر في عهد زعيمها (العظيم الحفيد): قصه شعر كيم جونغ ملزمة لكل الطلاب في كوريا الشمالية؛ يعشق كيم جونغ كرة السلة ويعتبر لاعب السلة الأميركي دينيس رودمان صديقاً له، ونظم رودمان مباراة كرة سلة في كوريا الشماليه احتفالًا بعيد ميلاد جونغ رغم سوء العلاقات بين أميركا بلد ردومان وبين كوريا الشمالية؛ الاجازة الرسمية في كوريا الشمالية هي عيد ميلاد كيم جونغ أون؛ نحت لافتة طولها اكثر من 150 مترًا كتب عليها اسمه: "كيم جونغ اون انت الزعيم"؛ قرر ان من يقبض عليه متلبسًا بجريمة الاستماع إلى اذاعة كوريا الجنوبية فعقوبته الاعدام؛ قام بتعذيب وسجن نائب وزير الدفاع كيم تشول بسبب انه يشعر انه ليس حزينًا على ولده الرئيس الراحل؛ لا انترنت في كوريا الشمالية لانه تهديد للامن القومي للبلاد.

تقارير تقول إن الزعيم الكوري الشمالي أعدم في 2015 ما لا يقل عن 15 مسؤولا

&

الإعدامات

ذكرت تقارير كورية جنوبية أن الزعيم الكوري الشمالي أعدم في العام 2015 ما لا يقل عن 15 مسؤولاً لأسباب مختلفة، بينها الشك في الولاء. أعدم مهندس أحد المطارات حيث لم يعجب بتصميمه، ووزير دفاعه هيون يونغ شول.

وأعدم كيم جونغ أون زوج عمته جانغ سونغ تيك في عام 2013 بتهمة الخيانة، وبطريقة وحشية مع خمسة آخرين، حيث تم تجريدهم من ملابسهم والزجّ بهم في قفصٍ كبير أمام 120 كلبًا برّيًا تم تجويعهم لمدة ثلاثة أيام.

المُشين في الأمر أن الزعيم الأوحد ظلّ يراقب عملية الإعدام تلك برفقة 300 آخرين، كتحذير لهم. وأَعدم وزير دفاعه هون يونغ تشول بتهمة مخالفة الزعيم والخيانة والنُّعاس أثناء عرضٍ عسكري. وتم تنفيذ الحكم فيه بواسطة مدفع رشاش مضاد للطائرات في ساحة كلية عسكرية أمام مئات المتفرجين.

كما أَعدم وزير الأمن العام أو سانغ هون بقاذفة لهب لأنه عدو للشعب يريد تحويل الوزارة إلى مؤسسة خاصة لحمايته، وأخفى معلومات عن فساد، واختلاسات بالإضافة إلى أنه كان يتمتع بصلة مقربة من زوج عمته جانغ سونغ تيك.

وتقول تقارير إن عدد الذين أعدمهم كيم جونغ أون منذ توليه منصبه حتى الآن هو 70 مسؤولًا ووزيرًا ورجالًا مُقرّبين منه ومن عائلته، والرقم مُرشح للزيادة بكل تأكيد. وبحسب تقاليد كوريا الشمالية، يتم القضاء على كامل أسرة الرجل الذي تم إعدامه. وأعربت وسائل الاعلام في وقت سابق عن دهشتها من نجاة زوجة كيم جونغ اينوم، جانغ سونغ تايك كيم كيونج هوي.

وهكذا أصبح من المعروف أن العقوبة يتعرض لها فقط أقارب الدم، حيث تم القضاء على عائلة العم بأكملها، بمن فيهم الأطفال الرضع. وتم القضاء على أسرة عم زعيم كوريا الشمالية، الذي أعدم سابقًا، بناء على أوامر من كيم جونغ أون.

في عهده

وفي عهد هذا الزعيم، تبنت كوريا الشمالية توقيتًا زمنيًا خاصًا بها، وبلغ ثمن الهروب من البلاد إلى نحو 8 آلاف دولار، وهو مبلغ هائل من المستحيل أن يملكه مواطن كوري شمالي عادي.

تفوق نفقات الزعيم الكوري الشمالي على شراء الكحول متوسط الدخل السنوي للمواطن بـ800 مرة. وتسمح بيونغ يانغ بـ28 تسريحة شعر فقط، منها 14 للنساء. وتميز القوانين بين المتزوجات والعازبات، إذ يفرض على المتزوجات إبقاء شعرهن قصيرًا، فيما يسمح للعازبات التمتع بشعر طويل وتمويجه متى رغبن في ذلك. وبالنسبة إلى الرجال، فمحظور عليهم تطويل شعرهم أكثر من خمسة سنتيمترات، بينما يستطيع كبار السن منهم تطويله حتى سبعة سنتيمترات.