أصيب المجتمع المصري بصدمة بعد قيام "داعش" بحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيًا. وفيما دعا المصريون إلى ضرورة القضاء على التنظيم، قال الأزهر إن ما يرتكبه "الداوعش" بعيد عن الإسلام داعيًا إلى تطبيق شرع الله فيهم، وهو "الصلب وتقطيع الأيدي والأرجل".

القاهرة: أثارت مشاهد حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، غضب المصريين، واستحوذت الواقعة على اهتماماتهم ودعوا إلى ضرورة تكاتف جميع الدول في سبيل القضاء على التنظيمات الإرهابية في المنطقة.

لا تغدروا ولا تقتلوا!

ووصف الأزهر الشريف وعلماؤه أفعال التنظيم الإرهابي بـ "الإجرامية"، وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب، إن الإسلام حرم قتل النفس، وأوضح أن "الإسلام حرم قتل النفس البشرية البريئة، حيث قال تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ".

وأضاف الإمام الأكبر في بيان له: "النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن هؤلاء حيث قال: (الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه)، وحرَّم كذلك التمثيل بالنفس البشرية بالحرق أو بأي شكل من أشكال التعدي عليها حتى في الحرب مع العدو المعتدي"، مشيراً إلى أنه "ليس أدل على ذلك من وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمير الجيش: "اغْزُوا وَلا تَغْدُرُوا وَلا تَغْلُوا وَلا تُمَثِّلُوا وَلا تَقْتُلُوا.." فهذا عمل خبيث تبرأ منه كل الأديان".

تطبيق شرع الله

ووصف شيخ الأزهر، إحراق الكساسبة بـ "العمل الإرهابي الخسيس"، مشيراً إلى أن هذا العمل "يستوجب العقوبة التي أوردها القرآن الكريم لهؤلاء البغاة المفسدين في الأرض الذين يحاربون الله ورسوله، أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف".

ودعا شيخ الأزهر "المجمتع الدولي إلى التصدي لهذا التنظيم الإرهابي الذي يرتكب هذه الأعمال الوحشية البربرية التي لا ترضي الله ولا رسوله". وتقدَّم الإمام الأكبر بتعازيه للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

لا ينتمون إلى الإسلام

من جانبه، قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، محيي الدين عفيفي، إن الدين الإسلامي يرفض هذه الأفعال جملة وتفصيلاً، وأضاف في تصريح له: "نحن أمام تنظيم مجرم، وهؤلاء حكموا على أنفسهم بالكفر من خلال الأعمال الإجرامية التي يفعلونها، ولا يمتون إلى الإسلام بصلة ونُزعت من قلوبهم الرحمة".

ولفت إلى أن "هذه الجماعات الإرهابية ليس لهم جزاء إلا القتل، مستدلاً على ذلك بقوله الله تعالى "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم".

حرمة الدماء

ووفقاً لرئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الأسبق، محمد الشحات الجندي،& فإن الإسلام يحرم سفك الدماء أو القتل بأية طريقة، وأوضح لـ "إيلاف" أن الله يقول عن حرمة الدماء:& "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا".

وأضاف أن الله يقول في القرآن أيضاً: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا".

ولفت إلى أفعال وجرائم التنظيمات الإرهابية، ولاسيما داعش، مجرمة بأمر الله، ولهم عذاب عظيم في الآخرة، وقال إن الله قال "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا". وقال أيضاً: "أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا".

"جريمة شنعاء"

واتفق& نائب رئيس الدعوة السلفية، ياسر برهامي، في رد الفعل نفسه حول حرق الطيار الأردني، ووصفها بأنها "جريمة شنعاء". وأوضح برهامي أن ما حصل جريمة "لم تراعِ حرمة المسلم ولا حرمة التعذيب بالنار، فهي جرائم متعددة بعضها فوق بعض، حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "لا يعذب بالنار إلا رب النار".. كما صح عن النبي الكريم أنه "نهى عن المثلة فى الكفار"، وهذا في الكفار الحربيين، فكيف بالمسلمين؟".

وأضاف: "نستنكر هذا الحادث الشنيع أشد الاستنكار، ونسأل الله تعالى أن يكف شر هؤلاء عن الإسلام والمسلمين بل وعن العالم كله"، معتبرًا أن جرائم "داعش" تمثل إساءة للإسلام، وقال: "أرى تشويه صورة الإسلام أمرًا متعمدًا وليس تطبيقًا لفتوى شيخ الإسلام ابن تيمية، بل شيخ الإسلام بريء من هذا".