اعترفت ملكة الدانمارك مارغريت الثانية باعتناقها اللوثرية ومحبتها التطريز، وبأنها ليست صاحبة مهنة، في مقابلة مع شبيغل الألمانية.

إيلاف من لندن: تقوم ملكة الدانمارك مارغريت الثانية في أكتوبر بزيارة إلى ألمانيا لإعادة افتتاح كنيسة تاريخية في مدينة فيتنبرغ في شرق ألمانيا، وتقديم غطاء منسوج إلى محراب الكنيسة طرّزته بنفسها. وقالت الملكة مارغريت إن هذا يعتبر من واجباتها، وكانت سعيدة بأدائه.&

أضافت: "أنا أُحب التطريز، وسُئلت قبل نحو عامين إذا كان في مقدوري أن أتخيل أنني أطرّز غطاءً للمحراب، فزرت مدينة فيتنبرغ، وتحدثت مع الأهالي هناك، ثم وافقت. وكان ذلك تحديًا مثيرًا".&

تابعت ملكة الدانمارك قائلة إنها رسمت تصميمًا مع وردة لوثرية في الوسط، "وكانت تلك مهمة مؤثرة جدًا، لأن الإصلاح الديني اللوثري كان بالغ الأهمية للدانمارك".&

بالغ الأثر
اعترفت مارغريت الثانية بأن تطريز غطاء المحراب استغرق أكثر من عام بسبب ارتباطاتها الأخرى. وقالت إنها كانت تشتغل عليه بعد الظهر وفي المساء على الغالب، "لكن التطريز نشاط مريح جدًا للأعصاب، ينظف الذهن، وأنا الآن متشوقة لأرى إن كان سيعجب الناس". &

وعن الدور الذي أدّاه مارتن لوثر في تاريخ الدانمارك، قالت الملكة مارغريت الثانية إنه وإصلاحه الديني كانا مهمين أهمية بالغة للدنمارك، "ونحن الدانماركيين ما زلنا لوثريين حتى اليوم، ونتحدث عنه كثيرًا في المدارس، ونشعر بأنفسنا قريبين جدًا منه".
&&
وعادت ملكة الدانمارك قرونًا إلى الوراء قائلة: "زار الكثير من اللاهوتيين الدانماركيين الشباب فيتنبرغ في عام 1517، واستمعوا إلى أطروحات لوثر في عام 1536، ونقلوا الإصلاح الديني إلى بلدنا. ولهذا السبب، اصبح الدانماركيون، خلافًا للعديد من بلدان اوروبا الشرقية والوسطى، لوثريين وليسوا كالفينيين. فإن لوثر مارس تأثيرًا قويًا في الدانمارك. وفجأة اخذ اللاهوتيون الدانماركيون يلقون مواعظهم باللغة الدانماركية، ويترجمون الكتاب المقدس إلى الدانماركية".&

على دين ملوكهم
في مقابلة مع "شبيغل" الالمانية، أوضحت مارغريت الثانية اختلاف مصائر الكنيسة في بلدها الدانمارك وفي ألمانيا، قائلة إن الاختلاف الكبير بين البلدين يكمن في كثرة الإمارات وقتذاك على التراب الألماني، "حيث كان الحكام يقيمون ديانة إماراتهم، وأسفر هذا عن رقعة متعددة المذاهب، في حين أن مذهب الملك في الدانمارك أصبح دين البلد، وما زالنا راضين به حتى اليوم".&

وصف ملك النروج بلده أخيرًا بالقول: "إن النروجيين فتيات يحببن فتيات، وفتيان يحبون فتيانًا، وفتيات وفتيان يحبون بعضهم البعض، وهم يؤمنون بالرب أو بالله أو الكون أو لا يؤمنون بشيء".&

وعمّا إذا كانت الدانمارك تسير في طريق مماثل لطريق النروج، قالت الملكة مارغريت الثانية إنها لا تعتقد أن الدانمارك بلد متعدد الثقافات، لكن الذين يعيشون فيه من أصول وأديان وثقافات مغايرة أكثر الآن من قبل 30 عامًا. وهذا يصحّ على الدين أيضًا.&

أضافت: "بموجب الدستور، أنا ملتزمة المذهب اللوثري، لكن هذا لا يستبعد ذوي المذاهب الأخرى، بل على العكس، فأنا أعتقد أن حقيقة كوني متدينة تقربني من كل ذي مذهب مختلف. كما أُمثل جميع المواطنين في الدولة الدانماركية".&

خليط من الكيانات&
تطرقت مارغريت الثانية، التي تُوّجت ملكة الدانمارك قبل 44 عامًا، إلى التحديات التي تواجه الاتحاد الأوروبي اليوم، قائلة إن كثيرين ينسون "أن أوروبا خليط من كيانات وبلدان مختلفة، لكن من لا يحب كيانه ولا يعرف جذوره ولم يعد قادرًا على الارتباط بها سيواجه مشاكل مع أجزاء أوروبا الأخرى. فالشجرة التي لا جذور لها تسقط، في حين أن الشجرة ذات الجذور تصبح في النهاية جزءًا من غابة. وأعتقد أن كثيرين نسوا جذورهم، وهذه واحدة من أفضليات البلدان المَلَكية، فالعاهل يمنح هوية عبر الأجيال، وهو جزء من تلك الجذور ومن بلده الأصلي".

قالت مارغريت الثانية: "نحن الملوك لا شك ثوابت في عالم متغير باستمرار، لأننا دائمًا موجودون، ولكن أيضًا لأننا لا نتدخل في الشؤون السياسية اليومية، وهنا يكمن موقعنا الفريد. فلا أحد من نظرائي في أوروبا يتدخل في السياسة".&

وتحدثت ملكة الدانمارك عمّا تفعله حين تريد أن تتخذ موقفًا من قضية معينة، قائلة إنها تعبّر عن وجهة نظرها في خطاب العرش بمناسبة رأس السنة الجديدة، الذي تعده مع مكتب رئيس الوزراء. وأكدت أن هذا الخطاب ليس حدثًا عابرًا أو إعلانًا عن قضايا هامشية، بل خطاب قيم ومواقف وهناك حقًا طرائق تقول الملكة ما تعتقده من خلالها.&

لست صاحبة مهنة
علقت مارغريت الثانية على المفارقة المتمثلة في المصاعب التي تلاقيها المرأة حين تتبوأ مواقع قيادية في العالم من جهة، واعتلاء نساء عروشًا في أوروبا منذ سنوات طويلة، مثل الملكة إليزابيث، التي تجلس على العرش منذ عام 1952، وملكة الدانمارك التي توّجت في عام 1972.&

قالت في هذا الشأن إن ملكات أوروبا "لم يكافحن من أجل اعتلاء العرش، بل هي قضية بيولوجية، إذ كان والدي بلا أبناء، فصرتُ أنا ملكة، وكل ما كان عليّ أن أفعله هو أداء الدور. فأنا لست صاحبة مهنة، وما كنتُ لأصبح صاحبة مهنة في الحياة الاعتيادية، لأني لستُ طموحة بما فيه الكفاية".&

وقالت ملكة الدانمارك إن اعتلاء العرش أسهل على المرأة التي ترثه من ملك كما في حالتها. وقالت إنها أدركت من البداية أن أشياء كثيرة ستكون مختلفة، وأن هذا ساعدها. وأعربت عن الأمل في أن يساعد ابنها ولي العهد فريدريك، الذي سيصبح ملكًا ذات يوم. &وأكدت الملكة مارغريت أنها لا تعتزم التنازل عن العرش لابنها، قائلة "إنه سيصبح ملكًا حين لم أعد موجودة".&

ولي العهد الأمير فريدريك وزوجته ماري

في الختام، تحدثت ملكة الدانمارك عن بلاطها وقصورها وقلاعها وأبهة الملوك، قائلة: "نحاول ألا نغالي في البذخ، وألا نتسبب بتكاليف باهظة، لكن إدارة هذه البيوت القديمة تأتي بثمن".&

أعدت "إيلاف" هذه المادة نقلًا عن شبيغل الالمانية على الرابط أدناه
http://www.spiegel.de/international/europe/queen-margrethe-of-denmark-we-are-constants-in-the-world-a-1114542.html&
&