واصلت السلطات الجزائرية مطاردتها لجماعة "الأحمدية" الدينية، حيث اعتقلت عشرين شخصًا منهم في أحدث عملية أمنية شرق البلاد.

إيلاف من الجزائر: باشرت مصالح التحقيق المختصة في الجزائر الاستماع إلى 20 شخصًا من الطائفة الأحمدية تم توقيفهم بحجة إقامة الشعائر الدينية في مكان غير مرخص والولاء إلى الخارج.

وأوقف العشرون بمدينة صالح بوشعور بولاية سكيكدة شرق البلد، حينما كانوا يؤدون صلاة الجمعة في "فيلا" بوسط المدينة.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن التحقيقات أفضت إلى توقيف 4 آخرين متهمين في هذه القضية.

ولا يعد هذا التوقيف الأول من نوعه في الجزائر، فقد وضعت عناصر &عناصر الدرك الوطني شهر يونيو الماضي بولاية البليدة القريبة من العاصمة الجزائر حدا لنشاط شبكة تنتمي للطائفة الأحمدية، وتم خلالها توقيف 9 أشخاص وجهت لهم تهم المساس بالأمن والسلم الاجتماعي.

وأفضت تحقيقات الجهات المختصة &التي شملت 3 ولايات إلى تحديد مقر الطائفة الأحمدية بمنطقة الأربعاء بولاية البليدة.

وبحسب الموقوفين، فإنهم كانوا يعتزمون فتح مركز دعوي جماعتهم التي ينتمي إليها حوالي ألف شخص في الجزائر، على حد قولهم.

تواطؤ خارجي

وأعلن وزير الشؤون الدينية محمد عيسى أن وزارته "سجلت نفسها طرفا مدنيا" في قضية توقيف مريدي "الطائفة الأحمدية".

ووصف الوزير الموقوفين بـ"الجماعة المنحرفة"، وأرجع تأسس الوزارة كطرف مدني هدفه "الحد من هذه النشاطات المخالفة للمرجعية الوطنية الإسلامية وذلك بغرض القضاء على الإنحراف في بدايته".&

وقال عيسى "إن الموقوفين لم يوقفوا بسبب أنهم يعتقدون عقيدة فاسدة فنحن لا نقيم محاكم تفتيش ، لكن عيب في 2016 أن يفكر بعض الجزائريين أن لهم الحق أن يقيموا جمعة خارج المنظومة النظامية وخارج المنظومة الوطنية وخارج منظومة المرجعية الدينية الوطنية، وإذا كان يسمح بذلك فمن باب أولى ان نسمح للشذّاذ ولأصحاب الأفكار المتطرفة أن ينظموا أنفسهم في تجمعات كهذه".

وأضاف: "نحن في الوزارة سنقف طرفا مدنيا ضد أي صلاة جمعة لا تقام باسم ولي أمر المسلمين ولا تقام باسم الجزائر، وهذه جمعة لم تقم باسم الجزائر ولكن أقيمت باسم ولاءات خارج الوطن وتخدم أجندات خارج الوطن".

ولم يتفاجأ عدة فلاحي المستشار الإعلامي السابق لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف بوجود هذه الطوائف في الجزائر، وقال لـ"إيلاف" إن كل دولة تريد أن تكون لها موطئ قدم في الجزائر،كما لم تصبح اليوم بفعل العولمة حواجز أم مختلف الطوائف والنعل.

تحويلات مالية

ويوجه الموقوفون تهم إقامة صلاة الجمعة في مكان غير مصرح به ، وتنظيم شعيرة دينية دون ترخيص، والمساس بوحدة المرجعية الدينية الوطنية، وجمع أموال وتحويلها بطريقة مخالفة للتشريعات.

وتبين مما تسرب من عملية التحقيق وجود تحويل للأموال بين الجزائر ولندن قام بها الموقوفون، كما تلقوا أموالا تأتيهم من بنك في مدينة الضباب.

ويعلن الأحمديون الولاء لميرزا مسرور أحمد المقيم في لندن، والذي له مريدون عبر عدة دول.

ولا يستبعد عدة فلاحي أن تكون للوبي البريطاني يد في ظهور الطائفة الأحمدية بالجزائر لكي يكون لها موطئ قدم في البلاد، بالنظر إلى أن هذه الطائفة تنتشر بكثرة في الدول التابعة لبريطانيا.

تقصير

وحمل فلاحي وزارة الشؤون والأوقاف مسؤولية ظهور طوائف دخيلة على المجتمع الجزائري بين الفينة والأخرى، رغم عدم نفيه تآمر مخططات سياسية أجنبية على الجزائر.

وبحسب فلاحي، فإن الوزارة مقصرة في عملها الميداني ولا تتحرك إلا بعد "وقوع الفأس على الرأس".

وانتقد فلاحي في حديثة مع "ايلاف" "سبات" النخب الجزائرية الدينية والثقافية من هذا النشاط الطائفي، لأنها غائبة عن التفاعل مع ما يحدث في الميدان وضد ما يحاك ضد البلاد.

ودعا فلاحي الأئمة إلى العمل على التحذير من هذه الطوائف، واعتبر أن التنبيه إلى خطورة إتباع "الطائفة الاحمدية" من الواجب.

وشدد فلاحي على ان تفعل الوزارة مراكزها الثقافية عبر الولايات التي صار عملها معطلا، إضافة إلى تنشيط وتحيين الموقع الالكتروني للوزارة والتكثيف من حملاتها التوعوية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتكوين المتواصل للأئمة &لتصدي لمثل هذه الحملات التي تستهدف الجزائر.

وشدد فلاحي على تطبيق قانون الشعائر الدينية على كل من يريد استهداف المرجعية الدينية الجزائرية، وعدم المبالاة بالتقارير الدولية للمنظمات الحقوقية التي تنتقد في بعض المرات تعامل السلطات مع الحرية الدينية وتدعي التضييق عليها.
&