إيلاف من لندن:&عبرت غالبية من قراء إيلاف&شاركوا في استفتائها الاسبوعي أن تحرير مدينة الموصل العراقية سيكون مقدمة الى تقسيمها لمحافظات على اساس قومي وديني بينما قالت مجموعة أقل عددًا انه سيرسخ وحدة العراق لكن أقلية أشارت إلى امكانية ان يفجر نزاعًا عربيًا كرديًا مسلحًا.

وقد شارك 1456 قارئا في استفتاء إيلاف الاسبوعي الذي طرح سؤالا حول ما اذا كان تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش الذي يسيطرعليها منذ يونيو عام 2014 سيؤدي الى ترسيخ وحدة العراق .. او يكون مقدمة لتقسيمها الى محافظات على اساس قومي وديني .. ام سيقود الى تفجر نزاح مسلح عربي كردي.

غالبية ترى إمكانية تقسيم المحافظة

وقد رأت غالبية من هؤلاء القراء ان تحرير الموصل عاصمة محافظة نينوى سيؤدي الى تقسيمها الى محافظات على اساس ديني وقومي من المجموع الكلي للمستفتين حيث بلغ عددهم 681 قارئا شكلوا نسبة 47 بالمائة من مجموع المستفتين البالغ عددهم 1456 قارئا.

ومن المؤكد ان رأي القراء هذا جاء اثر تصريحات اطلقها سياسيون من المحافظة وخارجها حيث يطمح محافظ نينوى السابق اثيل النجيفي الى تقسيم الموصل الى ثلاث محافظات لتكون نواة لاقليم نينوى بينما تطمح سلطات اقليم كردستان الى انشاء محافظة سنجار وضمها الى الاقليم والضغط على المسيحيين الذين يقطنون سهل نينوى باغراءات سياسية ومكاسب مادية للانضمام الى الاقليم ايضا.

وقد جاء الاستفتاء في خضم خطط واتصالات تهدف الى تقسيم مدن محافظة نينوى عرقيا ودينيا على امل أن يحظى كل جانب بالحصة الاكبر من ذلك. ومن هنا جاء تصريح النائبة الايزيدية وعضو كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني فيان دخيل بأن الايزيديين لا يمكنهم العودة إلى سهل نينوى بدون استحداث محافظة جديدة. وقالت ان جميع الأطراف تريد استحداث محافظات جديدة داخل المحافظة . واوضحت ان الهدف من استحداث محافظات للمكونات : الايزيدية والشبكية والتركمانية والمسيحية في نينوى هو إعادة ابنائها إلى مناطقهم .&

ترسيخ وحدة العراق

وفي المرتبة الثانية صوتت مجموعة من القراء بلغ عددها 520 قارئا شكلت نسبتهم 36 بالمائة من مجموع المستفتين للرأي القائل ان تحرير الموصل سيرسخ وحدة العراق حيث يبدو انهم تأثروا بالتصريحات الصادرة عن المسؤولين العراقيين بأن معركة تحرير المدينة سيشارك فيها جميع ابناء الشعب العراقي بمختلف تكويناتهم وانتماءاتهم.

كما انه من الواضح ان موقفهم هذا جاء اثر قرار البرلمان العراقي في 26 من الشهر الماضي&بمنع تقسيم المحافظة وعاصمتها الموصل حيث جاء نص قراره الذي اتخذ بالاغلبية كما يلي :

&((يرفض الشعب العراقي بكافة ممثليه أي عملية تقسيم .. وعلى الجميع العمل على تحرير المحافظة من سيطرة داعش .. ومصيرها يحدده ابناؤها بعد التحرير)). & & & & &

وما رسخ هذا الرأي هو توصل اجتماع عراقي اميركي كردي عسكري سياسي عقد في اربيل في 19 سبتمبر الماضي الى اتفاق توحيد الخطاب الاعلامي ‏لمعركة تحرير الموصل ووضع خطط حول كيفية التعامل مع النازحين ومناطق ‏الايواء.‏ وانعقد الاجتماع بإشراف رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ومشاركة عدد من القيادات العليا الأمنية والعسكرية في بغداد وواشنطن وأربيل وبغداد وواشنطن اضافة الى سفير الولايات المتحدة في العراق دوكلاس سيليمان وقائد القوات الاميركية في العراق الجنرال تاونسيند والقنصل الأميركي في أربيل كين كروس وعدد من المستشارين والمسؤولين الأميركيينن ونائب رئيس اركان الجيش العراقي عبد الأمير الزيدي وعدد من القيادات العسكرية العليا في الجيش العراقي. وقد تم الإتفاق على التعاون المشترك بين قوات البيشمركة والقوات العراقية وقوات التحالف في المعركة المنتظرة .

تفجر نزاع عربي كردي

اما الفئة الثالثة التي شاركت في الاستفتاء فقد شكلت الاقل في عددها الذي بلغ 225 قارئا شكلت نسبتهم 17 بالمائة من المجموع الكلي للمستفتين حيث رأت ان تحرير المدينة سيفجر نزاعا مسلحا عربيا كرديا.

واستند موقف هذه المجموعة من المستفتين الى نزاعات بين العرب والاكراد بدأت تظهر ملامحها منذ الان خاصة وان المسؤولين الاكراد يؤكدون انهم لن ينسحبوا من المناطق التي حرروها من سيطرة داعش في محافظة نينوى الامر الذي اثار غضب الحكومة المركزية والقوى الشيعية السياسية والمسلحة التي هددت بمواجهة الاكراد.&

وسبق ان دارت معارك بين التشكيلات المسلحة في الحشد الشعبي قبل أشهر وبين البيشمركة الكردية في مناطق عربية وتركمانية شمالية سقط فيها قتلى وجرحى من الجانبين مثل طوزخرماتو وآمرلي .

والمشكلة هنا ان الحكومة المركزية في بغداد بأعتبارها سلطة راعية لوحدة العراق اضعف من أن تقف امام المخططات التقسيمية وخلال العامين الاخيرين اظهرت عدم كفاءة في التعاطي السياسي مع مثل هذه التحديات اضافة الى عدم قدرة في اتخاذ قرارات مصيرية .&

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد وأكبر مدينة تقع حاليا في قبضة تنظيم داعش في العراق وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمالي وغربي البلاد. وبدأت الحكومة العراقية في مايو الماضي في الدفع بحشود عسكرية قرب الموصل ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم مؤكدة أنها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.