نصر المجالي: أعلن في بانكوك اليوم الخميس عن وفاة عاهل تايلاند الملك بوميبول إدولياديج، بعد تدهور حالته الصحية خلال الأيام الماضية. وكان القصر الملكي قال يوم الأربعاء إن الملك يتلقى مساعدة على التنفس ويخضع لعلاج دائم للفشل الكلوي.

وتتوقع مصادر دبلوماسية أن تثور صراعات قصر على الحكم بعد رحيل الملك بوميبول أدولياديج (88 عامًا)، الذي يعتبر أطول الملوك تربعًا على العرش، إذ امتد عهده نحو 7 عقود، حيث كان تولى المنصب يوم 9 يونيو 1946.&

كما يعتبر أدولياديج من أغنى ملوك العالم، حيث صنفته مجلة (فوربس) الأميركية كأغنى الملوك في العام 2008 بثروة قدرت قيمتها آنذاك بـ 35 مليار دولار.

والملك إدولياديج متخرج من جامعة لوزان السويسرية ويصفه موقع (ويكيبيديا) بأنه رجل دولة، وسياسي، ومهندس، وعازف ساكسفون، وملحن، وعازف للجاز.&

وللملك التايلاندي الراحل أخ وحيد هو راما الثامن واخت هي غالياني فادهانا، وهو متزوج من الملكة سيكيريت، وله ابنتان هما الاميرة سيرينهورن والأميرة أولوبراتانا، وابن هو الأمير ولي العهد ماها فاجيرالونجكورن.

والأمير فاجيرالونجكورن هو الوريث الشرعي للحكم، وهو خريج الكلية العسكرية الملكية في كانبيرا في أستراليا وعمل ضابطًا في الجيش التايلاندي.&

كما تدرب مع القوات البريطانية والأسترالية والأميركية، وهو طيار عسكري مؤهل وطيار مروحية وادي عمليات قتالية ضد الفيتناميين عبر توغل عسكري في الحدود الكمبودية ـ التايلاندية.

وكان ماها فاجيرالونجكورن تزوج من الأميرة سومسوالي، وله منها بنت واحدة هي الأميرة باجراكيتيابها (ولدت العام 1978)، وفي نفس العام بدأ بالعيش مع الممثلة بولبراسيرث يوفاديدا، والتي انجب منها عدة أبناء من البنات، وولدا واحداً هو الأمير راسميجوتي ديبانجكورن المولود في 29 أبريل 2005.

وينتمي الملك أدولياديج لسلالة تشاكري الحاكمة لمملكة تايلاند منذ 1782 الى الآن، وقد حكمت الاسرة من تأسيس مملكة راتاناكوسين أو المسماة مملكة سيام مرورًا بمملكة تايلاند الحالية عندما تحولت الى مملكة دستورية في العام 1932.

ويكيليكس

يذكر انه في يونيو 2011 كانت برقيات سربها موقع (ويكيليكس) برقيات صادرة عن السفارة الأميركية في العاصمة التايلاندية بانكوك أن ملك البلاد بوميبول أدولياديج، يعاني من مرض الباركنسون والاكتئاب، وولي عهده ماها فاجيرالونجكورن من مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز).

ووفقاً لوثائق سرية سجلها خلال السنوات الست الماضية دبلوماسيون أميركيون من بينهم سفراء أميركا في تايلاند، فإن البلاد سوف تواجه "لحظة صدق" بعد وفاة ملكها وتولي الامير ماها ولاية العرش.&
وتصف تلك البرقيات الصراع داخل القصر حيث تجاهد زوجة الملك سريكيت لتولي السلطة مع ابنها في الوقت الذي يضعف الملك باستمرار.&

وتقول إحدى تلك البرقيات: "من الصعب تقدير الازمة السياسية المحيطة بخلافة العرش بمجرد وفاة الملك"، إذ ان وفاة الملك قد يعقبها صراع حول العرش بين الامير وأخته الكبرى الاميرة سيرينهورن، ومنذ ان دخل زوجها الملك المستشفى أصبحت الملكة نشطة سياسياً، فقد انحازت الى حركة "القمصان الصفر".

عنف ومزاج متقلب&

ونقلت تلك البرقيات عن رئيس الوزراء سوثب شاكثوبان، أنه أخبر أحد الدبلوماسيين الاميركيين ان المشكلة تتمثل في الصحة العقلية للملك، ونقلت ايضاً ان الامير البالغ من العمر الآن 63 عاماً "معروف بميله للعنف ومزاجه المتقلب"، وأنه "قضى أكثر من 75٪ من وقته من العامين الماضيين في أوروبا في فيلا خارج ميونيخ بألمانيا مع محظيته وكلبه الابيض فوفو" عاشها في استهتار ومجون.

وتقول إحدى تلك البرقيات ان الكلب تم منحه رتبة (مارشال جوي)، ويعتقد أكثر من محلل سياسي أن الشعب التايلاندي سيجد صعوبة في القبول بزوجته الحالية الاميرة سريراسمي ملكة لهم. وذلك بسبب ظهورها في آخر عيد ميلاد للكلب فوفو لا ترتدي سوى بيكيني "خيطي".

فضيحة فساد&

يشار إلى أنه في ديسمبر 2014 كانت زوجة ولي عهد تايلاند تخلت عن لقبها الملكي في خضم فضيحة فساد هزت الحكومة والنظام الملكي، وتم قبول استقالة الأميرة سريراسمى من لقبها وواجباتها.

وقبل الاستقالة، كان ولى العهد الأمير ماها فاجيرالونجكورن قد أمر بتجريد عائلة زوجته من اللقب الملكي الذي منح لها بعد زواجه منها العام 2001.

واندلعت الفضيحة مع اعتقالات لعدد من أقارب الأميرة، لتورطهم في شبكة فساد يترأسها عمها، قائد مكتب التحقيقات المركزي المخلوع الجنرال بونجبات شايابان.

ووجهت إليهم اتهامات بالابتزاز والتهريب والقمار وجمع تبرعات بحجج واهية، لمساعدة النظام الملكي.&
&