تشير صحيفة فايننشال تايمز إلى أنه من المعتقد أن مسلحي داعش أسسوا شبكة كبيرة من الأنفاق لاستخدامها في التراجع. وتنقل الصحيفة عن الرائد محمد كريم، من قوات البيشمركة الكردية المشاركة في القتال قوله: "عادة ندفن الجثث على الفور، لكننا نعتقد أن أحد هذه الجثث (في إشارة الى جثث لمسلحي تنظيم الدولة) بها حزام ناسف، لذلك لا نقدر على لمسها".

وتفيد قوات البيشمركة أن مسلحي داعش انسحبوا خلال ساعات، لكن حجم الدمار الذي تركوه خلفهم، بما في ذلك الألغام والأنفاق السرية، تمثل تهديداً قاتلاً ينتظر القوات العراقية.

وتنقل فايننشال تايمز عن ماثيو هينمن، من مركز جينز لدراسات الإرهاب والتمرد، قوله: "إن قوات التنظيم لديها خبرة عالية في حرب العصابات بعد خوضهم معارك في الفلوجة والرمادي وتكريت. كما أنهم أعدوا الكثير من المواقع الدفاعية وشبكة من الخنادق التي يصل عمقها إلى 4 أمتار.

ويضيف هاينمن: "لابد أن التنظيم قد أعد تشكيلاً للبقاء وإثارة الاضطرابات الأمنية إذا ما تمت السيطرة على المدينة (من قبل القوات العراقية)".

بينا يقول كولوم ستراك –المحلل بمجموعة IHS لمراقبة النزاعات، والتي تراقب الصراع في العراق وسوريا- إن القوات تهدف بإتاحة الفرصة لمجاهدي التنظيم للهروب، إلى تقليل الإصابات بين المدنيين، وقال إنَّه "إن كانت هناك طريقة لدفع التنظيم إلى الانسحاب والهروب إلى الصحراء، فلِمَ نقاتلهم وسط منطقة حضرية كالموصل؟".

ويرى معنيون بالجانب الأمني والإستراتيجي إمكانية تكثيف التنظيم لهجماته الانتحارية في المناطق الآمنة، بعيدًا عن الموصل، لتشتيت جهد القوات الحكومية في حملتها العسكرية على الموصل.

ونشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريراً، أمس الاول، وتحدثت فيه عن استعدادات التنظيم من أجل إبقاء السيطرة على المدينة، وقالت إن "داعش تتحضر للمعركة التي قد تستمر لأشهر للحفاظ على السيطرة على الموصل من خلال زرع العديد من القنابل على نطاق واسع في الشوارع، وتجهيز عشرات الانتحاريين، وملء الخنادق حول النقاط الرئيسية لدخول المدينة بالنفط القابل للاشتعال".

كما أنشأ التنظيم شبكة واسعة من الأنفاق تحت الأرض للحماية ونقل كل من المعدات والمقاتلين، فضلاً عن مراقبة الميليشيات لأهل المدينة وانتشار القناصة أعلى أسطح المنازل ليلاً؛ لسحق أي بوادر تمرد من السكان.

وقد تناثر مقاتلو التنظيم على أسطح المنازل المشرفة على الطرق، التي تقود إلى داخل المدينة، إضافة إلى تفخيخ المباني والمنازل، وسيكون دور المتبقي من السكان المدنيين تحديد المواقع التي جرى وضع المتفجرات عليها، وإرشاد القوات العراقية، لكن من جهة أخرى فإن العقبات مثل الحواجز الترابية - في بعض الأحيان مع القنابل - سوف تستخدم لإبطاء القوات العراقية التي سوف تحتاج لمسحها مسبقاً، مما يعرضها للكمائن.

وقالت صحيفة «التلغراف» إن الإرهابيين حفروا خندقاً بعرض 7 أقدام في محيط المدينة، ووضعت عليه براميل نفط، والتي أشعلت فيها النيران لإعاقة تقدم القوات وحجب الرؤية عن طائرات الاستطلاع والطائرات الهجومية. كما يستخدم مقاتلو التنظيم الدراجات النارية في تنقلاتهم، وذلك لتجنب تعقبهم من الجو ويكون هناك راكب خلفي على الدراجة يستخدم منظاراً لمراقبة البنايات والشوارع عن بعد.

وأضافت الصحيفة أن تكتيك التنظيم الإرهابي سيعتمد أيضاً على استهداف القوات العراقية عبر انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة، أو الهجوم بالسيارات المفخخة لإبطاء تقدم الآليات والمدرعات العراقية، كما سيسعى المقاتلون لاستخدام المدنيين في الموصل كدروع بشرية للحد من الضربات الجوية ضدهم.