اكد الرئيس الروسي بوتين رفضه وجود قوات أجنبية على أرض العراق من دون موافقته، في إشارة الى القوات التركية، مشددًا على أن موسكو شريكة للعراق في مواجهة الارهاب .. فيما صدت قوات البيشمركة هجوماً لداعش في بلدة سنجار، وحررت القوات العراقية مزيدًا من القرى والبلدات في اليوم الثالث لانطلاق معركة تحرير الموصل.

&وبحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هاتفيًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سير عملية تحرير الموصل والعلاقات الثنائية، اضافة الى تواجد القوات التركية في شمال العراق.&واكد العبادي أن عمليات تحرير الموصل "تسير بشكل ممتاز، وهي عملية عراقية تنفيذًا وتخطيطًا وتوقيتًا، وتحت قيادتنا، وهناك تنسيق عالٍ بين القطعات، وللمرة الاولى&يحدث هذا التنسيق بين الجيش والبيشمركة، والقتال سوية، وهذه القوات تتقدم وتحرر القرى وسط ترحيب كبير من ابناء هذه القرى والمناطق"، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي الاربعاء، واطلعت على نصه "إيلاف" .. مضيفًا "أن الجانب الانساني لدينا خطط له وهناك جهد كبير في هذا المجال".

وفي ما يخص تواجد القوات التركية على الاراضي العراقية، فقد اكد العبادي ان تواجد هذه القوات مرفوض لدينا، وهناك موقف عراقي موحد رافض له، وستعد قوة معادية في حال تدخلها، وهي تعرقل جهود القوات &العراقية لتحرير الموصل.

بدوره، اكد بوتين أن العالم كله مهتم بمعركة الجيش العراقي في الموصل .. وقال: "نحن نعلم صعوبة مهمة محاربة الارهاب ونحن على ثقة بأنكم ستنفذون ما تخططون له، ونحن شركاء لكم في محاربة الإرهاب".

واكد "موقف روسيا الرافض والمعروف جدًا بتواجد أي قوات اجنبية دون موافقة الحكومة أو مجلس الامن، وهذا الأمر غير شرعي وسنكون معكم في أي وقت".

&كما اطلع بوتين العبادي على قرار وقف إطلاق النار الموقت في مدينة حلب السورية، والذي كانت موسكو ودمشق أعلنتا عنه في وقت سابق.

وهدد العبادي الاثنين الماضي بضرب أي قوات تركية تقترب من الموصل، محذرًا القادة الاتراك من تكرار خطأ صدام حسين الذي احتل الكويت. واكد خلال اجتماعه مع رؤساء البعثات الدبلوماسية في العراق أن تركيا ستتفاجأ من وحدة الشعب العراقي وستتورط في العراق إذا ما قررت الدخول عسكريًا الى الاراضي العراقية. ودعا تركيا لعدم الوقوع بخطأ إستراتيجي في الموصل لأنها ستتورط في العراق إذا ما قررت الدخول عسكرياً وستتفاجأ بوحدة الشعب العراقي.

وشدد على أن دخول القوات التركية إلى العراق لن يكون نزهة، ودعا القادة الأتراك إلى "عدم إرتكاب خطأ مميت ارتكبه صدام حسين وأدى إلى كوارث ما بعدها كوارث"، في اشارة الى دفع رئيس النظام العراقي السابق بقواته الى الكويت عام 1990 وما نتج عنه من دمار للمنطقة.

ويدور خلاف بين تركيا والعراق على وجود نحو 2000 جندي تركي في قاعدة بعشيقة جنوب مدينة الموصل بشمال العراق، والتي يحتلها تنظيم داعش منذ يونيو عام 2014 في الوقت الذي تستعد فيه القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي لشن هجوم لتحريرها من قبضة التنظيم. &&
وتطالب بغداد انقرة بسحب قواتها المتمركزة في قاعدة بعشيقة، فيما تصر أنقرة على عدم الانسحاب بدعوى أنها موجودة بطلب من الحكومة العراقية، وأن تواجدها هو للمساعدة في محاربة تنظيم داعش الذي يشكل خطرًا على أمنها القومي.

وصوّت البرلمان التركي مؤخرًا لصالح تمديد وجود الالفي عسكري تركي في شمال العراق، لمدة عام، للتصدي "للتنظيمات الإرهابية"، في إشارة إلى المسلحين الأكراد وتنظيم داعش.
&
البيشمركة تصد هجومًا لداعش والقوات العراقية تحرر مناطق جديدة. &&

في اليوم الثالث لمعركة تحرير الموصل "قادمون يانينوى"، فقد صدت قوات البيشمركة الكردية الاربعاء&هجوماً لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" في محور سنجار.

وقال قائمقام سنجار محما خليل، إن مسلحي داعش هاجموا فجر اليوم قوات البيشمركة التي استطاعت صد الهجوم بعد مواجهات استمرت لمدة ساعتين. وأشار الى أن الاشتباكات اسفرت عن تكبد داعش خسائر فادحة وحصول البيشمركة على كمية من الاسلحة القيمة، كما نقلت عنه شبكة رووداو الاعلامية الكردية في تقرير اطلعت عليه "إيلاف".

وفي السياق ذاته، قال آمر الفوج الثاني من قوات البيشمركة دخيل قاسم سمير إن هجوم داعش كان واسعاً،&وان التحالف الدولي ساعد البيشمركة في صد الهجوم.. مشيراً الى "حرق 3 عجلات عسكرية لداعش بمساعدة التحالف الدولي، فضلاً عن تكبيد داعش العديد من الخسائر الأخرى، في المقابل اصيب مقاتلان من البيشمركة خلال المعارك".

وكانت البيشمركة استعادت قضاء سنجار في 12 نوفمبر عام 2015 من قبضة داعش الذي سيطر على المدينة في الثالث من اغسطس عام 2014 .

ومن جهتها، أحكمت القوات الأمنية العراقية سيطرتها على قرية كاني حرامي في ناحية النمرود بقضاء الحمدانية. فقد سيطرت قوات اللواء 35 من الفرقة المدرعة التاسعة من الجيش العراقي على قرية "كاني حرامي" بعد مواجهات عنيفة مع مسلحي تنظيم داعش.

وقد خاضت القوات العراقية حرب شوارع في القرية، قبل أن تنجح في السيطرة عليها، حيث يتوقع وجود بعض مسلحي داعش داخل الأنفاق.

وقد اقتصر قصف مواقع داعش في المنطقة اليوم على القوة الجوية العراقية دون شن مقاتلات التحالف الدولي غارات فيها، على خلاف الوضع في اليومين الماضيين. وقد انسحب مسلحو داعش الى قرية العباسية التي تعتبر من القرى الكبيرة في المنطقة، حيث تسعى القوات العراقية لاستعادتها من التنظيم.

وأعلن القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي فجر الاثنين بدء عمليات استعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية، مؤكدًا أن دخولها سيقتصر على عناصر الجيش والشرطة. وأضاف العبادي متوجهًا الى سكان الموصل آخر اكبر معاقل داعش في البلاد، قائلاً "كانت هناك محاولة لتأخير عملية التحرير ولكننا وأدناها. هذا العام كما وعدناكم سيكون عام الخلاص من داعش ونحن سنفي بوعدنا".&

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، وأكبر مدينة تقع حالياً في قبضة تنظيم داعش في العراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمال البلاد وغربها. وبدأت الحكومة العراقية في مايو الماضي في الدفع بحشود عسكرية قرب الموصل ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم، مؤكدة أنها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.