فجر مؤتمر باريس لدعم العراق أزمة بين بغداد وأربيل، حيث هاجمت حكومة اقليم كردستان وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري لتجاهلها وعدم دعوتها للمشاركة في المؤتمر، واصفة تصرفه بغير اللائق.. فيما بحث العبادي مع ولايتي التعاون الأمني والمخابراتي بين البلدين لمواجهة تنظيم داعش.

إيلاف من لندن: اختتم في باريس أمس مؤتمر دعم العراق في مواجهة الإرهاب والاستعدادات للمستقبل السياسي للموصل بمشاركة 20 دولة، حيث دانت حكومة&اقليم كردستان بشدة ما اسمته "التعامل غير اللائق لوزير الخارجية العراقي، الذي يعمل منفرداً دون الأخذ& في الاعتبار تضحيات الاقليم التي أصبحت خلال العامين الماضيين أكبر مانع أمام توسع أخطر مجموعة إرهابية التي ادعت الخلافة باسم الاسلام".

وأضافت حكومة الاقليم في بيان صحافي اليوم، اطلعت "إيلاف" على نصه، أنها ترحب بأي محاولة دولية لمواجهة إرهابيي داعش وتحقيق الاستقرار السياسي للعراق والمنطقة، لكن للأسف لم تتم هذه المرة دعوة الطرف الرئيس والشريك السياسي والعسكري والانساني للمنطقة، وهو اقليم كردستان، إلى المؤتمر، واقتصرت المشاركة على الوفد العراقي على مستوى وزير الخارجية.

وأشارت إلى أنّه بعد زيارة رئيس الاقليم مسعود بارزاني إلى بغداد مؤخرًا، شهدت العلاقات السياسية والأمنية بين أربيل وبغداد تقدماً جيداً، ومنذ أكثر من عامين أصبح اقليم كردستان ملجأ لاكثر من مليون و800 ألف نازح ولاجئ، والذين شكلوا عبئاً ثقيلاً على حكومة الاقليم..&

وقالت إنه "من دواعي الاستغراب أن الحكومة الاتحادية ووزارة الخارجية مصرتان على عدم وجوب مشاركة وفد اقليم كردستان في المؤتمرات الدولية المتعلقة بداعش والنازحين واللاجئين في هذا الوقت، رغم كل التضحيات التي قدمها الاقليم".

وأضافت أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها هذا النوع من التعامل من المسؤولين العراقيين، وطالبت " بأن لا يتهاون الحلفاء بعد الآن ودعوة اقليم كردستان بشكل مباشر وهو الشريك الرئيس إلى المؤتمرات المعنية بمواجهة داعش وقضايا النازحين واللاجئين والخارطة السياسية ومستقبل الموصل".. ودعت الحكومة الاتحادية إلى "العمل بشكل جدي على عدم تكرار هذا التعامل، الذي لا يصب في مصلحة أي طرف والذي يضر بمصالح العراق فقط".

وخلال المؤتمر، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن القوات التي تقاتل حاليًا لتحرير الموصل تتقدم باسرع مما مخطط لها، مؤكداً أن هذه القوات هي وحدها التي تواجه تنظيم داعش والقوات الأخرى في التحالف الدولي مساندة لها، فيما دعا الرئيس الفرنسي إلى عدم السماح لعناصر التنظيم بالهرب من الموصل إلى الرقة السورية.

وأضاف أن القوات الفرنسية تشارك بقواتها البرية والبحرية في معركة الموصل، وقال إن معركة الموصل تكتسب أهميتها كونها تضرب داعش في معقله، موضحًا أن المعركة ضد داعش ستستمر لوقت طويل ويجب توفير خطط لتأمين المناطق المحررة.&

وشدد بالقول إن هزيمة عصابات داعش في مدينة الموصل ستكون نصراً سياسياً وعسكرياً وانسانياً.

وأشار إلى أنّ المدنيين داخل مدينة الموصل يعيشون أوضاعاً صعبة، مؤكدًا على ضرورة أن يكون هناك تنظيم سياسي وإداري للمدينة بعد تحريرها من داعش.. واعدًا ببذل "قصارى جهدنا في إعادة الحياة للموصل بعد تحريرها. وأضاف أن القوات الفرنسية تشارك بقواتها البرية والبحرية في معركة الموصل، معتبرًا هزيمة داعش فيها ستكون نصرًا سياسياً وعسكرياً وانسانياً.

العبادي يبحث مع ولايتي التعاون&لمواجهة داعش

بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع علي اكبر ولايتي، الامين العام للمجلس الاعلى للمجمع العالمي للصحوة الاسلامية، المستشار الخاص للمرشد الاعلى الإيراني علي الخامنئي، تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات، وخطر تنظيم داعش على المنطقة، والانتصارات المتحققة من قبل القوات العراقية.

وأكد العبادي ان القوات العراقية ماضية بتحرير الاراضي، "وبدأنا بعمليات تحرير الموصل ونأمل بالقضاء على هذه العصابات قريبًا".. مؤكدًا اهمية "تعاون دول المنطقة أمنياً، وفي المجال الاستخباري، للقضاء نهائيًا على هذه العصابات وفكرها المنحرف".

بدوره، شدد ولايتي على اهمية وحدة العراق وسيادته وتأييد إيران ودعمها للحكومة العراقية، وما تحققه من انتصارات، "والتي تحققت بفضل القيادة الحكيمة للعبادي، والذي سيعود بالعراق قوة مهمة في المنطقة" كما نقل عنه المكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء، اطلعت على نصه "إيلاف".

وخلال اجتماعه مع رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم، اعلن ولايتي عقد اجتماع اسلامي فكري يومي السبت والأحد المقبلين في بغداد، بمشاركة علماء مسلمين من 22 دولة، وقال إن "اجتثاث الفكر التكفيري مهمة ضرروية لوقف جرائم الإرهاب".

وكان ولايتي بحث امس مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتعاونهما في مواجهة الإرهاب.

معروف أن إيران تزود العراق بالاسلحة والمستشارين العسكريين، يقودهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، لتقديم الدعم والمشورة للقوات العراقية في حربها ضد تنظيم داعش، حيث يشير مراقبون إلى أنّ هذا الدعم الإيراني يستهدف ابعاد خطر التنظيم عن اراضيها، ولذلك فهي تقوم بالتصدي له خارج أراضيها.