أكد خبراء لـ"إيلاف" أن العلاقات التي تربط مصر بالسعودية استراتيجية وأكبر من أن يستطيع أي طرف أو جهة أو دولة زعزعتها وضربها، محذرين من الذين يحاولون جني وقيعة وهمية "بصنارة عكرة"، ولافتين إلى أن الخلاف في الرؤية حول الأوضاع السورية أمر طبيعي.

إيلاف من القاهرة: تعتبر المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية من الدول الوازنة في المنطقة بفعل مكانتهما&السياسية، ويوصف مراقبون العلاقات بين الدولتين بالتاريخية. لكن رغم ذلك شاب هذه العلاقات بعض الفتور في فترات زمنية معينة، كما لمس عدم التطابق في وجهات النظر حول بعض الملفات الساخنة في العالم العربي، ابرزها الملف السوري.

محللون يرون أن بعض وسائل الإعلام لعبت على وتر الملف السوري،&لتأجيج الخلاف بين مصر والسعودية، وهو ما دفع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى التأكيد خلال حديثه من منبر القوات المسلحة على عمق العلاقات مع المملكة، مشيراً إلى سعي البلدين إلى حل الأزمة السورية،&بما يصب في مصلحة الشعب السوري، وتأكيده أيضًا اعتبار أمن الخليج جزءًا من الأمن القومي المصري.

كما أكد السيسي على متانة العلاقات المصرية عبر التاريخ، وكونها علاقات ثابتة إستراتيجية. وأوضح في الندوة التثقيفية في مسرح الجلاء بمناسبة الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر، أن قرار شركة "أرامكو" بوقف شحنات النفط ليست له علاقة بتصويت مصر في مجلس الأمن، وأن مصر تتفهم جيدًا الأسباب الاقتصادية التي أدت إلى اتخاذ الشركة قرارها المفاجئ.

كذلك أكد خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة، على قوة ومتانة العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية. وقال في تصريحات له: «هناك محاولات للوقيعة، إلا أن أملهم خاب مثل كل مرة»، في إشارة منه إلى من يسعى إلى هذه المحاولات الحثيثة للوقيعة.&

وشدد الأمير خالد الفيصل على علاقات البلدين، قائلًا: «علاقات مصر والسعودية مرت بمراحل، وستبقى دومًا قوية ومتينة»، كما أكد أحمد القطان، سفير المملكة العربية السعودية في القاهرة، أن الرياض ستظل تدعم مصر، ولن يستطيع كائن من كان تعكير صفو العلاقة بين البلدين، نافيًا أن يكون هناك خلاف بين القيادات السعودية حول الموقف من مصر، ومشددًا على أن التعاون العسكري بين البلدين على أعلى مستوى، وما حدث في اليمن نموذج لذلك، وأضاف قائلًا: "من لا يحب مصر سواء فرد أو دولة حاقد".

تفاهم بين البلدين&

من جانبه، أكد الدكتور صلاح حسب الله، عضو مجلس النواب وأستاذ العلوم السياسية، أن الاتفاق التام بين أي دولتين أمر مستحيل مهما بلغ تقاربهما، وفي منطقة الشرق الأوسط الملتهبة بقضايا شديدة التعقيد، يجب أن نتوقع تباينًا في وجهات النظر في شأن قضية أو أخرى، والطبيعة المركبة للأزمة السورية في شكل خاص، وتعدد الأطراف والمصالح والقوى المؤثرة فيها، تجعل حسابات كل دولة تختلف عن الأخرى، بحكم ظروفها، ومصر والسعودية على المستوى الرسمي تتفهمان ذلك.&

وقال عضو مجلس النواب ﻟ"إيلاف": إن "الأداء السياسي الرسمي في البلدين كان منضبطًا وقادرًا على إدراك طبيعة المخطط الشرير الذي حُشدت له جهود إعلامية ضخمة، تقف وراءها جماعة الإخوان ودول عربية وأجنبية، اعتادت الصراخ في كل مناسبة بأن الخلافات بين الرياض والقاهرة وصلت إلى نقطة عدم الرجوع؛ ولذلك حرص الرئيس السيسي على الرد السريع بالتأكيد على متانة العلاقات السعودية المصرية، وهو ما وقع بالصدمة على الدخلاء، الذين يصرّون مرارًا وتكرارًا على وجود أزمة بين البلدين".

وأكد الدكتور حسب الله أن العلاقات المصرية - السعودية الوثيقة هي أحد الأسس التي يقوم عليها استقرار المنطقة؛ لذلك تسعى قوى دولية وإقليمية إلى العبث بهذه العلاقة والوقيعة بين البلدين من أجل نجاح مخططهم بنشر الفوضى والفتنة في دول الخليج ومصر، وهو المخطط الذي تدركه جيدًا القيادة في الدولتين.

مصالح مشتركة&

في السياق عينه، قال السفير صلاح فهمي، مساعد وزير الداخلية السابق: "إن الخلاف حول سوريا بين مصر والسعودية، وإن كان عميقًا، فإنه لن يؤدي إلى صدام كبير بين البلدين، خاصة وأن هناك مصالح مشتركة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو العسكري، تتطلب ضرورة وجود تنسيق مشترك ودائم بين الدولتين، والحرص على إقامة علاقات إستراتيجية، والوقوف ضد أي تدخلات خارجية تحول دون استمرار العلاقات الطيبة بين البلدين".

وأكد فهمي أن هناك علاقة خاصة جدًا بين السعودية ومصر، لن ينجح أحد في المساس بها، وستظل مكانة مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومكانة المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين داخل قلوب وعقول ووجدان الشعبين الشقيقين المصري والسعودي.. والقيادة في الدولتين ترى الواقع جيدًا، وتعي متطلبات التعامل معه، والتصريحات الرسمية من أعلى مستويات القيادة في البلدين خلال الأيام الماضية تؤكد أن أسس هذه العلاقات متينة وراسخة.&