أسامة مهدي: في تصاعد لحركة الاحتجاجات التي ينفذها العمال في إقليم الاحواز العربي الذي تحتله ايران في جنوب غرب البلاد&فقد اعتصم عشرات العاطلين عن العمل منهم أمام مقر الحاكم العسكري في الإقليم رفضا للتمييز العنصري في منح الوظائف، فيما اشتبك العمال في إعتصام أخر مع رجال الأمن ما اسفر عن إعتقال عدد منهم.

&ولقد تجمع عشرات الأحوازيين العاطلين عن العمل أمام مقر الحاكم العسكري في مدينة الأحواز العاصمة إحتجاجا على التمييز العنصري الذي تمارسه السلطات الإيرانية في عمليات التوظيف في الادارات& والشركات والمصانع الحكومية.

وابلغ مسؤول في المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز “إيلاف" الخميس أن المحتجين طالبوا السلطات الإيرانية بالكف عن ممارسة سياسة التمييز العنصري في عملية التوظيف مؤكدين أن أصحاب الأرض من الأحوازيين هم الأولى في التوظيف والحصول على فرص العمل.

وتزامن الإعتصام مع إعلان رئيس شركة "صدرا" للصناعات البحرية الإيرانية علي زارعي عن توظيف 1900 عاملاً جديداً من القومية الفارسية استقدموا من المحافظات الفارسية نظرا لقلة اليد العاملة في منطقة أبوشهر، مشيرا إلى أن عدد العمال الذين يعملون في الشركة حاليا هم 400 وبعد توظيف العمال الجدد سيصبح إجمالي عدد عمال الشركة 2300عامل.

وقال ان "عملية توظيف هؤلاء المستوطنين يأتي في ظل ارتفاع معدلات البطالة في إقليم الأحواز المحتل والتي تتجاوز نسبة 50% بحسب تصريح رسمي للنائب في البرلمان الايراني عن مدينة عبادان "غلام رضا شرفي".

وتعد "صدرا إحدى الشركات العاملة في مشروع& "بارس" لتكرير وإنتاج الغاز المسال في منطقة أبوشهر وسط إقليم الأحواز حيث تعمل الشركة على إنشاء منصات تصدير الغاز المسال في سواحل مدينتي أبوشهر وعسلو.&

الإحتجاجات والإعتصامات العمالية&

وتأتي هذه الاحتجاجات اليوم في أعقاب سلسلة من الإعتصامات والتظاهرات العديدة التي نفذها العمال الأحوازيون خلال شهر اكتوبر الحالي.

فقد اعتصم عشرات العمال أمام المبنى الإداري لشركة "فناوران" للصناعات البتروكيماوية في مدينة "معشور" جنوب الأحواز العاصمة يوم 24 أكتوبر الحالي وذلك لليوم الثالث على التوالي إحتجاجا على عدم دفع رواتبهم المتأخرة منذ ثمانية أشهر.

وفي سياق مواز تجمع نحو 30 عاملا متقاعدا أمام مبنى مؤسسة المياه والمجاري وسط الأحواز العاصمة يوم 23 أكتوبر إحتجاجا على عدم مستحقاتهم المتأخرة منذ سنتين مطالبين مسؤولي المؤسسة بالوفاء بإلتزاماتهم.

كما شهد يوم العشرين من الشهر الحالي تجمع عدد من المقاولين أمام مبنى شركة قصب السكر في مدينة "دور إنتاش" شمال الأحواز العاصمة للمطالبة بمستحقاتهم المالية ثم تحول الإحتجاج بعد ساعات إلى إشتباك بين حراس الشركة والمعتصمين. وقد تدخلت قوات الأمن واعتقلت 15 من المعتصمين ونقلتهم إلى مخفر شرطة المدينة .

وجاء هذا التجمع عقب احتجاجات نفذها عمال الشركة إحتجاجا على عدم دفع رواتبهم المتأخرة منذ 4 أشهر إذ شهد يوما 9 و13 من الشهر الحالي إحتجاجات واسعة شارك فيها نحو ألفي عامل.

وفي الإطار ذاته تجمع عشرات العمال أمام مبنى شركت "كروه ملي" لصناعة الفولاذ في مدينة الأحواز العاصمة في العشرين من الشهر نفسه إحتجاجا على عدم دفع رواتبهم المتأخرة منذ ثلاثة أشهر.

وعلى الصعيد نفسه فقد طالب عمال شركة "أروند" للبتروكيماويات في مدينة "معشور" جنوب الأحواز& مسؤولي الشركة برفع أجورهم وذلك في اعتصام نظمه العمال أمام مبنى الشركة في السادس من الشهر الحالي.&

وقبل ذلك بثلاثة أيام إعتصم نحو 100 عامل من شركة "باکینه شوی" أمام مبنى الحاكم العسكري في مدينة "المحمرة" جنوب غرب الأحواز العاصمة إحتجاجا على تهديدات مسؤولي الشركة بطردهم من العمل حيث هددت إدارة الشركة العمال بالإستغناء عن خدماتهم إذا ما نفذوا اعتصاما أو تجمعا للمطالبة بدفع أجورهم المتأخرة منذ عدة أشهر.

وفي السياق ذاته إحتج عشرات العمال من بلدية مدينة "القنيطرة" شمال الأحواز العاصمة أمام مبنى الحاكم العسكري في المدينة للمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة منذ أربعة أشهر.

فقدان الامن الصناعي

ومن جهة اخرى قتل أحد العمال في شركة صناعة الأنابيب في مدينة الأحواز العاصمة في 24 من الشهر الحالي اثر سقوطه من مكان مرتفع حيث نقل إلى أحد مستشفيات المدينة لتلقي العلاج لكن نتيجة إصابته البالغة توفي في اليوم ذاته.&

ويعتبر هذا الحادث الثاني من نوعه في الشركة إذ قتل عامل آخر مؤخراً نتيجة إصابة تلقاها في الرأس خلال ممارسته لعمله. وتشير المعلومات إلى أن نسبة الأمان أثناء العمل في الشركات والمصانع في اقليم الأحواز متدنية جدا مما يجعل أغلب العمال عرضة لحوادث عمل تعرض حياتهم لخطر شديد.