كُشف لأول مرة منذ قرون القبر الذي يُعتقد أن المسيح سُجي فيه بعد صلبه، إذ رفع خبراء في حفظ الآثار البلاطة الرخامية التي تغطي القبر المحفور في الحجر في كنيسة القيامة أو القبر المقدس في القدس القديمة، في إطار مشروع كلفته 4 ملايين دولار لترميم أقدس نصب أثري في الديانة المسيحية، كما افادت مجلة ناشونال جيوغرافيك.

وسيتمكن عمال الترميم الآن من فحص الرف الحجري الأصلي أو "سرير الدفن" الذي وُضع عليه جسد المسيح.
&

لحظة حرجة

قال الآثاري فريدريك هيبرت لمجلة ناشونال جيوغرافيك التي تشارك في مشروع الترميم: "غطاء القبر الرخامي سُحب إلى الوراء وفوجئنا بكمية المادة التي تملأ الحيز تحته".

اضاف أن التحليل العلمي يستغرق وقتًا طويلا، "ولكننا سنتمكن في النهاية من رؤية السطح الحجري الأصلي الذي سُجي عليه المسيح، بحسب التقليد السائد".

ويقع القبر داخل مدفن ذي ردهتين يقوم بترميمه فريق من الخبراء اليونانيين في حفظ الآثار من الجامعة التكنولوجية الوطنية في أثينا. واشتغل الفريق سابقًا على موقع أكروبوليس في العاصمة اليونانية وكنيسة آيا صوفيا في اسطنبول.

وقالت انتونيا موروبولو، المشرفة العلمية على الفريق، إن إزاحة البلاطة الرخامية كانت "لحظة حرجة" في ترميم المدفن. وأضافت أن التقنيات التي استخدمها الفريق لتوثيق "هذا الأثر الفريد" ستمكن العالم من دراسة المحصلة التي خرج بها الفريق "وكأنها نفسها كانت في قبر المسيح". &

وأغلقت الكنيسة التي يزورها الحجاج والسياح بأعداد ضخمة من سائر أنحاء العالم من أجل عملية إزاحة الغطاء عن القبر مع إنارة المدفن من الداخل بأضواء صناعية قوية بدلًا من الشموع المعهودة. &
&
مشروع الترميم

بدأ مشروع الترميم الذي يشارك فيه نحو 50 خبيرًا في وقت سابق من العام الحالي بعد تأمين التمويل من مانحين بينهم العاهل الاردني الملك عبد الله ومايكا ارتيغون ارملة احمد ارتيغون مؤسس شركة اتلانتيك ريكدوردس للتسجيل الموسيقي التي قدمت 1.3 مليون دولار. كما ساهمت في التمويل الطوائف المسيحية التي تدير الكنيسة في ما بينها. ومن المقرر أن يُنجز المشروع في ربيع العام المقبل.

أُعيد بناء المدفن اربع مرات في السابق، آخرها في عام 1810 بعد نشوب حريق في المكان. ويُسند مبنى المدفن منذ زهاء 70 عامًا بدعامات حديدية وضعها احد الحكام البريطانيين خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين.

وتغطي كنيسة القيامة أو القبر المقدس في قلب الحي المسيحي من القدس القديمة الموقع المفترض لصلب المسيح ودفنه وقيامته. وعُهدت مفاتيحها إلى عائلة مسلمة منذ القرن الثاني عشر نظرًا إلى الخلافات المستحكمة بين الطوائف المسيحية.
&&
أعدت "إيلاف" هذه المادة عن غارديان على الرابط أدناه:
https://www.theguardian.com/world/2016/oct/27/jesus-tomb-jerusalem-restoration-church-of-the-holy-sepulchre-christ-christianity?CMP=fb_gu