أقر المرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية دونالد ترامب في إحدى تغريداته بصعوبة وصوله إلى البيت الأبيض، لكن أكد استمراره في السباق الرئاسي.


"إيلاف" من واشنطن: لا مبالغة في القول إن المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب هو أول مرشح في تاريخ البلاد يُقر بخسارته الانتخابات قبل أسابيع من يوم التصويت، إذ أعلن بشكل غير مباشر في منتصف الشهر الماضي أن فوزه بالسباق إلى البيت الأبيض صعب، في تغريدة على تويتر، وذلك بعد إعلان قيادات من حزبه الجمهوري عدم دعمهم إياه، أبرزهم بول رايان، رئيس مجلس الشيوخ.

البلدوزر!

اللافت أن المرشح المثير للجدل تلقى ضربات موجعة خلال أكتوبر المنصرم، أبرزها تسريب مقطع فيديو يتحدث فيه بطريقة سيئة عن "النساء"، وما تبعه من إعلان سيدات في لقاءات إعلامية أن ترامب تحرش بهن، الأمر الذي فتح عليه النار ودفع بعض مناصريه البارزين إلى التخلي عن دعمه.

وفي عام ونصف، كان الملياردير وإمبراطور العقارات "بلدوزر" يهشم المرشحين جميعًا، وتمكن من الإطاحة بمنافسيه وحصل على تأييد الحزب الجمهوري، وهو ما أحدث رعبًا في كثير من الأوساط السياسية في العاصمة واشنطن التي ترى في ترامب "غير مهيّأ لتولي الرئاسة، ووصوله إلى البيت الأبيض كارثة على البلاد".

أبرز هؤلاء الرئيس باراك أوباما الذي لم يجد حرجًا في لقاء تلفزيوني في الأسبوع الماضي من القول: "إنه يستمتع بالعمل في حملة المرشحة هيلاري كلينتون لمنع وصول المرشح الجمهوري إلى سدة الرئاسة"، وهذا سلوك غريب من حاكم أقوى بلد في العالم يلتزم فيه قادتها عادة الحد الأدنى من الحياد خلال الانتخابات الرئاسية.

فائزة

ترافق هذا كله مع حملة شرسة تشنها وسائل الإعلام الأميركية الكبرى على ترامب "الذي يُعتبر أسوأ مرشح للرئاسة في تاريخ البلاد الحديث"، كما علق صحافيون وسياسيون.

وأصدرت هذه الوسائل تعليمات إلى كوادرها بضرورة العمل على تشويه الملياردير الذي اتخذ مواقف عنصرية ومتشددة من الأقليات في البلاد، وفقًا لما قاله بيل أورايلي، مذيع قناة فوكس نيوز، منتصف سبتمبر الماضي.

الخوف من "ترامب" دفع مجلة عريقة مثل "فورن بوليسي" إلى التخلي عن حيادها الذي التزمته منذ تأسيسها قبل خمسين عامًا تجاه المرشحين الرئاسيين، وأعلنت في مقالة كتبتها إدارة تحريرها دعمها لهيلاري كلينتون، محذرة الأميركيين من أن لانتخاب ترامب عواقب سلبية وخيمة على البلاد.

وفقًا لكثير من الاستطلاعات، يتضح أن هيلاري كلينتون ستفوز في الانتخابات التي ستجري في الثامن من نوفمبر الحالي، ما لم تحدث مفاجأة كبرى، على الرغم من إعلان المباحث الفيدرالية نهاية الأسبوع الماضي فتحها تحقيقًا جديدًا في استخدام المرشحة الديمقراطية لبريدها الإلكتروني الشخصي في تبادل رسائل ذات طابع سري خلال عملها في وزارة الخارجية الأميركية.

متاهات

لم تكن قضايا الفساد وسوء الإدارة التي تحيط بكلينتون كافية لمنع تزايد مناصريها، "فهي على الرغم من الأسرار التي تحيط بها وكذبها في قضايا كثيرة تبقى المرشح الأفضل، فلو فاز منافسها ترامب فمن المؤكد أنه سيدخل البلاد في متاهات خطيرة على المستويات كافة"، كما يقول لـ"إيلاف" بيتر سمبسون، الموظف في شركة تقنية في وادي سليكون في كالفورنيا.

لكن، في المقابل، ما زال مناصرو ترامب يدافعون عنه بشراسة على الرغم من فضائحه "الجنسية" التي تطارده.&

فمارلين سمبسون (72 عامًا) متقاعدة بيضاء تحرص على التطوع أربع ساعات يوميًا في مركز انتخابي للمرشح الجمهوري في مدينة سينسناتي في ولاية أوهايو، وتتجاوز هذا كله بتوزيع ملابس تحمل صورته في الأماكن العامة، "فهو الوحيد القادر على إعادة الأمن إلى البلاد من الإرهابيين، وليست الشيطانة هيلاري كلينتون التي تريد فتح البلاد للمهاجرين غير الشرعيين، وجلب 60 ألفًا من اللاجئين السوريين إلى البلاد، ربما يكون كثير منهم من مقاتلي داعش"، كما قالت في تعليق كتبته في صفحتها على فايسبوك.

الأكيد أن الولايات المتحدة مقبلة على يوم اقتراع تاريخي، فهو سيكون إعلان تولي أول امرأة رئاسة أقوى بلد في العالم، أو فوز منافسها ترامب، وهو أكثر المرشحين الرئاسيين "جهلًا وعنصرية" في تاريخ البلاد، كما يقول باراك أوباما.