تتحدث صحافية في نيويورك تايمز عن لقاء "سوريالي" مع رئيس النظام السوري، الذي يعتقد أنه "انتصر في الحرب"، ويتصرف وكأنه يمسك بسوريا بقوة.

إيلاف من بيروت: كانت آن برنارد، مراسلة "نيويورك تايمز" بين صحافيين غربيين التقاهم رئيس النظام السوري بشار الأسد في دمشق أخيرًا، فعادت إلى صحيفتها، لتكتب مشاهداتها في هذا اللقاء، الذي حاول فيه الأسد أن يظهر نفسه رجلًا يمسك بتلابيب بلاده بقوة شديدة.

فعلى الرغم من أن مئات الآلاف من المدنيين السوريين محاصرون وجائعون، يجلس الأسد في قصره آمنًا مطمئنًا، ما دام فوّض أمره وأمر حربه الضروس لروسيا وإيران وحزب الله اللبناني، وهي الأطراف التي زاد نفوذها، فأزعجت مناصري الأسد.&

قالت برنارد إن الأسد كان مليئًا بالمودة، إذ رافق صحافيين أميركيين وبريطانيين إلى غرفة جلوس أنيقة، "مدّعيًا أمامهم بكل ثقة أن نسيج سوريا الاجتماعي متماسك اليوم أفضل مما كان قبل اندلاع الحرب قبل خمسة أعوام، وكأن السوريين لم يتركوا منازلهم مرغمين، أو كأن زهاء نصف مليون سوري لم يلقوا حتفهم في معارك عنيفة يرفض الأسد تحمل قسطه من المسؤولية عنها، ملقيًا اللوم والاتهام على الولايات المتحدة والجماعات الإسلامية".&

يعتقد أنه انتصر
نظر الأسد إلى الصحافيين، وبحلق في وجوه بعضهم، وقال: "لست سوى العنوان العريض، أو الرئيس الشرير الذي يقتل مواطنيه الطيبين... طبعًا تعرفون هذه الرواية جيدًا. لكن السبب الحقيقي هو أن حكومتنا لا تناسب معايير الولايات المتحدة وتريد إطاحتها".

تصف برنارد الاجتماع هذا بأنه "أول اجتماع سوريالي تحضره بعد سنوات من الكتابة عن حرب ضروس حولت مدن سوريا الرئيسة ركامًا... أمام الأسد الذي يبدو في مهمة لإقناع الحكومات الغربية بأنها ارتكبت خطأ فادحًا بدعمها خصومه، وأنه في مأمن من كل خطر في موقعه... فهو حارس السيادة السورية".

تستمع برنارد إلى الأسد متفلسفًا يتحدث عن حق كل سوري في أن يكون مواطنًا حقيقيًا بكل ما للكلمة من معنى، ويعد بحقبة جديدة من الانفتاح والحوار في سوريا، ويعلن أنه بدأ التفكير في تحديث طريقة تفكير السوريين بعد حرب "يعتقد" أن قواته ستنتصر فيها، مستبعدًا أي تغييرات سياسية قبل تحقيق النصر، ومعربًا عن نيته البقاء في منصبه حتى نهاية ولايته الثالثة في 2021... في أقل تقدير.

حرب مفبركة!
تقول برنارد: "في الوقت الذي يحاول فيه الأسد ودائرته المقربة هذا الخط الجديد من الانفتاح في شأن الوضع في سوريا، شددوا موقفهم حيال أي تسويات مع الخصوم المحليين والدوليين، وهم مقتنعون بأن الولايات المتحدة تدعم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى، ويعتبرون الإدعاءات بارتكاب جرائم حرب مسيّسة أو مفبركة أو كليهما، فعلى الرغم من أن آلاف السوريين قتلوا على يد "الإرهابيين"، فلا أحد يتحدث عن جرائم حرب نفذها خصومه".

أضاف الأسد: "على الرغم من أن دعمًا كبيرًا يأتيه من أشخاص قد يكرهون سياساته أو سياسة حزب البعث الذي يتزعمه، فإنهم يخشون من أن يكون البديل هو حكم المتشددين الإسلاميين أو انهيار الدولة. لقد أدركوا قيمة الدولة، لكن هذا الدعم قد ينحسر إذا انتهت الحرب، فلهذا تقربوا منا، لا لأنهم غيّروا سياستهم".