إيلاف من الرباط: قال السفير حسن عبد الرحْمن، الرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات العربية مع اميركا اللاتينية والكاريبي "كارلاك"، ان إمكانيات تطوير العلاقات الثنائية بين المنطقتين كبيرة جداً، حيث تبقى القطاعات التجارية والاستثمار بين البلدان العربية وأميركا اللاتينية وقطاع الطاقة والأمن الغذائي والزراعة، والطاقة المتجددة والبيئة والتعدين وتكنولوجيا المعلومات وتطوير البنيات التحتية ، اهم ما يمكن العمل عليه.

وأكد عبد الرحمن في مؤتمر صحافي، عقده مساء الجمعة، في مركز لجنة العلاقات العربية مع أميركا اللاتينية بالرباط،على ان أميركا اللاتينية والعالم العربي من المناطق الحيوية التي تعيش نمواً اقتصادياً واجتماعياً كبيراً، وتتميزان بطابع متكامل ومصالح مشتركة لم تستغل بعد، وهو ما يسعى اليه المجلس من خلال مأسسة العمل في مجال الدبلوماسية بين الدول العربية ودوّل أميركا اللاتينية ودوّل الكاريبي.

المجلس سيركز على البحث العلمي والتعاون من اجل التنمية 

وكشف عبد الرحمن، وهو سفير سابق لفلسطين في واشنطن والرباط، ان مبادرات المجلس ستتركز على البحث العلمي والتعاون من أجل التنمية والتكنولوجيا الحيوية، وإدارة الموارد الطبيعية، وإدارة الطاقات المتجددة في تحقيق هذا التكامل، مؤكداً ان تطوير التبادل والتعاون بين أميركا اللاتينية والعالم العربي في مجال التربية والثقافة والفنون، من شأنه أن يشجع على فهم أفضل لحضارة ولغات وتاريخ كل منطقة، ويمكن لبرامج تبادل الطلاب، على وجه الخصوص، أن تشكل الأساس لخلق شبكات من أجل تطوير الرؤى وتعميق التعاون على المدى الطويل.

وأبرز عبد الرحمن انه على الصعيد العالمي يمكن للشراكة القوية بين المنطقتين أن تعزز تحقق التنمية المستدامة، وإدارة التغيير المناخي، وضمان الاستقرار العالمي والإقليمي،و تعزيز الأمن،والحد من الفقر وتطوير سياسات مالية دولية قوية و متناسقة.

وأضاف قائلاً:" يمكن للعمل المشترك بين العالم العربي وأميركا اللاتينية ان يوحد المواقف الفردية والجماعية حول مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك في المحافل والمنظمات الدولية والمؤتمرات المتعددة الأطراف".

وشدد عبد الرحمن على ان العالم العربي يعتبر منطقة تتميز بالحيوية والدينامية والتغير، وهي منطقة تزخر بجزء كبير من الاحتياط العالمي من الطاقة ورؤوس الأموال والموارد، فضلاً عن ثقافة مهمة ومؤثرة، يبلغ عدد سكانها 350 مليون نسمة تتألف في معظمها من الشّباب، وهي فئة اتخذت مكانتها بسرعة في الاقتصاد العالمي وفي المجالات العامة.

 ما بين 15 و 18 مليون من أصول عربية 

وأبرز عبد الرحمن ان أميركا اللاتينية تعتبر بدورها منطقة بالغة الأهمية من نواح عدة، فبين 15 و 18 مليون شخص من السكان ، والذين يبلغ عددهم حوالي 550 مليون نسمة، هم من أصول عربية، ويمثل هذا الرقم أكبر عدد من السكان العرب الذين يعيشون خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مؤكداً على ان الموطنين من أصول عربية في أميركاحققوا نجاحات كبيرة في عدة مجالات، لاسيما في المجالات الأكاديمية والسياسية والتجارية، " وهذا يدل على ان المهاجرين العرب قد اندمجوا في ثقافة أميركااللاتينية، الأمر الذي يدعو الى الاعتقاد بأن التعاون بين المنطقتين سيكون مثمراً، وأنه سيتم إنشاء علاقات اقتصادية وثقافية وسياسية قوية".

وأوضح السفير الفلسطيني ان العالم العربي وأميركا اللاتينية عرف نمواً اقتصادياً على الرغم من الأزمة المالية العالمية،ويمكنهما أن يستفيدا من تحالف تجاري أفضل للعمل معاً على حماية نفسهما وبعضهما البعض من الضغوط الاقتصادية، مبرزاً ان العلاقات مع بلدان أميركا اللاتينية شهدت العديد من التطورات الإيجابية في السنوات الأخيرة، لكن هذه العلاقات لم تصل الى مستوى التنسيق السياسي كما كان متوقعا على الرغم من وجود آلية سياسية لتحليل سبل التعاون في مجالات مثل الاقتصاد والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والسياحة ومجالات أخرى ذات صلة.

وأضاف عبد الرحمن ان المجلس الذي تم تأسيسه بمبادرة من شخصيات سياسية ودبلوماسية وثقافية عربية و من دول أميركا اللاتينية، يسعى الى توطيد وتنمية العلاقات بين العالم العربي وأميركا اللاتينية على مستوى الشعوب من خلال بناء شركات ومؤتمرات وتنظيم زيارات تتم بين الطرفين،وايضا من خلال العمل مع الأحزاب السياسية والبرلمانات والجامعات والجمعيات ، والعمل على تحويل ما تم الاتفاق عليه رسمياً بين الطرفين الى مشاريع ملموسة لها نتائج محددة تخدم الطرفين.

شرح قضية الصحراء المغربية 

وأكد عبد الرحمن على ان شرح قضية الصحراء المغربية تبقى من بين أولويات المجلس اذ سيعمل على تغيير بعض مواقف الدول اللاتينية من قضية الصحراء ، وتنظيم مؤتمرات للتعريف بالموقف المغربي "لأن مواقفها خاطئة ولا يجب ان تقحم نفسها في هذا الموضوع المغربي الداخلي".

ودعا عبد الرحمن الى ضرورة دعم العالم العربي لهذه المبادرة وكذا تأسيس مجالس أخرى للتعاون بين دول أميركا اللاتينية والكاريبي و الدول الافريقية، التي يمكن ان يلعب فيها المغرب دوراً رئيسياً، مشدداً على ان المجلس لا يعد بديلاً لوزراء الخارجية بل داعماً لهم ولمؤسساتهم التي تبقى هي صاحبة القرار.

ندوة الطاقة المتجددة وانخفاض الانبعاثات الكربونية

وجرى خلال المؤتمر الصحافي ايضا تقديم الندوة التي سينظمها مجلس العلاقات العربية مع أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، يوم 10 نوفمبر الجاري، بمناسبة مؤتمر المناخ (كوب 22) بمراكش، حول "الطاقة المتجددة وانخفاض الانبعاثات الكربونية .. دروس مستفادة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكاريبي"،بشراكة مع مركز الدراسات التابع للمكتب الشريف للفوسفات، ومؤسسة جيتوليوفارغاس البرازيلية، وجامعة ميريلاند في الولايات المتحدة، بحضور نخبة من المتخصصين في مجال البيئة، في إطار تقريب وجهات النظر وتطوير العلاقات بين العالم العربي ومنطقة أميركا الجنوبية والكاريبي، تكتسي أهمية كبرى من حيث القضايا التي تعالجها وكذا خبرة المشرفين عليها في هذا الحدث العالمي المهم.

وستجمع هذه الندوة مسؤولين حكوميين، وخبراء في التنمية، وشركاء من منظمات غير حكومية، لمناقشة سبل نشر الطاقة المتجددة كإجراء للتخفيف من الانبعاثات الكربونية، بالإضافة إلى الوسائل المتبعة للتخفيف من حدة الانبعاثات الكربونية في دول أميركا اللاتينية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فضلا عن طريقة تطبيقها في مختلف مجالات التنمية، وقدرة الشراكات الدولية في تكثيف الجهود المبذولة من أجل تحقيق الطموح المنشود والتعاون الدولي.