إيلاف&من واشنطن:&تفشى قلق بالغ بين المهاجرين غير الشرعيين البالغ عددهم 11 مليونا في الولايات المتحدة، بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وفقاً لوسائل إعلام أميركية.

فالرئيس الجديد تعهد ترحيل المهاجرين غير الشرعيين كافة، وهو الأمر الذي يعني شن حملة اعتقالات واسعة ستنفذها أجهزة سلطات تنفيذ القانون في دائرة الهجرة وستطال المدارس ومقرات العمل والمنازل، وستشمل جميع المدن الأميركية.

هذا الأمر من شأنه إذا وقع أن يمزق شمل 4 ملايين أسرة على الأقل في الولايات المتحدة وهي تتكون من والدين مقيمين بشكل شرعي لكن أطفالهم يحملون الجنسية الأميركية لأنهم ولدوا في البلاد، وفقاً لما قالته المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون في المناظرة الرئاسية الأخيرة في أكتوبر الماضي.

وهناك صراع "أخلاقي" بين دائرة الهجرة من جهة وأجهزة الشرطة في خمسين مدينة أميركية أخرى، حول آلية التعامل مع المقيمين غير الشرعيين،&فأجهزة الشرطة في هذه المدن بينها اتفاق يقضي، بعدم تسليم أي مقيم غير شرعي إلى دائرة الهجرة لترحيله، حتى لو ارتكب جريمة.

جرائم&

وكان رجل مكسيكي مقيماً بشكل شرعي في البلاد، أثار جدلاً واسعاً في مدينة سان فرانسيسكو العام الماضي، إذ إنه بعد أن قبضت عليه الشرطة بسبب ارتكابه جريمة سرقة، عادت وأفرجت عنه بعد انقضاء عقوبته بالسجن، رافضة طلباً من دائرة الهجرة بتسليمه لها لترحيله من البلاد.

لكن الرجل بعد أيام ارتكب جريمة أعظم إذ اغتصب فتاة بيضاء وقتلها، ومع هذا خرج قائد شرطة سان فرانسيسكو في لقاء مع السي أن أن وقال إن هذه الحادثة لن تدفعهم إلى تغيير سياستهم برفض تسليم المقيمين غير الشرعيين إلى دائرة الهجرة.

لن تكون هناك موانع قانونية أو دستورية أمام ترامب لو اختار شن حملة اعتقالات واسعة للمهاجرين غير الشريعيين، فهم لا نصير لهم، سوى بعض منظمات المجتمع المدني التي لا تملك قوة مؤثرة، وحتى القضاء لن ينصرهم "فقانون الهجرة غير فعال والأنظمة التي يعتمد عليها فاسدة، كما أن قضاة محاكم الهجرة غير مستقلين ويتبعون للجهات التنفيذية، وغالبيتهم يصدر أحكامه في القضايا من دون حتى أن يجهد نفسه بقراءة ملفاتها"، كما قالت دانا مارك وهي رئيسة الجمعية الوطنية لقضاة الهجرة في البلاد في مقابلة مع قناة أم أس أن بي سي في يوليو ٢٠١٤. & &

المداهمات والترحيل

الأكيد أن ترامب لو اتخذ قرار "المداهمات والترحيل"، سيدمر حياة ملايين من البشر، وستتنكر أميركا للمرة الأولى للمهاجرين الذين بنوا البلاد وقامت عليهم، كما قال الرئيس باراك أوباما الشهر الماضي.

والأكيد أيضاً، أن قرار "الترحيل" لو نُفذ، سيثبت ما يتردد حول "انحدار المستوى الأخلاقي" لترامب، فهو كما تقول وسائل إعلام أميركية، استغل حاجة المهاجرين غير الشرعيين لبناء أمبراطوريته واستعان بهم في إنشاء بعض مشاريعه العقارية وكان يدفع لهم أقل من الحد الأدنى للأجور، لكنه حينما وصل إلى البيت الأبيض قرر طردهم إرضاءً لقاعدته الشعبية التي غالبيتها تتشكل من البيض المتعصبين. &