لم يكتف ترامب ببيانه العنيف الذي أصدره السبت حول قرار إعادة فرز الأصوات الانتخابية في ولاية ويسكونسن، بل عاد صباح اليوم، ونشر سلسلة تغريدات غاضبة عبر حسابه في تويتر، وقال إن هيلاري كلينتون اتصلت به قبل خطاب النصر، واعترفت بالهزيمة.. "ولن يتغير شيء".

إيلاف من واشنطن: أعاد التذكير بما قالته منافسته خلال المناظرة الرئيسة الثالثة بأن "التشكيك في نتائج الانتخابات هو أمر مفزع".

قلق متزايد
وكانت جيل ستاين من حزب الخضر تمكنت من جمع أربعة ملايين دولار، هي كلفة إعادة فرز الأصوات في ويسكونسن، وهي من الولايات التي فاز بأصوات مجمعها الانتخابي ترامب.

من الواضح أن ترامب قلق من الأصوات التي ترتفع، وتقول إن فوزه كان غير شرعي، مع يقينه بأن لا شيء قادرًا على منع وصوله إلى البيت الأبيض، رغم الدعوات التي تطالب المجمعات الانتخابية للولايات بتتويج هيلاري رئيسة للبلاد، باعتبار أنها فازت بعدد أكبر من الأصوات الفردية للناخبين بلغ نحو مليوني صوت.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت أمس السبت عن أستاذ قانون في جامعة هارفرد قوله إنه يجب على المجمعات الانتخابية إعطاء أصواتها لكلينتون، معتبرًا أن هذا لا يتعارض مع الدستور، خصوصًا أنها حصدت أصوات غالبية المقترعين.

لتغيير النظام الانتخابي
سلوك ترامب الذي ينوي الترشح لولاية ثانية، يشي بأنه يخشى أن يدخل البيت الأبيض وهو بشرعية ناقصة، لعدم فوزه بغالبية الأصوات، وهو ما رد عليه قبل عشرة أيام في تغريدة، قال فيها "لو أردت الفوز بالعدد الأكبر من الأصوات، لاخترت أن تكون حملاتي الانتخابية في كاليفورنيا ونيويورك وفلوريدا (الولايات الأكثر عدد سكانًا في البلاد)"، متجاهلًا أن ولايتي نيويورك وكاليفورنيا هما ديمقراطيتان، وسيكون من شبه المستحيل على جمهوري أن يفوز بهما.

الأكيد أن الرئيس المنتخب يعلم جيدًا أنه من النادرين الذين وصلوا إلى البيت الأبيض، رغم عدم نيلهم غالبية أصوات الشعب، ما يجعله بلا شرعية كاملة، بالطبع ليس أمام القانون، بل في عين المواطنين العاديين، الذين بدأ كثير منهم يقول إن نظام التجمع الانتخابي، يصادر حقهم في اختيار رئيس البلاد، وهو الكلام عينه الذي يؤمن به ترامب، الذي اعتبر في منتصف العام الجاري "أن نظام المجمعات الانتخابية كارثي، ويجب أن يؤخذ بالاقتراع المباشر".