لندن: أعلن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، أن أهم أولوياته على الصعيد الداخلي هو العمل على إعادة بناء الولايات المتحدة، وكان واضحاً في تحديد أهم الأولويات على الصعيد الخارجي وهو التركيز على تدمير داعش.

لكنه ولكي يتمكن من تحقيق تلك الغاية، فهو مُطَالَب بالتعاون مع القبائل والدول العربية السنية لمساعدته في إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، والتواجد بدلاً منه على الأرض، إذ إن مهمة دحر داعش في الموصل في العراق والرقة بسوريا من دون الحلفاء السنة قد تسفر في الأخير عن تحقيق انتصارات لكنها ستكون بثمن باهظ.

وعلّقت على ذلك صحيفة التلغراف البريطانية بقولها إنه ما لم يتم إشراك السنة بجهود إعادة الإعمار والحكم في مرحلة ما بعد داعش، فربما تتكرر ظروف إقصاء واضطهاد السنة&نفسها في العراق وسوريا التي كانت سبباً في ظهور داعش في المقام الأول.

وأضافت الصحيفة أن تلك النظرية التي تتحدث عن أن روسيا، الأسد وإيران شركاء طبيعيون في محاربة داعش لا تدرك حقيقة الاحتياج إلى السنة فيما هو قادم، حيث إنها تتجاهل بالفعل السياسات الاقصائية الطائفية التي تدعمها وتعمل بموجبها إيران، الفظاعات التي ارتكبها نظام الأسد ضد السنة بالأساس وكذلك عملية الأرض المحروقة التي شنتها روسيا في حلب ومدن سورية أخرى - وهي أمور تنفّر كثيرا من الشركاء السنة الذين سيتطلب وجودهم خلال الفترة المقبلة.

وإن لم يكن هذا كافياً، فإن المشكلة الأخرى هي أن تلك النظرية لا تبالي كذلك بأن هناك صراعاً اليوم في منطقة الشرق الأوسط الكبيرة، ذلك الصراع الذي يستعين فيه الإيرانيون، المدعومون من روسيا، بميليشياتهم الشيعية في محاربة الأنظمة العربية.

ولهذا ارتأت الصحيفة أنه إذا كانت هناك نية لدى ترامب في تدمير داعش، فإنه سيكون بحاجة لإيجاد طريقة يقنع بها الدول السنية بلعب دور أكبر في محاربة التنظيم.

والمشكلة بالنسبة إلى الدول السنية لا تتمثل في عدم إدراكهم التهديدات التي يشكلها داعش، وإنما إدراكهم الطبيعة الوجودية لتلك التهديدات التي تشكلها إيران، كما أنها تدرك في الأخير أن تنظيم داعش ليس دولة ولا يحظى بأي دعم من أي دولة من الدول، في حين أن إيران عبارة عن دولة تسعى للسيطرة على المنطقة وأنها إذ تستعين في سبيل ذلك بالميليشيات الشيعية بهدف إضعاف نظم الدول السنية في المنطقة.

وتابعت التلغراف بقولها إن الأنظمة السنية ترغب الآن في معرفة أن الرئيس الأميركي يدرك التهديدات التي يشكلها الإيرانيون، خاصة وأنهم لم يسمعوه من قبل يتحدث عن الأنشطة التخريبية التي تقوم بها إيران في المنطقة، رغم سابق تصريحاته القوية بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وإذ تأمل تلك الدول الآن في أن يبادر ترامب باتخاذ إجراءات صارمة تعنى بمواجهة تهديدات إيران في الشرق الأوسط.

وأردفت الصحيفة أن ترامب يرغب في المقابل هو الآخر أن يعرف ما الذي يمكن أن يقدمه شركاء أميركا التقليديون في الشرق الأوسط من أمور تعينه على محاربة داعش لقاء استعداده لمجابهة تهديدات إيران في المنطقة، فهو يريد أن يعلم هل ستشاركه تلك الدول بقوات برية أو قوات عمليات خاصة، وهل سيساعدون في تمويل وتسليح القبائل السنية، وهل سيساهمون بالأموال لإعادة اعمار الموصل والرقة وهل سيستمرون في تقديم الدعم لنظام الحكم وجهود المصالحة في تلك المناطق؟

أعدت "إيلاف" التقرير بتصرف نقلا عن "التلغراف". المادة الأصل على الرابط أدناه:&

http://www.telegraph.co.uk/news/2016/11/30/donald-trump-must-keep-sunni-allies-onside-shun-iran-show-serious/