إيلاف من واشنطن: يحرص الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على عدم الإساءة إلى المسلمين منذ إعلان فوزه في الثامن من نوفمبر الماضي، وتجاهل الرد على الأسئلة التي طرحت عليه حول ما إذا كان سيمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وهو ما دعا إليه خلال حملته الانتخابية.

خرج مصطلح "الإرهاب الإسلامي" من قاموس ترامب منذ فوزه، رغم أنه كان يردده في كل ظهور له خلال حملته الانتخابية، وكان يهاجم الرئيس باراك أوباما ومنافسته هيلاري لأنهما يتجنبان استخدام هذا المصطلح.

حتى عندما نفذ مراهق صومالي متعاطف مع تنظيم داعش، هجوماً في جامعة أوهايو الاثنين الماضي وأصاب 11، تجاهل ترامب ديانة المهاجم حينما عبر عن تعاطفه مع الضحايا وذويهم في تغريدة عبر تويتر.

صحيح أن الرئيس المنتخب لم يتغير، فهو ما زال "عدائياً ولا يتقبل النقد ولا يتوقف عن مهاجمة خصومه والسخرية منهم"، كما لاحظت محطة السي أن أن في مقالة نشرتها في موقعها مطلع الأسبوع الجاري، لكن من الواضح أن ترامب تظاهر بالعداء للمسلمين خلال حملته الانتخابية لكسب المتعصبين البيض، وهو موقف تخلى عنه بعد فوزه، فهو خلال زيارات "الشكر" التي بدأها الخميس لبعض الولايات التي صوتت له، لم يتطرق خلال خطاباته للمسلمين أو "إرهابهم".

ولا بد من التذكير أن ترامب لم يعرف على مدى تاريخه الذي سبق حملته الانتخابية باتخاذه موقفاً عنصرياً من المسلمين رغم أنه كان شاهد عيان على هجمات 11 سبتمبر، التي وقعت في مدينة نيويورك، حيث مقر سكنه وتجارته.

الأكيد أن الرئيس المنتخب تربطه علاقات صداقة خاصة بكثير من المسلمين ومنهم رجال أعمال في الخليج، الذين علق أحدهم عقب دعوة ترامب لمنع دخول المسلمين البلاد، بالقول إنه متيقن "أن الدعوة إلى المنع هدفها كسب ناخبين لا أكثر.. ولن ينفذها لو فاز".

ليس من المستبعد، أن يزور ترامب "البراغماتي" كما وصفه باراك أوباما مسجداً خلال فترته الرئاسية ويظهر دعمه للمسلمين في بلاده، فجورج بوش الابن الذي أعلن "حرباً صليبية" زار مسجداً بالقرب من واشنطن بعد أيام من هجمات سبتمبر، وهي خطوة لم يتخذها أوباما إلا بعد ثماني سنوات من وصوله إلى البيت الأبيض.