أنتج العلماء الفنلنديون&جهازاً صغيرًا للمطبخ ينتج الفواكه والخضروات خلال اسبوع، وهو يتيح للمستخدم إنتاج الفراولة الاسبانية أو الكمثرى التشيلية أو الموز الكولومبي في مطبخه.

ايلاف من برلين: لا حاجة بعد اليوم لشراء الفواكه والخضروات من السوق، أو زراعتها في الحديقة للتمتع بمذاقها الذي يختلف عن مذاق السوق، لأن من المكن تنمية خلاياها وتحويلها إلى ثمار حقيقية في المطبخ.&

المهم أيضاً ان الجهاز ينسجم مع ميل عالمي، رصدته المفوضية الصحية في الاتحاد الأوروبي، وهو الحصول على الفواكه والخضروات المنتجة محلياً. وكمثل فإن 25% من مشتريات الألماني أصبحت المحاصيل الزراعية المحلية، بعد ان كانت هذه النسبة لا تزيد عن 10% قبل عشرين سنة. ويسير البافاري بسيارته عشرات الكيلومترات كي يشتري الجزر والتفاح من المزارعين مباشرة.

وربما يعود هذا الميل إلى الخشية من النباتات المعدلة وراثياً، أو النباتات التي يسرّع نضوجها باستخدام الأسمدة الكيماوية. فالجهاز يضمن للمستخدم ان ينمي الفواكه والخضروات من خلاياها دون استخدام الهندسة الوراثية والأسمدة المحظورة دولياً.

أطلق العلماء من معهد الابحاث التقنية الفنلندي (VTT) على الجهاز إسم "سيل بودCellPod "، ويقولون إنهم يجلبون المزرعة الطبيعية إلى مطبخ البيت باختراعهم هذا. وقال لاوري رويتر، من المعهد، إن تلوث البيئة في المدن عزز مساعي المعهد لإنتاج مفاعل صغير يجري فيه تحويل خلايا الثمار إلى ثمار كاملة خلال اسبوع، وبغض النظر عن شروط التنمية، وما إذا كانت حبات الفاكهة من المناطق الاستوائية أو الباردة.

خلايا من بذور النباتات

وسر هذه السرعة في انضاج الفاكهة هو استخدم الخلايا من نوع "بي4" المستمدة من بذور هذه النباتات. ويؤكد المعهد ان الفواكه التي انتجت من المفاعل لا تختلف عن الفواكه الحقيقية في التركيبة والمحتويات والمنظر. ويعترف العلماء بأن مذاق هذه الفواكه يختلف قليلاً عن طعم الفاكهة الطبيعية، لكنهم يتعاملون مع هذه المشكلة كقضية "تطور" بسيطة للجهاز تضمن طعماً لذيذاً لها في المستقبل.

وعلى أية حال يمكن لمثل هذا المفاعل، رغم الطعم المختلف، أن يكون عوناً هائلاً لرواد الفضاء الذين يقضون أشهرًا على محطة الفضاء الدولية. ويمكن أن يكون بديلاً منذ الآن للبشر المحاصرين في الحروب وفي المناطق النائية. إذ انه يضمن للانويت (الاسكيمو) أكل البطيخ في الشتاء، مثلًا.

وأثبت الفحص المجهري والمختبري ان الفراولة التي انتجت من "سيل بود" تحتوى على نفس الكمية من الفيتامينات والمواد المعدنية الضرورية التي تحتويها الفراولة التي في السوق، كما ثبت أيضاً ان قشور التفاح تحتوي على نفس الكمية من مضادات التأكسد التي تحارب نشوء الأمراض السرطانية.

تحسينات على الإنتاج

وفضلاً عن التعديلات المستقبلية الخاصة بطعم الفواكه، التي يفكر علماء المهد الفنلندي في ادخالها على"سيا بود"، يعدون بإنتاج نسخة ثانية من الجهاز تتيح للإنسان التحكم بكمية الضوء والحرارة، وبالتالي التحكم في سرعة نضوج ومحتويات حبات الفاكهة.

ويبدو المفاعل النباتي الصغير مثل "مصباح منضدة" صغير، باعتراف العلماء، لكنهم سيدخلون تعديلات اضافية عليه. فالجهاز من الجيل الثاني سيكون أصغر وأكثر أناقة، وسيتم إنتاجه بالتعاون مع شركة فنلدنية أخرى من جهاز الطباعة المجسم (بثلاثة أبعاد). هذا يضمن للمستهلك مستقبلاً خفض سعره بالتأكيد.&

وتحدث المعهد عن نموذج أولي تجريبي من "سيل بود"، لكنه لم يشر إلى سعر ما.

مسبار ضوئي&

ولمن تهمه طزاجة الفواكة والخضروات، ويهمه ان تكون طبيعية (اورغانيك) لم تستخدم الاسمدة الكيماوية والهندسة الوراثية فيها، يمكنه ان يستخدم جهازاً ألمانياً يكشف للزبائن طزاجة الفواكه والخضر. والجهاز قادر على التمييز بين الفواكه الطبيعية والفواكه المعدلة وراثياً وبين البيض البيولوجي والبيض "الصناعي".&

وذكر الباحثون الألمان من معهد الأبحاث البيوفيزيائية في مدينة نويس أن جهازاً ضوئياً جديداً سيعين الزبون في المستقبل على معرفة ما إذا كانت الفواكه والخضر التي يشتريها من البقال طازجة أم لا.

وبدلا من اللمس والشم والتفحص بالنظر سيتمكن الزبون المهتم بصحته في المستقبل أن يستخدم جهاز استشعار بيولوجياً ضوئياً يكشف محتوياتها من الفيتامينات والمعادن والانزيمات ... إلخ.&

وذكر البروفيسور فرتز-البرت بوب أن الجهاز الذي تم تطويره في نويس قادر على كشف طزاجة الفواكه والخضر خلال ثوانٍ. وأكد بوب أن بوسع الزبائن حمل هذا الجهاز الصغير معهم أثناء التبضع قريباً، لأن الأبحاث والتجارب التي أجريت عليه قد اقتربت من الإنتهاء، وبما يسمح بانتاجه للسوق خلال فترة قريبة.

ويعتمد الجهاز في عمله على حقيقة علمية تتحدث عن قدرة الخلايا النباتية والحيوانية على خزن الضوء. وواقع الحال أنها معلومة قديمة، إذ لا بد للنباتات من ضوء الشمس لتنفيذ عملية النتج، إلا أن فريق العمل الذي يقوده بوب طور التطبيقات العملية للاستفادة من هذه الحقيقة. ويعمل الجهاز على هذا الأساس وفق عملية التحليل الحيوية-الضوئية "البيوفوتون" التي تحدث في خلايا النباتات أساساً.

وأوضح بوب أن التجارب التي أجريت منذ عام1975 في نويس تكشف بأن قدرة الخلايا النباتية على حفظ الضوء تنخفض بالتدريج مع تقدمها بالعمر. ولما كان الجهاز يقيس كمية الضوء المخزونة في خلايا الفواكه والخضر فإن قياسه لمستوى منخفض من الضوء المحفوظ يكشف أن هذه الفواكه ما عادت طازجة. مع ملاحظة أن الفواكه والخضروات الطازجة تتمتع بقدرة استثنائية على حفظ الضوء.

ويطلق الجهاز على حبة البندورة، كمثل، ضوء بقوة 150 واط لفترة ثوانٍ ثم يعمل بعد ثوانٍ أخرى على قياس كمية الضوء التي تم حفظها في خلاياها. ولأجل جعل هذه القياسات مرئية وسريعة بالنسبة للزبون فقد زود بوب وزملاؤه &الجهاز بـ "مكبر" عالي الحساسية للضوء. وذكر بوب أن شدة حساسية الجهاز للضوء تمكنه من كشف مصدر ضوء صادر عن شمعة في المساء عن بعد 20 كيلومتراً. وهو جهاز أكثر حساسية عشر مرات من أي جهاز للرؤية في الظلام.

ولا تنتهي مهمات "كشّاف الطزاجة" عند هذا الحد، لأن "مواهبه المتعددة تؤهل حامله لكشف ما إذا كانت الفواكه المعنية قد تم تعديلها وراثيًا أم لا. كما يعمل الكشّاف بمثابة جهاز استشعار للكشف عن وجود المواد السامة والضارة في الفواكه والخضر، وكشف ما إذا كانت الأسمدة المستخدمة في تنميته ممنوعة أم لا، وما إذا كانت قد رشت بمبيدات الحشرات والقوارض أم لا.
&