جمال شنيتر: مع استمرار جهود البحث عن 39 من ركاب السفينة اليمنية التي تعرضت للغرق امام جزيرة سقطرى اليمنية الثلاثاء الماضي، يكشف محافظها معلومات خاصة لـ"إيلاف" عن اسباب تلك الحادثة المأساوية التي اشغلت الرأي العام اليمني طوال الايام الماضية.

عمليات البحث مستمرة

اكد محافظ ارخبيل سقطرى، العميد سالم عبدالله السقطري، استمرار عمليات البحث عن بقية ركاب السفينة اليمنية التي تعرضت &للغرق قبالة سواحل الجزيرة الثلاثاء الماضي.
وفي حديث خاص مع "إيلاف" عبر الهاتف، قال المحافظ ان جهودا محلية ودولية مستمرة في سواحل جزر الارخبيل، للبحث عن بقية الركاب.

ونفى أن يكون قد تم العثور على 35 ناجيًا، كما ذكرت وسائل اعلام خلال اليومين الماضيين.

أضاف: "تم انقاذ 31 راكبًا فقط، ولا ندري على ماذا استندت وسائل الاعلام التي رددت ان عدد الناجين كان اكثر من هذا، وللعلم خلال اليومين الماضيين تواصلت جهود البحث والإنقاذ، الا انه للأسف الشديد لم يتم العثور على ناجيين جدد، رغم الجهود المحلية والدولية، فقد سارع صيادو الجزيرة إلى اعمال بحث واسعة في سواحل الجزيرة، وكذلك هناك جهود من بعض السفن الاجنبية الموجودة في سواحل الارخبيل، ولذا نؤكد لكم ان عدد الناجين 31 فقط، ونقدر عدد بقية الركاب المفقودين ب 39 راكبا".

ولفت محافظ سقطرى الى اتخاذ السلطات المحلية في الجزيرة عددا من الاجراءات السريعة والعاجلة منذ الحادثة، ومنها اعلان حالة الاستنفار القصوى داخل الجزيرة لجميع الاجهزة الامنية والعسكرية والصحية &والجمعيات السمكية، والقيام بأكبر عملية بحث تشهدها سواحل الجزيرة.

أسباب الحادثة

عن اسباب جنوح السفينة يكشف المحافظ عن معلومات خاصة.

يقول: "السبب الرئيسي للحادث هو الحمولة الزائدة من الركاب، فالقارب يسع ل 47 راكبا فقط، وبالفعل كشف الاسماء المرسل من ميناء المكلا بحضرموت &حيث ابحرت منه السفينة، يشير الى ذلك العدد من الركاب، لكن الذي حدث انه تمت زيادة في عدد الركاب &إلى 70 راكبا، اي بزيادة 23 راكبا، فأدى ذلك الى خلل في محركات السفينة، وتسرّب الماء في الجانب الأيسر منها، ولم يتم السيطرة عليه، وأدى إلى غرق السفينة".

وحمّل محافظ سقطرى غرق السفينة بطريقة غير مباشرة إلى "الخطوط الجوية اليمنية" التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.

يقول: "هناك معلومة خطيرة توصلنا اليها وهي ان الخطوط الجوية اليمنية تتحمل جزء من مسؤوليتها فيما حدث لركاب السفينة، فالمعلومات كشفت لنا ان عددا غير قليل من الركاب كان ينوي السفر من حضرموت الى سقطرى عبر مطار سيئون عبر طيران اليمنية، الا انه للأسف شهدنا عدم التزام الطيران بالمواعيد و قلة الرحلات، وكذلك ارتفاع سعر تذاكر الطيران، كل ذلك جعل بعض الركاب، وبعد ان مكثوا في المطار اكثر من 24 ساعة في انتظار الطائرة، يغيرون وجهتهم، وذلك باللجوء الى ميناء المكلاء والاتجاه بحرا، مما ادى الى زيادة عدد الركاب الراغبين في استخدام السفينة للاتجاه الى سقطرى، وبالتالي نعتبر طيران اليمنية مسؤولا فيما حدث".

وطالب المحافظ الطيران اليمني باعتماد رحلات جوية اكثر الى الجزيرة المعزولة في المحيط الهندي، وتخفيض قيمة التذكرة مراعاة لأهالي الجزيرة الفقراء، على حد تعبيره.

جهود جبارة

قال مدير عام مكتب المصائد السمكية بمحافظة سقطرى سعد بازيد، ان السفينة جنحت على بعد تسعة كيلومترات من جزيرة قلنسية ثاني اكبر جزر ارخبيل سقطرى بعد تسرب الماء اليها نتيجة الحمولة الزائدة.

وأضاف زيد في تصريح لـ"إيلاف" ان مكتب المصائد السمكية والجمعيات السمكية عملت منذ اليوم الاول للحادثة وحتى اللحظة على اعداد خطة بحث واسعة عبر شؤاطئ الارخبيل من خلال غرفة العمليات في الجزيرة، وبالتنسيق مع غرفة العمليات في حضرموت.

وثمن مدير المصائد السمكية الجهود التي بذلها صيادو الجزيرة وتفانيهم في البحث عن بقية الركاب، رغم افتقارهم &لكثير من الامكانيات المتعلقة بالغوص، وطول الساحل الممتد إلى مئات الكيلومترات، مؤكداً أنّ عمليات البحث "ستستمر لأيام اخرى".

سقطرى في سطور

يقع أرخبيل سقطرى في الساحل الجنوبي للجزيرة العربية شرق خليج عدن، حيث نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب، وكذلك إلى الشرق من القرن الإفريقي، وتبعد حوالي 300& كيلومتر عن أقرب نقطة في الساحل اليمني، و900 كم عن مدينة عدن.

يتألف أرخبيل سقطرى من جزيرة رئيسة هي جزيرة سقطرى أكبر الجزر العربية واليمنية على الإطلاق، ويبلغ طول الجزيرة 125 كم وعرضها 42 كم، يبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم ، وعاصمة الجزيرة حديبو ويبلغ سكان الجزيرة حوالي 50 الف نسمة.