إيلاف من القاهرة: أكد المفكر القبطي والسياسي جمال أسعد أن حادث تفجيرات الكنيسة البطرسية لن يكون سببًا في توتر العلاقات الطيبة بين الأقباط والرئيس عبد الفتاح السيسي، بل إن الحادث كان سببًا مباشرًا في تطبيق فكرة المواطنة على أرض الواقع، مشيرًا إلى أن &جماعة الإخوان المسلمين تسعى إلى الانتقام من المسيحيين في مصر لدعمهم للرئيس السيسي منذ ثورة 30 يونيو، ولكن هذا لن يحدث.

أسعد اعتبر أن العلاقة بين الأقباط والسيسي تشبه الزواج الكاثوليكي، رغم تعرض بعض الأقباط لانتهاكات وتعذيب على يد الشرطة. وهذا نص الحوار:
&
هل تعتقد أن تفجيرات الكنيسة البطرسية هدفه الانتقام من الأقباط ؟

تفجير الكنيسة من الداخل في مشهد يحدث للمرة الاولى، هدفه سياسي، حيث تسعى جماعة الإخوان الإرهابية للانتقام من الأقباط &بسبب وقوفها الدائم بجانب الرئيس السيسي، وخاصة بعد مشاركة البابا تواضرس في مشهد 3 يونيو الذي بمقتضاه تم عزل مرسي وإنهاء حلم الإخوان بتكوين الخلافة الإسلامية في المنطقة .

هل تفجير الكنيسة كان له تأثير على توتر العلاقات بين الأقباط والسيسي ؟

الحادث ليس له تأثير سلبي على شكل العلاقة بين الأقباط والسيسي أو الدولة بشكل عام ، فالعلاقة بين الطرفين منذ ثورة 30 يونيو قوية، بل تفجير الكنيسة كان سببًا في زيادة هذه العلاقة ، فالأقباط يقدرون مشاركة الرئيس في الجنازة ، ومساندة الكنيسة في المحنة وللمرة الاولى&يتم تطبيق مفهوم المواطنة على أرض الواقع من قبل الدولة .

ولكن هناك مظاهرات خرجت أمام الكنيسة تهاجم السيسي ووزير الداخلية؟

هذه الشعارات رفعها قلة أغلبهم ليسوا أقباطًا، ونؤكد أن هناك الكثيرمن الخارج وأنصار الإخوان &يريدون زرع الفتنة بين الأقباط والسيسي ،حيث أن ذلك سيساعدهم في تحقيق أهدافهم في تقسيم مصر والقضاء على حكم الرئيس السيسي، ونحن نؤكد لهم أن &الأقباط لن يعطوهم هذا المنال، والعلاقة مع السيسي تشبه الزواج الكاثوليكي.

الذين يتحدثون عن توتر العلاقات بين الكنيسة والدولة &ناتج عن تعرض الأقباط &للعديد من الأزمات والانتهاكات التي كانت آخرها حادث تعذيب مجدي مكين في قسم الشرطة، فما رأيك؟

أولًا هذه جرائم فردية ليست منظمة ضد الأقباط وحدهم، فالمسيحيون جزء من المجتمع المصري، وبالتالي كل مواطن مسيحي معرض لجرائم وانتهاكات مثل غيره من المسلمين، فليس من المفترض أن &يموت المسلمون في حوادث إرهابية وحدهم، فالإرهاب لا دين له ، وللمرة الاولى&يحصل الأقباط على حقوقهم عقب كل حادث يتعرضون له، ونحن نطالب بتطبيق القانون على الجميع دون تمييز تطبيقًا فعليًا لفكرة المواطنة، وهذا الأمر أرى فيه تقدمًا كبيرًا في عهد نظام السيسي عكس ما كان يحدث في عهد الأنظمة الحاكمة السابقة.

هل تعديل قانون الإجراءات الجنائية سوف يساعد كثيرًا في الحد من الإرهاب؟

أرى أنه من الضروري تعديل القانون بحيث يحاكم كل إرهابي أمام المحاكم العسكرية، ما دون ذلك لن تكون هناك سرعة في إصدار أحكام نهائية ضد الجماعات الإرهابية، فالقاضي المصري مقيد بآلاف القضايا تحتاج إلى سنوات للفصل فيها.

هل المواجهات الامنية كافية للقضاء على الإرهاب في مصر؟

المواجهات الأمنية ليست الأساس، فالأهم من وجهة نظري المواجهة الفكرية&لتلك الجماعات، بحيث تسيطر الدولة على عقول الشباب منذ الصغر وغلق أي طريق يجعله ينضم للجماعات الإرهابية، فلابد من فتح حوار مجتمعي مع الشباب وعقد ندوات مباشرة معهم تشارك فيها جميع مؤسسات الدولة، وما دون ذلك ستستمر العمليات الإرهابية .

هل الجماعات السلفية لها دور في نشر التعصب وزرع الفتنة بين نسيج المجتمع المصري؟

بالفعل لهم دور كبير في زرع الفتنة والإرهاب تجاه الأقباط ، وعلى رأس هؤلاء الشيخ ياسر برهامي الذي يصدر العديد من فتاوى التحريض ضد الأقباط، باعتبارهم جماعة كافرة وقتلاهم غير شهداء وغيرها من الفتاوى الشاذة، وهناك من أمثال برهامي كثيرون يصعدون المنابر يوم الجمعة ويرددون نفس الكلام .

إذن، أنت غير راضٍ عن دور الأزهر والكنيسة نحو تجديد الخطاب الديني؟

تجديد الخطاب الديني تحول في الأزهر والكنيسة لـ"شو" إعلامي فقط، &دون تحرك حقيقي على أرض الواقع &بل أن الكثير من رجال الدين الذين يتحدثون يوميًا عن تجديد الخطاب الديني يحتاجون أنفسهم إلى تجديد فكرهم، فهم يرفضون أساسًا فكرة الحوار مع الآخر، وبالتالي لن يكون هناك تجديد في الخطاب الديني دون القيام بحوار حقيقي من جانب المؤسسات الدينية مع الشباب وتنقية عقولهم.

هل يعتبر قانون بناء الكنائس أحد أهم إنجازات الأقباط في عهد السيسي؟

لاشك أنها خطوة كبيرة تحققت للأقباط، وهي خطوة أولى في طريق طويل، ولكن الأزمة تكمن في استمرار المناخ الطائفي، بوجوده &لن يستطيع أحد بناء كنيسة، فالقضية ليست بالتشريعات بل اقتناع المجتمع بالتشريع.

هل تحققت المواطنة بعد 30 يونيو؟

لم تتحقق بعد بالشكل الواضح، إلا في مشهد جنازة شهداء الكنيسة البطرسية وما بعدها ، فالدولة مطالبة بالقضاء على جميع بؤر الفتنة في مصر من أجل تحقيق المواطنة، وأهمها غلق القنوات الدينية التي تصدر فتاوى تحث على قتل الآخر، كذلك محاسبة من يفتي من دون علم ويهدد استقرار الدولة.
&